أعاني وأشعر بالذنب الشديد بأني أنا وأهلي سبب موت أختي

ادعو الله ان يرحم اختك و يسكنها فسيح جناته و يصبركم علي فراقها و يقويكم و يعينكم علي تربيه ابنتها .. و ان ما حدث معها هو قضائها و عمرها المكتوب لها ، فكل شخص له ميعاد ولا نسطيع تقديمه او تأخيره ، فذلك هو قدرها و الموت حق يا ابنتي .. فكوني راضيه و ادعي لاختك بالرحمه دائما .

ابنتي العزيزه المهم الآن هو ان تقوما بتربيه ابنه اختك تربيه سليمه و ان تعطرها الحب و الحنان الذي تستحقه و لا تبخلوا عليها باي شئ ،. و تقربوا منها كثيرا و اغمروها بالحب و الحنان فهي الآن تحتاج لك و اقل ما تقدميه لاختك رحمها الله ان تعتني بابنتها و تكوني ام و اخت لها .. وفقك الله .

اذا كنت متأكده ان الخطأ كان طبيا و انه كان من السهل اكتشافه ، فاول ما يمكنك فعله هو الابتعاد عن مهنه الطب الآن فمن الواضح انك اصبحتي مشوشه و مشتته التفيكر و لا يمكنك التشخيص السليم ، فحتي لا يتكرر الخطأ لا تعودي الي الطب الا بعد ان تتأكدي من انك مستعده الي تلك المرحله جيدا و لم تكرري خطأك .

يا عزيزتي انتم اطباء كما قلتي و بالتأكيد اذا كان هناك دليل واضح علي حاله اختك كان اي طبيب منكم تحقق من الامر و اكتشفه سريعا ،، لذلك لا تحزنوا اكثر من ذلك ولا تأنبي ضميرك فما حدث مع اختك هو نصيبها و قدرها و عمرها ،، فارضي بقضاء الله و قدره ،، ولا تحملي نفسك فوق طاقتها .

يا عزيزتي قدر الله و ماشاء فعل ، من الممكن ان تكونوا اخطأتم في التشخيص و لكنه في النهايه خطأ غير مقصود بالطبع و في النهايه الاعمار بيد الله و لا يجب ان نعترض علي القضاء و القدر فارضي بما حدث ، و اذا كنت تحبين اختك حقا فقومي بتربيه ابنتها جيدا و اعطيها كل الاهتمام و الحب و العنايه و لا تبخلي عليها بشيء و كونوا سندها في الحياه .

لا تؤنبي ضميرك يا ابنتي الكريمة لان الحياة والموت كلها بيد الله وان من الركائز الاساسية للاسلام هي ان نؤمن بالقدر خيره وشره وهذا ما عليكي ان تفعليه ،، فكان من الممكن ان تنقذوها في ذلك الوقت ولكن هذا عمرها لم يكن ليتغير شئ كله بيد الله ،، فثقي بذلك وهوني على نفسك لان الحياة لا تمر هكذا يكفيكي من الالم ما تشعرين به بفقدها .

اختي الكريمة من المفترض ان تكوني على دراية كبيرة ومعرفة انه اذا كان هناك حل لكان الله الهمكم به ولكنه قضاء الله ،، والدليل الاكبر انها قاومت وذهبت الى المشفى و عاشت الى اليوم الذي يليه ،، وبعدها عندما حان وقتها لم يتمكن احد من تأخيره هذا امر عليكي ان تؤمنى به ولا تفكرى ان لك يد في هذا الامر .

ابنتي الكريمة اني اعلم ان ما مررت به صعبو لا يمكن تحمله ولا يحتاج ان تضيفي اليه تأنيب الضمير الذي تشعرين به ،، فيكفي عليك الم الفقد ،، ولذلك فعليكي ان تترقبي من الله وان تقرأي في كتابه العزيز فتعرفي ان الله تعالى امره نافذ ولا يمكن لاحد ان يتحكم به وستدركي انك لا دخل لك في هذا الامر وان هذا قضاء الله وقدره .

ابنتي العزيزة ان الاعمار بيد الله تعالى وان قضاء الله نافذ لا محالة مهما حدث واذا كنت تمكنت من التشخيص بشكل سليم فان هذا امر الله وقضاءه ،، وان قدر الله لا يمكن لاي انسان ان يؤخره او يقدمه فهو مذكور ومدون منذ ان خلق الانسان من اول يوم ولحظة يكون ميعادموته معروف ولا يمكن ان يحدث اي تغيير به ،، فهوني على نفسك .

يرتاح الميتن بموته و من يتعب هو الحي من بعده ,, لا يقتلكم التفكير على أختكم ان رحمة الله الان تضمها .. لا تقوقا نحن السبب وخصوصا أنكم فعلتم لها ما استطعتم عليه ,,ان من الأفضل أن تحاولوا أن تلنلمةا حزنكم و أن تعلموا أن الله اختار لها الخير ربما لو عاشت تعيش باعاقة أو بمرض أكبر أو ينضر جنينها .. ان عليكم أن تتركوا التفكير و أن تتقربوا من الله ان في الموت عبرة 

ان الايمان بالقدر خيره و شره من الركائز الأساسية للحياة ان عليكم أن لا تعترضوا على ما حصل و مهما كان الخطأ الذي فعلتموه ان أختكم انتهى عمرها و أصبحت بين يدي الله .. ان عليكم أن تحسنوا ظنكم بالله و أن لا تقطعوا عنها الدعاء و الصدقة أبداً ان هذا أفضل ما تفعلوه لها 

انتهي عمرها الله يرحمها ويحسن إليها ... ليس لكم ذنب فيما حدث ... ولكن نصيحتي بما أنكم أطباء ومتتخصصون أن تتركوا مهنة الطب فليس لكم فيها.

يجب أن تسلموا أمركم لله ,, لوم أنفسكم مهما كان حجم الخطأ الذي فعلتموه لن يفيد و من ثم أختكم انتهى عمرها و حانت ساعتها و هي عند ربها ,, ارضوا بقضاء الله و ما حصل ما كان الا تقدير من الله وتعددت الأسباب و الموت واحد و الأفضل أن لا تزيديوا في لوم أنفسكم الخطأ لا يمحى باللوم و خصوصا في المصائب الكبيرة

لو أراد الله لها الحياة صدقوني لألهمكم الحل و شخصتموها بالطريقة الصحيحةو لكن قدر الله و ما شاء فعل و اذا جاء أجل لا يستقدمونه ساعة و لا يستأخرون ,, ان عليكم أن تدعوا لأختكم و أن تطلبوا لها الرحمة و الغفران ان الله قدر لها أن تموت الان و له حكمة فيما حصل لها 

بما أنكم أطباء ومتخصصين لا داعي لأن تلوموا أنفسكم لأنكم فعلتم ما أملته عليكم خبرتكم في هذه الحالة و ما حصل لها ما كان الا قدر الله .. لا داعي لأن تزيديوا في لوم أنفسكم لأنه حصل ما حصل و هي الان في أفضل مكان لها و عليم أن تدعوا لها بالخير و أن لا تذكروها الا بالخير ,, هي الان لا تحتاج منكم الا الدعاء و الصدقة عنها