هل أبدا من جديد أم أكمل ما أنا عليه؟

عندما كنت صغيرًا كان أبي وأمي منشغلين دائمًا في المشاكل التي كانت دائرة بينهم والتي انتهت بالطلاق بعد 15 سنة من زواجهم (عمري وقتها حوالي 16 أو 17) تأثر بعض اخواني بهذه المشاكل إلا أنه لم يكن يظهر عليّ أى أثر واضح لأنني كنت مشغولًا بالكمبيوتر، ثم بعدها اللابتوب، ومازلت حتى اليوم مدمنًا على اللابتوب... عمري الآن 25 سنة تخرجت ولله الحمد من الجامعة بتقدير ممتاز، إلا أنني لا أحب الخروج من المنزل (إلا لو لعمل أو شئ مهم) وليس لي إلا صديق أو صديقين هم في الأصل أصدقاء أخي ثم تعرفت عليهم وأصبحوا أصدقائي، ولست حزينًا نهائيًا من هذا الوضع بل أراه هو الوضع الطبيعي حيث أنني أكره مجرد التعرف على اشخاص جدد وأرى أنها مضيعة للوقت... إلا أنني في نفس الوقت أصرف كامل وقتي في اللعب على اللابتوب ومشاهدة الأنمي حتى في هذا العمر وأرى فيهم الأنيس الوحيد لي. دائمًا ما أتردد عند اتخاذ أى قرار سواء كان صغيرًا أم كبيرًا، ففي الألعاب مثلًا كنت أتردد كثيرًا في النوع الذي سأكمل فيه في اللعبة وفي أغلب الأوقات أشكك في اختياري وأبدأ من جديد ثم أقول لنفسي لماذا شككت في اختيارك لربما الأول هو الصحيح؟! وبعد أن يصيبني الملل أترك اللعبة وأبدأ لعبة جديدة بها نفس الدوامة... أعلم أن هذه كلها مجرد تفاهات وألعاب لكن لا أذكر من حياتي مثل مناسب يصف مشكلة ترددي بالرغم من أنه موجود كثيرًا. وفي سلسلة التردد بعد أن تخرجت من البكالريوس (شريعة) أقترح علي والدي أن أكمل (ماجستير) إلا أنني رفضت لأن خطتي من البداية كانت أن أقف عند دراسة البكالريوس شريعة ثم أقوم بأخذ دورات وشهادات في الكمبيوتر لأستطيع أن أعمل في المجال الذي أبرع فيه وأحبه، إلا أنني نزلت في النهاية تحت رغبة أبي وبدأت أول فصل في ماجستير الشريعة ومازلت أذكر العذاب النفسي الذي أصابني في أول يوم لي... إلا أنني أجبرت نفسي على الاكمال ومع الوقت فقدت حماستي للإكمال في الكمبيوتر. مازلت حتى الآن متردد هل أكمل في ماجستير الشريعة بالرغم من أني لا أحبه أم لا؟ أنا أعلم أنني اذا تركت الماجستير فلن أبحث عن دورات كمبيوتر لسببين: الأول: أنني فقدت الحماس لذلك لأن عمرى أصبح 25 سنة ولا مجال للبداية من جديد حيث أنني لا أملك أى وظيفة حاليًا فالشريعة هي الأنسب للوظيفة. الثاني: لأنني لا أحب الخروج من البيت إلا لمصلحة فأعلم من نفسي أنني لن أذهب لأبحث عن وظيفة في مؤسسة وأنا أعلم أنه من المرجح رفضي فيها لهذا فإنني ان خرجت من الماجستير فلا أملك أى فكرة عن مستقبلي المهني...