صديقي تحول الى شخص متعصب ومتشدد دينياً

وعليكم السلام  ردة فعل عنيفة لواقع فيه شيء من المرارة  وقد يكون يائس،  ومحبط  أفضل حل أن توجه للحاق بحلقات القرآن والعلماء ، حتى يلتقي حماسه مع حكمة الشيوخ والعارفين  وبهذه الطريقة يسلم من منعطفين خطيرين إما الغلو وتبعاته أو الانتكاسة كلياً  وتلطف معه بالقول وجادله بالتي هي أحسن ، وعمق في وجدانه السيرة النبوية خصوصا وقت الاستضعاف وماقبل الهجرة ففيها دروس عظيمة  وفقك الله وأنار دربك والسلام 

مازالت امامك الفرصة لتنقذ صديقك من ذلك الطريق ولكن ذلك لن يحدث ما لم تحاول ان تتراصل معه وتغير من شخصيته ولذلك لا تخجل من مصارحته بأن افكاره متشدده اكثر من المفترض وأنه ليس عليه ان يجبر الاخرين ومن حوله في فعل ما يعتقد انه صحيح فكل شخص له حرية الاعتقاد والتفكير 

تلك افكار صديقك ليس عليك ان تتدخل بها حتي وإن كانت افكار بالنسبة اليك افكار لا تناسبك ولست مقتنع بها ولكن هو صديقك وتلك افكاره عليك ان تتقبلها كما هي ولذلك حاول ان تكون شخص هادئ وصريح مع ذاتك في انك لن تستطيع تغير صديقك فهو لن يتقبل نصيحتك لأنه لا يجدك أهل للنصيحة

من الواجب عليك كثديق له ان تحاول ان تجعله يفيق من ما يفعله وان لا تتركه يستمر في تلك الافعال التي يقوم بها فيجب ان تسيطر عليه وتقنعه بالهدوء والمنطق ان التشدد والتعصب في الدين لن يفيد في شيء ولن يغير اي شيء بل علي العكس تماماً سوف يدمر له حساته ولن يستطيع ان يتأقلم مع الحياة

كان الله عز وجل في عونك يا سيدي الفاضل من المؤكد انه ليس من الهين ان تتحمل تلك الافكار وتلك النوعية من الاشخاص فذلك التغير ليس هين وليس مبرر ان يحون بين ليلة وضحاها ولذلك حاول ان تجلس مع صديقك وتعرف سبب تغيره الحالي ووجود تلك الافكار في عقله

الوسطية هي افضل شيء علي وجه الارض يا اخي الكريم فليس من الممكن ان تستمر في ما تقوم به الان بل عليك ان تحاول ان تكون هادئ ولا تتأثر بكب ما يقلوه صديقك هو صديق لك ولكن لا يعني ان ما يقوله لم يجب ان تفعله عليك ان تحاول ان تجعله يعود لشخصيته وإن لم يتغير فلا تظهر له قبولك لما يفعله

هذه الطريقة التي يتعامل بها صديقك مع الحياة ومع الامور ليست طبيعية ولا يمكنك ان تنجرف معه بل عليك ان تمنعه وان ترفض ما يقوله وتحاول اقناعه بالحكمة وبالمنطق ان افكاره تلك سوف تدمر له حياته وانه يجب ان يكون عادل في احكامه ولكن ليس متعصب ومتشدد الي تلك الدرجة

وهل هو مخطئ في ما قاله، هل يؤذي أحد بحرصه على الدين، فاجأتني أغلب التعليقات، أين الغلو والتشدد في ما يفعله صديقه، الانقطاع عن الصلاة ذنب عظيم جدا لذلك من الطبيعي أن يراك عاصيا لله، والتبرج كذلك ذنب عظيم، كل ما في الأمر أن صديقك أيقن بأن الدنيا زائلة وبأننا يوما سنحاسب على كل أفعالنا وذاق كذلك حلاوة القرب من الله لذلك يتمنى أن يصبح الجميع مثله ويستقبح كل معصية وهذا الحماس يحدث للجميع في بداية التزامه، سيدرك مع الوقت أن تغيير الآخرين صعب، خاصة في وقتنا الحالي، بدل أن تبتعد عنه كما ينصحك أغلب من في التعليقات، أرى أن تتقرب منه وتحاول الالتزام مثله، التشدد هو أن تكره الناس على الالتزام وتستعمل معهم العنف وأنت لم تذكر أنه فعل ذلك، والدين نصيحة يا أخي، ربما صديقك ما زال في بداية مشوار التزامه ويحدثك بأسلوب بعيد عن اللين واللطف لكن هذا لا يعني أنه مخطئ تماما...لا أدري ماذا تقصد بهوسه بالطهارة، فالإسلام يلزمنا بالطهارة قبل كل صلاة وهذا أمر بديهي...حديثه عن الأصدقاء والمعارف بسوء يدخل في باب الغيبة لذلك انصحه بتجنب ذلك، يمكنه أن يستقبح أفعالهم دون ذكر أشخاص بعينهم

هذه ليست افكار صديقك بل علي العكس تماماً تلك افكار شخص اخر هو من قام بإقناع صديقك بتلك الاقوال التي يقولها لك ولذلك عليك ان تحاول ان تكون شخص هادئ وتعرف جيداً كيف تحرص علي حياتك وعلي محاولة التغيير من افعال صديقك تلك وافكاره ومنعه عن الانجراف وراء تلك الطرق

يجب على صديقك ان يفهم ، انه إذا لم تكون الدنيا مليئة بالمغريات ماكانت الجنة للمتقين ، فكل شخص تختلف درجة ايمانه عن الآخر ، و من المؤكد يوجد بيننا فتيات وسيدات لا يلتزموا بجميع تعاليم الدين الاسلامي وغير محجبات لضعف إيمانهم ، ويوجد أيضاً سيدات على ديانات أخرى غير الإسلام فلا يتبعون تعاليم الدين الإسلامي فى تغطية الجسد والاحتشام ، ولذلك الله أمر الرجال بغض ابصارهم لان الله يعلم اننا مختلفين فى درجات الايمان ولم يأمرهم بأنهم يغيروا بالفعل وليس بالنصيحة ويتحكموا فى الناس كما صديقك يعتقد !

كيف يغير بالفعل وليس بالنصيحة ! ديننا لا يوجد به إجبار ، ولا يوجد اكراه فى الدين ، وكل شخص مسؤل عن تصرفاته وأفعاله ، وليس من حق اي أحد التدخل فى تصرفات غيره والله هو الذي سوف يحاسب جميع البشر على افعالهم و ذنوبهم ، من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه ، من الواضح انه تم زرع أفكار خاطئة وتفسيرات للدين بشكل خاطئ فى عقل صديقك مع الأسف ، انصحه ان يستمع لشيوخ موثوق بهم وليسوا متطرفين لانه بهذه المعتقدات الخاطئة سوف يؤذي نفسه ويؤذي من حوله وإذا لما يستجيب ابتعد عنه

انصحك بأن تبتعد عنه و تنهي هذه الصداقة ،  لان من الممكن ان يؤثر عليك مع الوقت و يجعلك تشك فى افكارك ويجعلك تفقد الثقة فى نفسك وتكون تابع له ومن ثم يجعلك متطرف فى أفكارك مثله و متشدد بهذا الشكل الغريب ، أن المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل 

كل من يقبل على الدين في البداية يشعر بالحماس و أنه قادر على أن يغير الناس و أن يفعل شيء للبشرية من خلال قراءة السيرة و السلف و الخوف من عقاب الله و أن الانسان له مهمة و هو تبليغ الدين و لكن كثيراً من الشباب يفهموم هذا الأمر بالطريقة الخطأ 

هو تأثر كثيراً لأنه لا يزال في سن المراهقة و هذا طبيعي ربما كان في داخله خير كثير و لكن للأسف من تعلم منهم متشددين ,, أنت عليك أن تخبره أن عليه أن لا يعتبر نفسه حكماً على الناس لأن هذه ليست مهمته من الأفضل أن يعتني أكثر بعلاقته بالله و أن لا يركز على أفعال الآخرين 

كن حذراً من القرب منه ان الرجل على دين خليله عليك أن تنصجه و ان شعرت أنه شخص لا يمكن أن ينفع معه الصلح اذا عليك أن تبتعد عنه ,, أرى أن من الجيد أنك تفكر في تحويل أفكارك بعيداً عنه بأن تلتزم أكثر و لا تقطع في الصلاة و أن تبتعد عن طريق الفتيات لكن لا تتشدد 

هذه النوعية من الناس تنتظر أن تتحدث بلسان الدين من اجل أن تلفت الانتباه، عليك أن تبتعد عنه حتى لو كان غالي عليك ,, المهم أن تحافظي على سير حياتك بالطريقة الصخيحة ان من الأفضل أن تتحلى بالصبر أمامه المهم أن لا تتأثر به ان الشخص المتعصب والمتشدد دينياً شخص لا يمكن أن يكون صديق