عمري 18 سنة وأشعر بأني عجوز هرمة مصابة بالاكتئاب

انا اعاني من اكتئاب حاد على فترات متقطعة لم ازر طبيب نفسي ولكني مثقفة بما فيه الكفاية لاعرف حالتي فانا طالبة طب لكني لا اعرف كيف اتخلص من السبب الرئيس والذي ينغص حياتي فانا اعاني من الماضي مايمنعني من عيش حياتي بطبيعية باختصار انا عالقة في الماضي ذاكرتي لا تنفك تعرض كل ما عشته وانا متعبة من هذا اول مشكلة هي انني حينما كنت صغيرة للغاية تعرضت للتحرش الجنسي عدة مرات كانت المرة الاولى اقرب لمحاولة اغتصاب وقد زرعت في خوف رهيب من اي ذكر لذلك وجدت نفسي ضعيفة امام الرجال وتحصل لي حالة من التجمد والرعب في حال اقترب مني رجل حتى اخي وابي ايضا لكني تخلصت من ذلك ناحيتهما فقط ،رغم تكرار الامر عدة مرات الا اني لم اجرا ان اخبر اي احد عن الموضوع لتاكدي التام انهم سيلقون اللوم علي او ربما لخوفي من ابتعادهم عني تكرر الامر اثناء الطفولة عدة مرات واثناء المراهقة ايضا وانا لا استطيع النسيان مهما جرى وبت اخاف من الرجال ، الجميع يقولون اني جميلة لكني لا ارى ذلك او ربما لا اريد ذلك فعلى عكس الفتيات في سني انا لست تلك المهتمة بالموضة والثياب بل ارتدي مارتاح به فقط مع العلم انه مستورلست من محبات التبرج ولم اضعه في حياتي لست تلك الاجتماعية والمرحة الا ان الشباب لاينفكون يزعجونني بنظراتهم المنحرفة وكلامهم السيء مع العلم اني مؤدبة ومتدينة والحمد لله دائما امشي في حياء مطأطأة راسي الا اني بت افعل ذلك لاخفي الدموع المتكونة في عيناي ،اشعر بان طفولتي مزرية رغم اني كنت مرحة ومحبوبة للغاية الا اني حين اتذكر اذبل وانطوي على ذاتي ، مراهقتي هي الاخرى لم تكن بالتجربة الجيدة فقد تعرضت للتنمر الكلامي من الكثيرين رغم اني لا آبه لهم الا ان كلامهم يزعجني فمع وصولي لمرحلة المراهقة اصبحت غير اجتماعية بتاتا وقلت احاديثي واصدقائي حيث لم املك سوى واحدة فقط بت اركز اكثر على دراستي وكنت دائما الاولى لكن الجميع كانوا يرون باني لا استحق هذا ،لا ينفكون يهينونني ويستهزأون بي في كل مرة يرونني حتى ولو لم اعبرهم اصلا وفوق هذا لا يتوقفون عن اعطائي نظرات استصغار طوال الوقت، رغم اني لم اكن اهتم الا اني تاذيت بشكل كبير خاصة مع اني انتقال صديقتي وابتعادها عني فلم نعد نتقابل الا قليلا ولم اجرا على افراغ قلبي لها فهي ايضا كانت تمر بمرحلة سيئة وهذا اثر علي سلبا وجعلني اصبح انعزالية اكثر تعرفت على بعض الصديقات ولكن علاقتي معهم لم تكن سوى زمالة لانني لم ارتح لهن كما يجب ، مازاد الطين بلة وجعلني اكره حياتي هوحبي الاول هو كان زميلي وشيئا فشيئا حتى اصبحنا اصدقاء وكنت فعلا احببته كصديق واصبح مقرب لي لكن بعد مرور سنتين من صداقتنا بدأت احمل مشاعر تجاهه ربما لاني اراه اول شاب لا يحمل ضدي السوء رغم اني كنت احبه الا اني لم اجرا على الاعتراف له لانني افضل صداقتنا اكثر حتى اني لم انوي ذلك اطلاقا كما اعلم انه يعتبرني اخته لذلك كنت سعيدة بصداقتي معه للغاية لكن في احد الايام لاحظت انه بات يتجنبني منذ مدة ظننته لديه مشاكل او امرا ما لا يريد مشاركته لكني تفاجأت بعد مدة بزميلتان لي تسالانني اذا كنت احبه ام لا نفيت الامر فورا فاذا بهما تخبرانني انه سالهما ذات السؤال والاسوء انهما رغم عدم معرفتهما العميقة بي اكدا الامرله جعلني هذا الامر مكتئبة على مدار شهرين كرهت العالم والجميع لكني لم اكرهه بل فقط فقدت مشاعري تجاهه تدريجيا حتى لم اعد اكن له سوى الصداقة المهم ماسبب اكتئابي حقيقة هو انني كنت اظنه يثق في كما افعل لقد جعلني اكتشف انني وحدي من تحمل مشاعر صداقة عميقة فلو كان كذلك لكان واجهني بالامر ولم يتهرب مني بذلك الشكل المؤلم فقد كنت سانفي بكل الاحوال لاني كما قلت سابقا افضل صداقته لكنه فقط زادني انطواء فانا لم اعد اثق في الصداقة او اي شخص يبتسم لي ... البيت هو ايضا احد اسباب كرهي للحياة فوالداي منذ طفولتي لا ينفكان يتشاجران امامي لطالما كرهت منظرهما وهما يصرخان على بعضهما وكنت ابكي دوما بسببهما عندما كنت طفلة عندما كبرت قليلا بت افهم نقاشاتهما والتي بت اجدها في الغالب تافهة صرت اشعر كما لو انهما يبحثان عن اتفه الاخطاء ليتشاجرا عليها شجاراتهما لم تعجبني ابدا صراخ وصوت عالي عدم احترام للطرف الاخر او للاطفال في البيت تجريح وكلام مهين في حق بعضهما ونادرا قد يصلان للشتم كل هذا كان يجعلني امر بفترة اكتئاب وابكي لساعات كلما اتذكر اصواتهما العالية وابقى حزينة واشعر بالضيق وعدم الرغبة في الحياة على فترات طويلة كنت انا اكبر متاذي من شجاراتهما كل مرة حيث غالبا اثناء الشجار يكون اخواي خارجا وبحكم اني الفتاة الوحيدة ولا استطيع الخروج بحرية علي تحمل ذلك المنظر وياليت الامر يتوقف هنا فبعد ذلك اذا اخطأت وتحدثت مع ابي او مررت امامه يجد لي اتفه عذر ليفرغ غضبه علي اما امي فهي الاخرى تجد لي ثغرة في البيت سواء تنظيف او غيره لتوبخني عليه بقسوة وتفرغ غضبها كذلك وما زاد الطين بلة اني اكتشفت ان ابي خان امي حينها زاد كرهي للرجال بشكل كبير ولن اكذب حتى حبي لابي قل بعدها ولم يعد ذلك الرجل الرائع في نظري .. ..... كل مامررت به عبر تلك السنين من عمري -وان بدا تافها للبعض- فانها تنغص حياتي كنت فتاة مرحة ونشيطة لكني اصبحت باردة للغاية ولم اعد اتاثر بتلك السهولة لم اعد ابتسم كثيرا اصبحت منطوية اكثر واتفادى الكلام مع الناس ،ايضا اتفادى الصداقات مهما كان نوعها ومهما كان الشخص لانني ببساطة لم اعد اثق في احد عائلتي هي الاخرى ابتعدت عنهم بشكل ملحوظ حيث اني احبس نفسي في غرفتي طوال الوقت لا اراهم الا اوقات الطعام او اثناء قيامي بالاعمال المنزلية حيث التزم الصمت والبرود اكتم دموعي بسبب الاختناق الذي يراودني كلما خاض والداي نقاش حاد او بقي احدهما يتذمر فوق راسي ، الاكتئاب رغم انه مؤقت الا انه اصبح حالة دورية بالنسبة لي شعور الغصة والاختناق والرغبة في البكاء لايفارقني ازداد انعزالا مع مرور الايام واصبحت الجأ لقراءة الروايات الخيالية منذ 7اشهر وقد صرت مدمنة عليها حيث اني الجأ لاعيش في الخيال لاهرب من الواقع حتى مستواي الدراسي تراجع عما كان عليه هذا زادني احباط ثقتي في نفسي وفي غيري معدومة تماما اصبحت اكره نفسي واكره كل الناس بدون استثناء فكرة الانتحار راودتني مرات قليلة لكني ورغم يأسي من حياتي لم ايأس من الله ولطفه اصبحت اكره الرجال على نحو اكبر وفكرة الزواج مستقبلا ملغاة تماما من قاموسي الخيال بات مهربي الوحيد لكنه يؤثر سلبا على دراستي روادتني فكرة الحياة خارج المنزل عدة مرات الا اني ورغم كل شيء هم عائلتي ولا اتحمل فراقهم خاصة اخواي الصغيران ، رهاب الرجال لا يتركني ،وجهي البارد الذي اظهره بزعج الجميع ولكن للاسف لم يعد بمقدوري ان اتفاعل سوى مع الحزن اتجاهل التفكير تماما حتى في نفسي واذا فعلت لا اتذكر سوى احداث سيئة تجعلني اكره حياتي ، لا ارغب في فعل اي شيء واذا فعلت اما تفكير سلبي او بكاء شديد ... عمري 18 سنة لكني اشعر اني عجوز هرمة اعلم تماما اني مصابة بالاكتئاب لكني اريد حلا فلو كان بمقدوري الذهاب لطبيب لفعلت لو كنت استطيع التصرف بحرية ، كما انه من سابع المستحيلا ان اخبر احدا عدا الطبيب النفسي حتى لو كانوا عائلتي فلو كان لدى احد هنا حل ما فليتفضل به لاني لا اريد تضييع ماتبقى من عمري لكني فقط مخنوقة من كل النواحي ولا اجد متنفس هل الابتعاد وبداية حياة جديدة هو الحل ؟لاني فكرت في الحصول على منحة دراسية في الخارج ورغم توفر الشروط الا ان عائلتي رفضوا كما انني خجولة للغاية ولست متأكدة كيف اعيش بعيدة عنهم... اغبى مافكرت فيه حتى الان هو امكانية فقدان الذاكرة... مهما كان ما سيقترحه القراء فانا شاكرة تماما