لم أشعر بهذه الوحدة المريبة إلا بعد فراق والدي

اشعر بكى لان عندما توفى والدى شعرت اننى قد انكسر ظهرى واننى  وحيده وانه ليس هناك من يحمينى واتخذت قرار وقتها اننى يجب ان اكون قويه مثله وان لا اسنح لاى شخص ان ياذينى واننى يجب ان استمر فى حياتى وشعرت لفترة بالوحده ولكن الايام كفيله ان نجعلكى تنسى وتتعيشى مثل الباقى 

لا تتعاملى مع زوجكك على انه والدك لانه بمرور الوقت ستفطر الحياه بينكم انه زوجكك وليس والدك ويحتاج الى زوجه وليس والده له وتعاملى معه بشكل طبيعيا لان الرجل يمل ويبدا البحث عن من تدلله وتشعره انه رجل فى حياتها وليس ابنا لان هذه الجمله لفتت نظرى فى رسالتك واود ان انصحكى بذلك ان زوجكك ليس والدك وانتى ليست ابنته وانتى ليست والدته انما العلاقه بينكم عاقه رجل بامراه يتزوجها

مهما كبرنا واصبحنا ناضجين ولنا حياتنا اننا بحاجه دائما لدعم والدينا وقربهم مننا وشعورنا اننا مازلنا صغار وان هناك من يحتوينا ويهتم بحياتنا وهذا طبيعيا ومازلت الى الان كلما امر بموقف اتذكر ابى وانه كان سيفعل كذا وكذا ويقول لى كذا وكذا واتصرف على انشأنى عليه فانتى ستعتادى على ذلك وستجدين نفسك تتصرفين زكانك والدك وهذا نتيجه لاارتياط الشديد به

الموت هو الحقيقه فى حياتنا بل تكون هى الحقيقه الوحيده ولكننا لا نحبها واحيانا لا نتقبلها ولكن الحياه تستمر وتمر وننسى ونكمل حياتنا فنظرى الى بيتك ومستقبلك وزوجكك واولادك وتعاملى كما تحركك روحك وحسب قناعاتك الشخصيه التى تؤمنين بها ولا تقلقى سوف تمر الحياه بكى وتدور

ان شعورك طبيعى لان الوالد والوالدة اشخاص لن تتكرر فى حياتنا وانما وحودهم دائما يعطى لكى القوة والحمايه وفقدانهم يشعرك انكى مسؤله عن نفسك ولكن السلوى دائما بوجودهم داخلنا ونفكر كما علمونا ونسير على طريقهم فى الحياه ان والدك رحل جسديا واننا مازالت افكاره وتربيته لكى تعيش وتحركك

لا أرى في ذلك أي مشكلة من الطبيعي أن تبحثي عن شخصيتك أبيكي في أحدهم ,, ربما كان له الدور الكبير في بناء شخصيتك و حياتك كلها .. و الزوج اذا كان يجبك سترين في الزوج و الحبيب و الأب و الصديق و لا ضير أن تعامليه كأب لكن لا تحرميه من حقه كزوج .. و ادعي لوالدك بالمغفرة و الرحمة و أن يجزيه خير الجزاء على تربيتك فهذا خير عمل له في الدنيا أن لا تقطعي عنه الدعاء 

عليكي أن تؤمني بقضية الفراق و أن الأشخاص مهما داموا معنا فسيأتي يوم و يفارقونا ,, شخصية الأب و حنانه و خوفه عليكي كابنه لن تتواجد في حياتك مرة أخرى ..

أنزلي كل من في حياتك منازلهم حتى لا تتعلقي بأحدهم مرة أخرى و تفقديه ..

الأب شخصية لن تتكرر في أحد عليكي أن تؤمني بذلك .. و يجب أن تفصلي دائماً بمكانة الناس في قلبك حتى لا تضيعي 

زوجك من حقه أن تعامليه كزوج و لا ضير في أن تتخذيه بمكانة الأب أن تحترميه و تتحدثي له عن كل مشاكلك لكن ابتعدي عن معاملت كأب .. ربما لا يبرر لك ذلك ..

الانسنا يحتاج الاب في هذه الدنيا لكي يشكوا اليه يتحدث معه يضحك معه ولكن في النهاية ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ، عليكي ان تكوني واعية وتقولي الحمد الله على كل شيء ونعلم ان الفراق صعب ولكن سنة الحياة ودنيا بدها تمشي .

بعد وفاة البني أدم تقطع الأعمال عنه إلى ثلاث .. ولدٌ صالح يدعو له وعلم ينفع به الأخرين وصدقة جارية .. انتي فتاة صالحة ادعي له حتى لا تقطع عن الأعمال .. اختي العزيزة الأب لا يعوض ولا يقارن مهما كان الزوج حنون وانسان يحبك ويهتم بك لكن وجود الأب مهم جداً .. وفي النهاية كل انسان يأخذ نصيبه وادعي له بالرحمة .

الانسان لا يعرف الجبل الذي يسنده الا بعد فقدانه والاب هو الجبل الذي يسند ابنائه وبناته .. المشكلة يا عزيزتي تحتاج الى قوة ايمان بالله عز وجل وان الموت علينا حق نعلم الفراق صعب جداً ولكن هذه سُنة الحياة وان الله خلق لنا نعمة النسيان ولكن مهما كانت الظروف والأيام تأتي لا ننسا الأحباب والأعزاء ترحمي عليه وادعي له بالغفران والمسامحة وان يسكنه فسيح جناته هو وجميع أموات المسلمين .