عانيت مع نفسي حتى أقنعتها بواقعي الأليم
أنا أكبر إخوتي، عشت معظم طفولتي في بيت جدي، أحب ذاك البيت كثيرا، لكنني للضرورة كنت أعود لبيت أبي، حيث أنه الأقرب والأفضل لخروجي لمدرستي، بدأت تتكون شخصيتي، بشكل معاكس جدا لشخصية أمي، ذلك ما خلق بيننا فجوة كبيرة، تمنعها من فهمي أو حتى احتضاني، كانت تضربني كثيرا، (بالبربيش، بالأحذية أجلكم الله) لكن ما كان يؤلمني شيء أكثر من الصفعة على وجهي، لا سيما إن كانت بوجود أحد، عندما أصبح عمري ١٢ سنة تعلقت تعلقا غير محمود في معلمة لي في المدرسة، كنت احبها حبا عظيما، ومن هنا ابتدأت بفعل امور غريبة جدا، حيث بدأ عقلي يقنعني بأنها الحنونة التي ربما تكون أمي، وأن أمي الحقيقية ليست بأمي، كنت أنزعج جدا عندما أرى صورا لي في طفولتي، حيث أنني أريد أدلة على أني لست ابنة أهلي، شيء أشبه بالجنون، آلمتني أحلام اليقظة، وبدأت أبني في مخيلتي قصصا عظيمة، كلها تقودني الى أنني احتاج اهتمام، ولقيت كل ما أفقد في هذه المعلمة، كنت لا اتغيب عن المدرسة لأراها، وهذا بقيت، حتى جاءت طالبة جديدة الى المدرسة، كانت موهوبة جدا بالتعبير والشعر، فحظيت على اهتمام كبير من المعلمة، وبدأت أشعر بالضيق الشديد، بدأت أسرق كلام كل مبدع، وأنسبه لي، علني أحظى بذات الاهتمام، عندما أصبح عمري ١٤ سنة، مع التفكير المستمر وأحلام اليقظة، وتعاظم الحواجز بيني وبين أمي، ألفت قصة في مخيلتي، أنني ربما تكون أمي الحقيقية مطلقة، وأبي هو أبي، وأن أمي التي تعيش معي هي السبب الأكبر في هذا الطلاق، لكم أكرهها! تغيرت كثيرا، أصبحت أكثر هدوءا وتفكيرا، وبدأت أتحدث لصديقتي عن هذه القصة المؤلفة، دون ان اخبرها بأنها كذبة، وكانت تصدقني في كل شيء، ثم اخبرت بعدها صديقتين، فكنت احظى منهم باهتمام، وكلما خف هذا الاهتمام، ارسلت لهم من حساب وهمي باسم أمي الوهمية، أطلب منهم الاهتمام(أي اهتموا بابنتي) وهكذا... حتى جاء يوم سرق فيهم الحساب الوهمي، كانت قد سرقته امرأة أربعينية من السعودية، أو سرقته بغير قصد.. أرسلت لها من حساب آخر ناقمة عليها، لكن لطفها جعلني أعتذر، وتبرير أسلوبي الفظ بأنها سرقت حسابا لأمي، كنت لا أحادثها الا فيه، ثم اخبرتها بعدها بالقصة الوهمية، وصدقت وتعاطفت كثيرا، كيف لا تصدق وأنا نفسي أصدّق.. كنت كثيرا من الأوقات أتظاهر بالمرض، وأقول عن نفسي بأنني أعاني من أمراض خطيرة، كنت أشوه كثيرا من القصص في بيتنا، لأنقلها الى من يصدق قصصي، حتى أصبح عمري ١٦ سنة، انتقلت الى مدرسة ثانوية، بمعلمات جدد، تاركة رؤية المعلمة التي تعلقت بها، فساءت نفسيتي الى ابعد مدى، كنت قليلة الكلام كثيرة النوم، لكنني استمررت في سرقة كتابة المبدعين، حيث أنني أصبحت معروفة بأنني كاتبة مبدعة، حتى بين صديقاتي ومعلماتي، بدأت في مرحلة دراسية مهمة، تراجعت فيها عن مكانتي بين الأوائل لسوء نفسيتي من فراق المعلمة، كنت اخرج أحيانا في حملات تطوعية، أحفظ أحيانا من القرآن، لكنني لا أعلم لم أخبرت من حولي بأني حافظة! مع لانني لست كذلك، وبأنني مؤسسة الحملات التطوعية! مع أنني لست كذلك.. استمر الاختلاف بيني وبين امي بادراج الحواجز بيننا، حتى بكيت ذات يوم لسوء دراستي فحضنتني، الحضن الذي انتظرته منذ طفولتي، لكنني ما شعرت بدفئه، حيث ان قلبي فيه الف جدار.. تعرفت عبر احدى المواقع على شب عندما اصبح عمري ١٧ سنة، تعلقت فيه كثيرا، ومن حبي له بدأت أهدأ، وأعلم أنه لا بد من أنني احتاج العلاج، فانا حقا سيئة، توقفت عن القصص الوهمية ومزقت كل شيء يذكرني بها، وعانيت كثيرا مع نفسي حتى اقنعتها بواقعي، لكنني لم أصحح لصديقاتي ولا للمرأة السعودية أنني كنت في احلام اليقظة، فهم يظنونها حقيقة حتى اليوم.. وهذا شيء يؤلمني حقا، فأنا اريد ان اعود لنفسي، اريدني والله، لسوء دراستي في الثانوية اضطررت لدراسة تخصص جامعي لا احبه، وانا الآن في السنة الثالثة منه، اريد ان اتغير ، اريد حقا ان انسى كل شيء، ان احب امي، ان احب ابي، ان اعتذر للجميع، الا استمر في سرقة الكتابات، ان احفظ القرآن حقا، أنا لا احادث الرجل الذي احب من باب العفة، وهو يعلم ذلك ويبادلني اياه.. لكنه انسان عظيم مبدع، وانا اريد ان انفضني، ان اخرج من نفسي، الا اظل محبوسة في داخلي، سئمت التوتر والبكاء، اريد تغيير كوني انسانة سيئة جدا، لكني في فتور عظيم ! في همة فاترة ! حيث ان اكبر حيلتي ان اقول اريد ! دون ارادة قوية حقا، بخوف وقلق وتعب منهك.. أين البداية، ما الذي علي فعله؟ لا زلت اشعر بتوتر ورجفة مع كل مرة اسمع فيها صراخ ابي وامي، ان هذا اسمعه في اليوم عدة مرات، فأنا كبرت في عائلة متماسكة أمام المجتمع، لكنها متفككة في داخلها، كرهي لأمي ليس من فراغ، فهي من جعلتني اسمع في صغري امور الكبار، .....، هي التي ما تنعتني الا بكلام قذر، هي التي تحادث رجلا دون اي يدري ابي، وكرهي لابي ليس من فراغ، فهو الذي لم يشعل لنا المدفأة حتى الآن... هذا على الاقل.. ان ما بقلبي لا تسعه الحروف، وانني مهما كتبته لا يتوقف فيني البكاء، لكنني والله اريد ان اخرج مني، اريد ان انزع هذه الانسانة السيئة الضعيفة الحقودة الناقمة على الدنيا، أريد أن أحبني تعبت تعبت من كره نفسي.. والاحاديث اطول .. فعذرا على الاطالة
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
كيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
- الخبيرة النفسية د.سراء فاضل الأنصاري السلام عليكم ،، كل ما فعلت لايدل على انك سيئة وانما انسانة تحتاج للحب والاهتمام وحتى تعلقك بمعلمتك امر طبيعي لتعويض حنان الام،،،وحتى اكاذيبك ،،، ستكبرين وتنسين كل شيء وعندما يكبروا هم سيدركون ويتفهمون،،، انسي الماضي وسامحي نفسك خصوصا انك توقفت ونضجت ،،، انتبهي من علاقتك بهذا الشاب فانت ضعيفة عاطفيا ومحتاجة وقد تتعرضي للاستغلال واصري وقرري ان تكوني انسانة افضل وستكوني ،،، جدي الاعذار لوالديك مهما يكن فهما والديك ويبقون اقرب الناس لك
- 0
- اعجبني
- .
- اضف رد
- .
- عرض الردود
- .
- 07-12-2018
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
أضف إجابتك على السؤال هناكيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
احدث الوصفات
فيديوهات ذات صلة
مقالات ذات صلة
اختبارات ذات صلة
أسئلة ذات صلة
مقالات ذات صلة
احدث مقالات قضايا نفسية
احدث الوصفات
احدث اسئلة قضايا نفسية
اسئلة من بلدك
احجز استشارة اونلاين