ماذا أفعل إذا كانت أمي سيئة؟

ماذا أفعل إذا كانت أمي سيئة؟أنا فتاة أبلغ من العمر 21 عاما الكبرى على أختين نحن ثلاثة أخوات نعيش مع والدتنا التي إنفصلت عن والدنا منذ 15 عاما عندما كنا اطفال في الصف الإبتدائي مشكلتي تحديدا مع والدتي -لا أعلم من أين أبدأ مأساتي- و لكنني سأحاول أن أكون محددة في نقاطي و أذكر المحطات المهمة 

أمي إمرأة شديدة العصبية و حادة و سيئة الطباع من طفولتي من الصف الأول و هي تنهرني و تعاقبني بإستمرار و على أقل الأشياء و من صغري (حتى عندما كنت في الصف الثاني او الثالث) و هيا تضربني على أقل شيء أمام الناس و أمام الضيوف و حتى لكم أن تتخيلوا انها كانت تضربني أمام صديقاتي و انا طفلة عندما كانوا يأتون إلى المنزل لزيارتي و حتى كانت تضربني في حفلات أعياد ميلادي مرة من المرات كنا نبيت في بيت جدتي و جميع الضيوف و أقاربنا كانوا موجودين (كنت وقتها في الصف السادس) و كنا نتجهز لنقضي نزهة صغيرة أنا و امي و أختاي و بنات من أقاربنا فتجهزنا و طلعنا من المنزل و نحن في طريقنا للسيارة انزلقت قدماي في الوحل و و اتسخت بقعة صغيرة جدا من ملابسي فسحبتني بطريقة مهينة أمام أختاي الصغيرتان! و صديقاتي من أقاربنا و دفعتني الى المنزل و قامت بصفعي على وجهي امام الضيوف و اختاي و صديقاتي في مجلس المنزل امام الجميع ثم اوقعتني على الأرض فاصبحت في وضعية التمدد ثم داست على جسمي و وجهي و افرغت غضبها و ذهبت إلى الغرفة لتهدئ أعصابها و أنا منهارة من البكاء و الجميع ينظف ملابسي و يهدئني و يربت على كتفي و لم يجروء أحد من الحاضرين او الضيوف أو حتى جدتي و هي أمها أن يتدخل او يعاتبها خوفا من ردة فعلها و عندما خرجت اخذتننا للتنزه و السينما انا و البنات و كأن شيئا لم يحدث وكثيرا ما كانت تضربني أنا بالأخص دوناً عن أختاي بكراهية و عنف شدين و دائما أمام الناس 

مرة من المرات و انا في الصف السادس عزمتنا صديقة أمي على الإفطار في رمضان فكانت ترغب بأن يكون شعري بمظهر جميل فأرادت أن تأخذني لصالون تصفيف شعر و أثناء خروجنا من المنزل (و كنا وقتها أيضا بمنزل جدتي ) تعثرت قدماي عند باب المنزل فدفعتني و سقطت على الأرض امام الجيران ثم سحبتني من شعري و جرتني على الأرض أمام الجيران و الناس و أخذتني إلى غرفتها ثم قامت بضربي بشدة و صففت شعري بنفسها و اثناء مسكها لمكواة الشعر أثناء تصفيف شعري حرقتني بها حرقة قوية على رقبتي ثم اخذتنا الى زيارة صديقتها و كانت تضحك و تدردش اثناء الزيارة و كأن شيئا لم يحدث  كانت تهينني باستمرار في طفولتي و لم تكترث أن تتكون لي عقدة نفسية او ان اعاني من ذلك و خصوصا ان الضرب الدائم اليومي بكل تلك الوحشية و الغل بدأ في طفولتي في الفترة التي تتكون فيها مدارك الإنسان و ذكرياته كانت تضربني و أنا لا افهم لماذا؟ و ما ذنبي في ذلك ؟ و كثيرا ما كانت تستخدم أدوات حادة في الضرب كالعصا او قذف الكراسي و غيرها 

رغم ذلك كله كنت فتاة متميزة دراسيا أطلع من المراكز الأولى كل سنة و معروفة لدى زملائي و المعلمات بالإجتهاد و الإجادة و التفوق في القدرات و أثناء الحصص حتى على من هم في المركز الأول الذي لم أناله و دائماً ما كانت أمي تسمع عبارات المديح و الأشعار من المعلمات عندما كانت تأتي لزيارة المدرسة دائما ما كان لدي طموح في مستقبلي المهني أن أتفوق لكي أبتعد عنها في و أمتهن مهنة في دولة بعيدة عنها دائما ما كان يراودني حلم تحقيق الذات و الإستقرار لكي أثبت نفسي و أبتعد عنها و عن أهلي و أقاربي التي كونت لديهم من سنين الإنطباع السيء عني انني ذليلتها التي كانت دائما تهينني بأبشع الطرق حتى أمام من هم في سني و امام اختاي الصغيرتان اللاتي من المفترض أن أكون قدوة لهن دون مراعاة لحالتي النفسية  و لكن تشاء قدرة الله أن أتخطى كل تلك الظروف و بجانب التفوق الدراسي الشديد و الهمة العالية أصبحت فتاة ناضجة حكيمة مثقفة و قارئة جيدة و على خلق و التزام ديني كبير و ذلك بشهادة جميع من تعرفت عليهم في حياتي في مدرستي في جامعتي صديقاتي الأهالي و دائما ما تستشيرني صديقاتي في مشاكلهم و أزماتهم و يثقون جدا في حلولي و آرائي و يثنون عليها و دائما ما أسمع كلمة أنت أكبر بكثير من عمرك في الخبرات و الآراء و الكلام الحمد لله لم يؤثر ما مررت به في طفولتي (و مازلت أمر به إلى الآن) على شخصيتي و نفستي لم أصبح عصبية لم أعاني من أية عقد نفسية ممكن أن أكون فقط أصبحت بشخصية تسامح غيرها كثيرا و تعتذر لمن أخطأ في حقها و لكن ذلك خارج عن إرادتي فهو ما علمته لي أمي و زرعته في شخصيتي طوال الوقت اثناء إفراغ غضبها و عقدها النفسية علي. حتى انني في طفولتي كثيرا ما حاولت الانتحار و دعيت على نفسي بالموت و كنت أتوسلها أن تأخذني الى طبيب نفسي

و ايا هيا من الأشخاص الذين لا يعترفون أبدا بخطئهم و يعتبرونه إنتقاص لكرامتهم كثيرا ما انتظرت الاوقات التي تكون فيها بحالة عصبية هادئة و واجهتها و طلبت منها عدم ضربي و احراجي امام الناس و كانت بمجرد مواجهتها تنفعل و تهددني بإراسالي للعيش مع أبي و تقول لي كلمات من نوعية أنني سأصبح خادمة عند زوجة أبي و انها ستجعلني أنظف لها بيتها و عندما طلب أبي زيارتنا اول مرة بعد انقطاع 6 سنوات طلب مقابلتنا في الخارج في احد المطاعم باحد المولات فكانت تقف من بعيد و تراقبنا و كانت جدتي برفقتنا في ذلك اليوم و بعد انتهاء المقابلة سحبتني من شعري و فكت حجابي امام جميع الناس في المول و بعدها بسنة طلب مقابلتنا و ضربتني كثيرا في تلك السنة و امام الناس عدة مرات بسببه و هددتني انها ستتبرأ مني الى الابد دون ان افعل شي ! قصتي لها تكملة و احداث كثيرة حدثت بعدها و لكنني حاولت في هذه الرسالة ان اصف طبع امي و المعاناة التي عانيت منها و خصوصا اثناء طفولتي .. حالتي النفسية الآن منهارة و لا تسمح لي بكتابة حرف بعد ما فعلته بي مؤخرا و بعد تصاعد الأحداث معها و لكن كم الغضب و القهر و الألم بداخلي لا يسمح لي بالكتم و تحمل المزيد و أرتدت مشاركتها معكم و كي لا تكون الرسالة طويلة جدا و ايضا لكي تكون الطبيبة المختصة بالرد على هذه النوعية من المشاكل الأسرية محددة في ردودها و لا تضيع بين اللأحداث لذلك توقفت بالكتابة هنا و أو سأعاود الكتابة بعد قراءة الرد على هذه الرسالة