ضاعت سنين عمري في الدراسة والصدمة كانت...

أنا فتاة عمري 24 منذ صغري كان شكلي يوحي بالطفولة و البراءة و كنت اكره أن اكبر جدا جدا .. لدرجت أني عندما دخلت عمر العشرين إكتأبت و كل سنة اكبر فيها أخاف من العمر أكثر بشكل كبير و احزن بصدق بأن العمر يمضي .. خرجت مع عائلتي بعد أن ذقت في بلدي الحرب رأيت الدماء و رأيت الدبابات إختبأت من الرصاص و الأسلحة ودعت غرفتي ودعت بيتي الذي أصبح حطاما كنت حينها في الثانوية العامة و اضطررنا للسفر لبلد آمن و كانت الثانوية قد بدأت من شهرين كنت سيأس و لكن الله وفقني و كنت من الأوائل و لكن لعدم توافر مال للتعلم في جامعات الدولة اضطررت بأن أذهب لبلدي و أتغرب عن أهلي 9 شهور في كل سنة أنام على الأرض و ألقى أذى الأقارب و أشياء عديدة ، لأدرس الطب الكثير من الأمور حصلت معي و خاصة أني كنت متعلقة بعائلتي جدا و لكنني كنت أصبر رغم الحرب و الخوف و الحزن .. و في السنة الثالثة توفي والدي خلال العطلة الصيفية لأعود الى الجامعة و أنا كلي أسى و حزن فقد كان خير صديق لي و الكلمات لا تعبر عن ايجابيته و عن محبتي لأبي رحمه الله و منذ ذلك اليوم و أنا كل ما أنام أشعر بغصة في القلب تؤلم و أشعر بأني كبرت جدا و أن الحياة يجب أن تنتهي لم يعد لها أهمية بالغة كنت شخصية مرحة و ضحوكة جدا كان الجميع يحاول إسكات ضحكاتي البريئة و خاصة كما يقولون أنني قريبة من القلب و عيونها تلمع فكان يجعل ذلك يشفع لي ضحكاتي و مرحي ، و لكنني بعد وفاة أبي أسكتت الضحكات و أصبحت شخصية لا أعرفها .. مرض أخي مرض نفسي بسبب وفاة والدنا أثر على إرادته ووعيه بشكل كبير جدا أصبح شخص اخر تماما و ترك جامعته بسبب مرضه بعد ان كان متفوق و ذكي و هذا ما زاد احزاننا.. مررت بقصة ظلم قضائية بسبب عمتي التي لا تحب الخير لأمي فاتهمتني بأمر أنا لا أعرف عنه شيئا و بصعوبة بالغة و بدقات قلب تكاد تختفي مررت بقصة الظلم التي لا أمد لها بصلة .. مررت بالعديد من الصعاب كأن أجلس في المطار الفارغ المخيف في بلد الحرب 28 ساعة لوحدي انتظر و أنا لا أعرف احد .. و مثلا في يوم ما عدت من الجامعة و مشيت فوق الدماء حيث كان هناك ضحايا حرب و كنت سأكون منهم لو عدت قبل دقائق و أيام عديدة أخفي نفسي من الطائرات الحربية و الكثير الكثير كل ذلك كان يتراكم أسا في داخلي لكنني كنت أرى ان هناك مستقبل جميل سوف يأتي .. تخرجت من كلية الطب و عدت لأمي و أنا فرحة عالأقل أستطيع الآن مساعدة أخواتي الصغار و مساعدة عائلتي و لكنني صدمت بأنه لا يحق لي الحصول على الترخيص و الترخيص يحتاج خبرة و الان لا أستطيع الذهاب لبلدي .. ذهب كل شيء تعبت من أجله و مرت سنتان و أنا ابحث عن طريقة انقذ بها وضعي و لا جدوى من ذلك .. أمي تريد مساعدتي لها احيانا تجرحنا بالكلام بأنها تعمل داخلا و خارجا و تبهدلنا و تسبنا و تقول لي أهلكتموني سوف تصبحون أسوء العالم اتعبتموني جميعكم حمقى ... الخ لا أدري ربما معها الحق فجميع بيوتنا و أملاكنا أصبحت ركام و عدنا من الصفر .. و الان كل ما أستيقظ اشعر بغصة و كأنني أقول يا ريتني أبقى بلا وعي و أبقى نايمة لا أشعر بشيء و عندما أنام غصة في قلبي أشعر بها عضويا و نفسيا.. و كل ما تمر سنة و اكبر أشعر بحزن اكبر و اكره جدا أن يزداد عمري و خاصة أن امي ايضا تراني أني لست جاهزة للزواج فلا تستقبل خطابا ابدا .. انا لا يهمني ان تستقبل و لكن احزن بأنها لا تفكر بي كثيرا رغم أنها تستشيرني في كل قضايا عملها و أساعدها و اطبع لها المستندات و كل شيء تريده و انا ارتب المنزل و انا اطبخ كل شيء لعايلتي و لكنني الى الان لم استطع العمل.. لذلك اشعر بهامشيتي و اشعر بضياع تعب سنييييين من الصبر و خاصة تفوقي ايضا في الجامعة ذهب كل شيء و كل يوم يمر يزداد حزني و يزداد ذلك ألم الغصة الذي لا أفهم آليته أبدا يجعلني في مرحلة أن أبكي في داخلي ...