خائفة على صحة أمي من الصدمات المتتالية

اجلسي مع أمك و تحجثي معها بلطف و هدوء أن عليها أن تكون راضية و أن تبكي و أن لا تكتم في صدرها حزنها و أن عليها أن تؤمن و تسلم أن قضاء الله لا راد له و أن الموت حق علينا جحميعاً ,, أنا أعلم أن من الممكن أن تكون الصدمة شديدة و لكنت الله يمزل في قلوب المؤمنين الرضا من قبل أن ينزل البلوى عليهم

كان الله في عونكم ,, و لكن أنتم تعلمون أن المؤمنين هم أشد ابتلاء ,, من الأفضل أن تحافظي عل هدوئك أنت لأنه من الواضح أنك فتاة عاقلة و متوازنة و مؤمنة بالقدر و مؤمنة أن قضاء الله كله خير ,, اسألوا الله أن يأجركم في مصيبتكم و أن يعوضكم خير منها و لا تنسوا مرضاكم و موتاكم من الدعاء 

قل لن يصيبنا الا ما كتب  الله لنا ,, ما حصل معكم ما هو الاا قدر من الله وهذه الجائحة وقعت عل الجميع و هي في الأصل كلها رسائل من الله كي نتدارك أنفسنا و نكفر عن ذنوبنا و نتقرب منه انه هو وحده من سيرأف بنا و من الأفضل أن تحاولي أن تكوني صابرة أنت و هالدئة أن تذكري أمك بأن تحتسب ما حصل لها عند الله

كان الله في عونكم و الرحمة و الغران لم توفاه الله ,,, ان عليك أن تحاولي أن تكوني قريبة من الله أنت و أمك و أن تتقبلوا ما حصل بقلب مؤمن ,, ان الابتلاء لا يكون الا قدرالنفس ما عليك الا أن تذكريها أن الموت حق و عنج الله أرحم بكثير من الدنيا و هو نصيبه انقطع و هذا هو أجله و ما عليما الا أن نحاول أن نذكرهم بالخير و أن نتأمل أن نلقاهم و نحن بين يدي الله 

ليس هناك عيبا من ان تقوم والدتك بالمتابعة مع طبيب نفسي متخصص ،، فان هذا هو الحل الامثل سواء لها او لابنة خالك حتى تكونين متأكدة انهم سيظلون بصحة جيدة ولن يتعرضوا لاي انتكاسة او مشكلة ما في المستقبل ،، تحدثي مع والدتك في ذلك الامر واقنعيها بأن تذهب لهذا الطبيب ،، كما ان هذا الطبيب سيقوم بمساعدتك واعطائك النصائح حيال كيفية التعامل السليمة معهم حتى تتحسن حالتهم النفسية .

حاولي يا عزيزتي ان تكونوالدتك دائما منشغلة في القيام بأمر ما ،، فحاولي ان تملأي لها اوقات فراغها قدر الامكان ،، فعليها الا تجد الفرصة لتجلس بمفردها وتفكر بكل الامور السيئة التي مرت بها في تلك الفترة الوجيزة ،، فقومي بالاشتراك في نادي رياضي واذهبي معها وقوموا بقضاء بعض الوقت هناك في اجواء مختلفة بعيدة قليلا عن الحزن المخيم على حياتها .

ابنتي عليكي ان تدركي انه بالرغم من ان كل شخص يحزن بطريقة مختلفة الا ان هناك بعض النقاط الرئيسية التي يمر بها كل من يتعرض للفقد والتي تبدأ كما حدث مع جدتك ووالدتك بالانكار والصمت وهذا ما يجعلهم غير قادرين على البكاء ،، ولكن سرعان ما تنتقل الى المرحلة الاخري والتي قد تكون الغضب الذي عليكي ان تكوني مستعدة لتقبله فقد لا تجد والدتك سواكي لتوجه هذا الغضب نحوهه ولكن فيما بعد ستبدأ مرحلة تقبلها لذلك الفقد و ان تتعلم كيف ستستمر الحياة دون وجود هذا الشخص .

يا ابنتي العزيزة ان الوقت كفيل بأن يداوي الجراح ويجعل تلك الالام تمر ،، فلا تقلقي نفسك حتى لا تضعفين انتي ايضا فعليكي ان تكوني قوية وتكوني ظهرا وسندا لوالدتك و عائلتك في محنتها ،، حاولى دائما التحدث معها ولا تتركيها بمفردها حتى لا تظل تفكر في ذلك الامر و تستمر في الحزن بل حاولي جذبها الى الاحاديث والنقاشات المختلفة .

انصحك بأن تحاولي جعل والدتك تتقرب من ابنة خالك فان من يعانون من نفس الالم يمكنهم مساندة بعضهم البعض بشكل افضل لانهم سيتفهمون المشاعر التي يشعر بها كل فرد فيهم ،، فقد يكون اجتماعهم ومشاركتهم للمشاعرهم سويا سببا في تخلصهم من الحمل الذي يثقل على صدورهم وسببا في ان يبدأوا في التعبير عن حزنهم حتى يتمكنوا من تخطي تلك الفترة الصعبة من حياتهم .

انصحك يا ابنتي العزيزة ان تكون والدتك على تواصل دائم ومستمر مع طبيبها خاصة في تلك الفترة العصيبة فان وفاة خالها ومن ثم تعرض والدتها للمرض ليست امور هينة ،، لذلك عليها ان تقومي بفحوصات دورية حتى تطمأن وتطمئنك على صحتها وعلى امكانية مساندتها لوالدتها ،، وليوفقك الله يا ابنتي ويحفظ لكي والدتك من كل شر .

بارك الله فيكي يا ابنتي وحفظكي لوالدتك ،، فأنت مثال رائع للابنة الصالحة التي تحب وتهتم بوالدتها ،، عليكي ان تدركي يا اختي العزيزة ان تقبل الانسان للفقد يختلف من فرد لاخر فليس هناك قاموس يحدد ردات فعل الناس ،، فقد تكون والدتك من النوع الحمول اكثر و ان الصمت والانعزال هما طريقة تعبيرها عن ذلك الحزن ،، ولكن لا تتركيها وظلي دائما بجوارها وان شاء الله ستنقشع عنكم تلك الغمة .

ان فراق من نحب لهو امر شديد الصعوبة و عظيم التأثير على النفس ،، ولكن وجود من يهتموا لامرنا حولنا وبجوارنا دائما يجعلنا نتمكن من تخطي تلك الامور الصعبة بشكل افضل و بمضاعفات اقل ،، ولهذا فان نصيحتي اليكي هي ان تقومي بجمع كل من يحب والدتك حولها و كذلك ابنة خالك حتى يشعرون بأن هناكمن سيعوض ذلك الفقد العظيم .

ان الاهتمام والرعاية في ذلك الوقت يكونان اهم العناصر التي بيدك ان تقدميها لوالدتك حتى تتمكن من تخطي تلك الفترة العصيبة ،، لذلك انصحك ان تقدمي لها الدعم النفسي بشتى الطرق ،، فقومي بأخذها في نزهات نهارية خفيفة حتى لا تظل جالسة في تلك الاجواء الحزينة التي ستؤثر على نفسيتها بالسلب وستجعل تخطيها لتلك الكأبة امرا عصيبا  .

بإذن الله لن يحدث لوالدتك اي امر سئ او يحدث لها مكروه ،، ابنتي الغالية عليكي ان تدركي ان وقع ما حدث سيكون تأثيره مختلفا على جدتك عن والدتك ،، فليس عليكي ان توتري نفسك بشأن ان والدتك لا قدر الله سيصيبها نفس الشئ ،، فقط ادعي ان يمر ذلك الامر عليهم دون اي خسائر اخرى ،، وان تتمكن الايام من مداوة جراحهم .

ابنتي العزيزة ان ما تمرين به امر صعب وشاق وليس من السهل تحمله ،، وان قلقك على والدتك وعلى صحتها لهو امر جيد وعليكي الاستمرار به ورعاية والدتك ،، فأنصحك بأن تتقربي منها اكثر وتحاولي التحدث معها و مناقشتها في الامر ،، حاولي حثها على البوح بمكنون صدرها حتى لا تنهار فيما بعد فظلي بجوارها وستمر تلك الفترة ان شاء الله .