أريد أن أتغير وأتخلص من حياتي الكئيبة ولكن...

انا فتاة متخرجة منذ سنتين احببت الجامعه واحببت صديقاتي وأيامها وكنت متفوقه شهدت طفولتي مشاكل بين امي وابي لا تنتهي حتى الآن ابي عصبي متقلب المزاج سليط اللسان بخيل جدا مع ان لديه المال الكثير والكل يعرف ان لديه ثروة تجعله يعيش ملكا سريعاً ما يغضب واذا غضب يدب الخوف في نفوسنا جميعهم ويضربنا على اتفه سبب ويسافر وحده كثيرا ويتركنا حتى في مرضنا وامي ضعيفه مذلوله تخاف منه ابي عانى منذ طفولته لنفس المشاكل من والده فهو نشأ في بيئة سيئة ،هو يصب كل غضبه علينا لكنه كبر واصبح اسوأ من ذي قبل حيث اصبح كثير السفر، يتحدث الى النساء، وامي عرفت واصبحت تهدده وتحثنا على مراقبته حتى تمسك بالدليل فيشفع لها في المحاكم باختصار، وامي ذات الشيء عانت الكثير لكنها توظفت وغلبت ظروفها واصبحت تدر علينا من اموالها وتصرف علينا رغم ان ابي يسرقها احياناً، وكانت تهتم بدراستنا، لكنها بالمقابل ضعيفه الشخصية دائما تردد انا فاشله انا قبيحه نفسيتها متعبه فأبي يمنعها من الخروج لخواتها ،كما انها قريبة الصلة من الله فدائما تدعي وتصلي عكس ابي الذي لا يصلي. لايكاد بيتنا يخلو من شجارهما كل يوم ونحن نبكي في غرفتنا الصغيرة ونستمع لهم وهم يتشاجرون بصوت عال، فنشأنا ضعفاء الشخصيه، سلبيين ، انطوائين، لدرجة ان صديقاتي يطلقون علي لقب السلبيه احببت الجامعه اجد فيها فرصه للتنفس بعيدا عن البيت ومشاكله عشت فيها اجمل الايام الى ان جاء يوم التخرج فكانت صفعة في وجهي لم احب هذا البيت ولا اطيق الجلوس فيه وكأنني ابصرت للتو عن مشاكله وكيف يبدو هذا المنزل المتهالك. بعد التخرج بأيام قليلة اخبرني ابي عن خطيب لي قادم وهو اخ صديقة لي استغربت وانكرت الموضوع كيف هي لم تخبرني بذلك ؟ لماذا لم تسألني اولاً ان كنت اريد الزواج الآن ؟ ذهبت مسرعه الى امي اخبرتها لماذا لم تخبريني بذلك لأني انحرجت من أبي ؟ عضبت بدون اي مبرر وقالت: لا شأن لي هذا رأيك انتي وابوك انا لا دخل لي صدمت كيف بأم تقول هذا الكلام ؟ كان الأولى ان تفرح معي وتدعي ربها ان يكون صالحاً ومن نصيبي غضبت كثيراً من موقف صديقتي الصامت ومن أمي مر اسبوع وانا في صراع مع نفسي وكل مافيي كان الغضب لم افكر بشيء اخر غيره جاء ابي وقال لي قرارك بسرعه سألت أبي كيف وضعه ؟ وهل هو جيد الخلق ؟ قال لي لا أعلم شيئا لم اسئل عنه قرري بسرعه وهنا الصدمة الثالثه كيف لم يسألوا عنه ولم يتحروا عنه الا يريدون لي الزواج ؟ غضبت في داخلي واخبرتهم بالرفض وانا مقتنعه اني فعلت الصواب ولا حسافه عليه، ولاني اعلم ان صديقتي خطبتني لأني من عائلة محترمه وذات مال فأبي لديه عقارات لكنه بالمقابل بخيل وبيتنا يدل عكس ذلك، ولاني زرت بيت صديقتي وكان بيتهم جميل وكانت ذو شخصيه قويه نتيجة دلال اهلها فهي سليطة اللسان ولا تسكت عن حقها عكسي تماما فأنا سلبية وبلا شخصيه وبيتنا متهالك وابي بخيل، حتى ان صديقتي جميله ولديها جميع مقومات الجمال فكنت احسدها واخجل منها، رغم اني على قدر من الجمال كما يقوله الناس لكني احس نفسي قبيحه وذات شيب ، خفت كثيراً ان انصدم من هذا الزوج واهله او يعايرني في اهلي. مرت اشهر على ذلك بعدها سمعت خبر زواج اثنتين من قريباتي ، حزنت قليلا وحسدتهم على ذلك واحسست اني استعجلت خصوصا بعد وقوع اي مشكله او شجار في البيت اندم كثيراً اني لم اتزوج ذلك الخاطب هرباً من البيت فقط. بدأت الدراسه ابي متقاعد وله اعمال حره يخرج في كل وقت وامي موظفه واخواني صغار يدرسون ، اصبحت الوحيده في هذا البيت مر الاسبوع الاول وكان طويلا بالنسبة لي وموحشاً ثم الاسبوع الثاني اصبحت افكر في ذلك الخاطب جدياً وابكي عليه وابكي على وضعي ومن الفراغ الكبير في حياتي صرت لا أكل وانخفض وزني كثيرا ولم استطع النوم لمدة يومين من التفكير بالندم والخوف والبكاء بشكل هيستري وذهبت الى امي وبكيت امامها رغم اني لا اعامل امي معاملة الصديقة، اخبرتها اني لا اكف عن التفكير بالخاطب ولا انام الليل من الندم ولا احب البيت اريد ان اخرج كل صباح معكم، عللت حالتي انه بعد عن الله وان هذا قصور في صلاتي وكيف تحبين رجل متزوج الان ؟ اجبرتني على التسجيل في دار للقران قريبه من البيت والعمل فيها تطوعاً، لم احبها ابداً لان اكثرها كباراً في السن وانا لازلت صغيره واريد من هم بسني حيث ان قوانينهم في اللبس والمكياج تجعلني انفر منهم تعبت منهم وتحملت هذي السنه بصعوبة واصبحت اعاني من الم الظهر منهم لاني كنت اقف كثيرا واحمل اشياء ثقيله وكثيره لكن في هذه الفتره تغيرت كثيراً اصبحت لا اهتم لا في لبسي ولا مظهري ابدا، و استحم مره كل اسبوع وغرفتي بعد ان كنت انظفها اصبحت لا اطيقها ولا اتحملها الا للنوم فقط وبشرتي معدومه بعد ان كنت اعتني فيها سابقاً ، وزني ازداد كثيرا واكل كثيراً كثيرة النوم، اتابع مسلسلات وافكر في وضعي فتاة مثلي بعد الجامعه كان الاولى لها ان تتزوج مباشرة الفتاة ليس لها مطلق الحريه لتعيش حياتها لتسافر لترى الحياة ، اصبحت اقارن نفسي ببنات الغرب وكيف هم سعداء بالحريه. فتاة مثلي مع اب معقد لا تستطيع ان تخرج الا مع محارمها واذا كان هذا المحرم دائم السفر والخروج فعليك بالبقاء في البيت! كرهت هذا الدين المعقد لم اعد اصلي. فقدت الرغبه في الحياة ، وفي كل مشكله بين امي وابي ابكي كأني للمرة الأولى اراهم ، ثم اتذكر الماضي وقسوته التفكير في الماضي والبكاء لا يفارقني كل ليلة واحياناً افكر بالانتحار لا اخفي عليكم ، ادعي ربي كثيراً ان اموت فأنا تعبت من الحياة بدون هدف وتعبت من الكسل كيف ارجع مثل ما ماكنت عليه ايام الجامعه ؟ وكيف اجد وظيفه في مدينة صغيره ولدي اب مثل ابي ؟ احسد صديقاتي كثير منهم توظفوا خارج المدينه ولديهم سائقهم الخاص اما أنا ليس لدي احد فأبي كثير السفر لا يتحمل مشاورينا ، فلقد كان يجبرنا على الذهاب مع باص حكومي، وفي كل مره يذهب عني الباص يغضب ويصيح في وجهي ويشتمني ويلعني طوال الطريق ويقول كلمات لا تقال لابنه لاني ايقظته من نومه فاصل الى المدرسه وانا ابكي وافكر في الهروب من البيت بعد المدرسة ولو ان دار القرآن توفر وسيلة نقل مجانيه للموظفات لما اجبروني على التسجيل فيها لايوجد لدي احد الا اخ واحد واصبح مثل ابي يذلني على مشوار من مشاويري احتاج ان اذهب للتقديم في عدد من المدارس الاهليه احتاج ان اعمل تقويم لاسناني واذهب لعيادات لبشرتي لكن لا استطيع فعل كل هذا اصبح البيت كالسجن بالنسبه لي يمر اشهر ولم اخرج منه ابداً وفي نفس الوقت لا يسمحون لي بالذهاب مع اي احد فهم معقدون من هذه الناحيه حتى ان رفضي للزواج قد يعود لهذا السبب فانا لا اجد من يذهب بي لقضاء حاجاتي كأنثى وكعروسة كيف احب حياتي وهي هكذا ؟ ادرك اني فاشله وخائفه وبلا شخصية ولا ليس لدي طموحات كغيري اريد ان اتغير من اعماق قلبي فأنا لم اعد احتمل هذه الدنيا