لم يسرق مني ممتلكاتي، لكنه سرق مني أصدقائي!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . مشكلتي غريبة بعض الشيء ، فهي سرقة من نوع خاص ، فمشكلتي مع شخص لم يسرق مني ممتلكاتي ، لكنه سرق مني أصدقائي ! بدأت العمل في الغربة قبل ست سنوات من الآن تقريبا ، و ظللت سنتين إلى أن جاء إلى بلاد غربتنا رجل من بلادنا أعرفه منذ كنت صغيرا ، فهو جار لنا و صديق للوالد ، و بعد أن جاء إلينا أخبرني أحد أصدقائي بأنه قد وصل و أعطاني رقمه ، و اتصلت به و ذهبت إليه و أخذته بسيارتي إلى بيتي ، في الوقت الذي كان يعاني فيه الوحدة و الوحشة ، فحاولت أن أكون له أنيسا و جليسا ، و عرفته على أصدقائي الذين أعرفهم منذ مدة ، ثم أسست مجموعة على الوتساب و أضفته فيها . و مرت الشهور ، و بدأت أحس أن هذا الرجل لا يعاملني معاملة حسنة كما يعامل أصدقائي ، إذ أنه لم يعزمني على بيته كما عزم بعضهم ، و مع ذلك كنت أستعيذ بالله من وساوس الشيطان ، و أحسن الظن به . و مع ذلك ، كان بيتي مفتوحا له دائما بحيث كان يعزم أصدقائي في بيتي دون أن أرده يوما ، بل كنت أرحب به ، حتى بلغ من استضافتي له أن زوجته ذات يوم دعت نساء أصدقائي للاجتماع في بيتي دون أن تستأذن زوجتي ، بل كانت هي آخر من يعلم ، و مع ذلك لم نردهم و فتحنا لهم قلوبنا قبل أبوابنا ، خصوصا و أن زوجته وقفت مع زوجتي بعد ولادتها . كنا نسكت و لا نقول شيئا ، حتى جاء يوم حصل فيه ما لم يكن في الحسبان ، حيث أصبحت زوجته - التي تعرفت على النساء عن طريق زوجتي - تلتقي بالنساء دون أن تستدعي زوجتي ، و تزور امرأة أخرى بجانبنا دون أن تزور زوجتي ، و في يوم دعانا ذلك الرجل إلى عزومة في بيت أحد أصدقائي ، فاتصلت به طالبا إحضار زوجتي لأنها ترغب في لقاء زوجته ، فقال لي : لا أستطيع أن أجيبك بشيء ، فاتصلت زوجتي بزوجته طالبة منها الحضور ، فرفضت زوجته بحجة أنها لا تستطيع أن تدعوها إلى بيت ليس بيتها ، هنا علمت أننا نتعامل مع أشخاص أصحاب مصالح ، إذ أنهم لا يرغبون في لقائنا إلا إذا كانت العزيمة في بيتنا . رفضت أن أذهب إلى العزيمة و أخرجت زوجتي و ابنتي إلى المجمع التجاري و أخذت ابنتي إلى حديقة الألعاب ، و اعتذرت لهم عن الحضور في رسالة على الوتساب . في صباح اليوم التالي ، غادر ذلك الرجل المجموعة على الوتساب ، و أسس مجموعة جديدة و أضاف أصدقائي و أقصاني أنا ، و بعدها تغير علي أصدقائي حتى خاصموني و اتهموني كلهم بأنني أنا المخطئ حين لم أحضر للعزيمة ، علما بأنني بينت لهم عذري بأن أسرتي كانت ترغب في الخروج و تغيير الجو و كانت ابنتي تبكي أمام باب البيت و تستعطفني لأخرجها ، و مع هذا كله ، خاصموني و لم يقبلوا عذري ، و انحازوا لذلك الرجل ، علما أنه رجل ميسور ماديا و يأخذهم إلى المطعم أحيانا و ينفق عليهم من ماله ، على العكس مني فأنا على قد الحال . لقد خسرت 4 أصدقاء دفعة واحدة ، ما جعلني أدخل في دوامة اكتئاب ، علما أنني يوم رفضت الذهاب للعزيمة لم أخبرهم بغضبي في الموضوع بل كتمت ذلك في صدري ، و أنا صادق في اعتذاري بإخراج أسرتي . الآن لا يكلمني أحد منهم منذ شهر و نصف ، و ما يزعجني أن والدي يتصل علي و يسألني عن ذلك الرجل و هل ألتقيه ، فيصيبني الإحراج حيث أن أبي لا يعرف أن ذلك الرجل قد خاصمني ! آسف على الإطالة و شكرا لكم .