هل الزواج والطلاق قدر ونصيب أم اختيار

ربنا عادل ما رح يجبرنا على أفعالنا أبدا، لهذا نحن سنحاسب يوم القيامة، لأنو لدينا الحرية في إختيار أفعالنا، لكن هذا لا يمنع أنو في حاجات ربنا بيحطهم أمامنا ويمشينا في طريق معين لحكمة لا يعرفها إلا هو. بالنسبة للزواج ففعلا في كثير بنات هداهن الله ترفض بدون سبب فقط لأنو بدها تكمل تعليم أو شيء آخر، وبعدين يفوتها الوقت وتقولك ذا نصيب وقدر، وفي الحقيقة جزء كبير منها من أفعالها، فمش معقول أنو تجي يد من السماء وتجبرها على الزواج وهي رافضة، ربنا بيوفق العرسان لبيتها وهي ترفض، فهل ذا قدر أو نتيجة أفعالها؟ تخيل معي لو في تاجر كل كل أيام الأسبوع غالق محله وبعدين يقولك ربنا كتب وقدّر تجارتي تفشل! ذا رأئي والله أعلم.

الزواج نصيب، والطلاق اختيار

طبيعة الموقف متلخصة يا اخي العزيز ان الانسان مخير في نطاق التعامل مع العقل البشري وما يمكنه استيعابه فقط ولكن تكون الاقدار في النهاية ملمة بك وبقراراتك وما بنيت عليه هذه القرارات فانت بشكل او باخر لا تعلم الحكمة من قدرك نظرا لان نتائج نفس القرار ليست متساوية في كل مرة مع اشخاص مختلفين

من الغير جيد لك ابدا يا اخي العزيز ان تقترب في افكارك عن طبيعة الانسان وطبيعة ما نزل فيه في الايات الكريمة وهنا يتضح لك ان الانسان يكافا او يعاقب في النهاية على التزامه الديني في القرارات ويظهر لك حينها انه هو المتحكم في القرار ولكن تجد انها في النهاية ايضا متوقفة على ايمانك بالقضاء والقدر خيره وشره حتى يلهمك عز وجل الى القرار الافضل

في هذا الموقف يا اخي العزيز يتوجب عليك اولا ان تتفهم ما هو المقصد من الاية بالشكل الكامل والعام لها فبالتاكيد تعود الاية في نهايتها على سياقها بالشكل الكامل ومن رايي انه يجب عليك ان تبحث اولا في هذا المنطق وستجد الامور اكثر سهولة مما تتخيل في معرفتها

حاول اولا ان تخرج من كونك طرفا في الموقف الذي تود ايجاد رد عليه و ستجد ان افق الانسان البشري وعقله وتغير رايه بالكامل بخصوص امر معين كلها باكملها خاضعة للقدر وارادة الخالق فيما يعني انك عندما تتخذ اختيار معين بتراجع وتعود لاخر وتغير قراراتك في عدة مرات تاكد ان النهائي هو قدر الخالق ايضا وحكمته ليست متاحه ابدا لاستعابها

المسالة كلها في فارق الشمولية في الارادة يا اخي العزيز بين الانسان وبين الذات الالهية فانت ان عدت لمقدرة العقل البشري والتخير واتخاذ القرار لا يمكن مقارنة بالمقدرة الالهية لانها من بداية الامر ونهايته مشيئة الخالق تحتوي الموقف باكمله وهذا ما يجب ان تتفهمه

اولا الانسان مخير ومسير في امور محددة ومعلومة اي انه مسير في الامور التي يجب التعامل معها كاسس وهي الشكل واللون والطول وغيره من الامور الذي لا جدال في ان الانسان لا مكن تغييرها اما فكرة الخيارات التي يقوم بالاختيار فيما بينها فالخيارات والانسان وكلاهما خاضعين لمشيئة الله واردته

يجب عليك اولا ان تعود في كل مرة تحاول فيها التعامل مع احكام الدين بهذا الشكل لسياق الاية في كل مرة وستجد ان ما يخص خيارات الانسان هي في امور متاح فيها الخيار اعتمادا على العقل البشري ولكن دوما ما تكون الانسان والخيارات واتمامها تابع لمشيئة الخالق عز وجل

الاهم في هذه المسالة يا اخي العزيز انك الانسان ليس مخيرا بالكامل وليس مسيرا بالكامل في نطاق العقل البشري اولا انت مسير في شكلك وطولك ولونك وعائلتك ولكنك مخير في بعض الامور الحياتية او معظمها ولكن تاكدي ان مشيئة الله هي الاشمل والاكبر فيما يكون كل الخيارات التي تقوم باتخاذها في الامور الدنيوية يكون في النهاية تابع لمشيئة الله عز وجل

في مشاكل مشابهة يحتاج الانسان ال حفظ الفوارق بين التسير والتخير وتعلم جيدا الفارق بينهم ان الانسان مخير فيما يتيحه له انسان ولكن كلا الاثنين بما يخيرون بعضهم فيه خاضعون للقدر والنهاية والبداية كلها بارادة الخالق عز وجل

اذا تحدثنا في نوقف مشابه عن الفارق بينهم سنجد ان الانسان مطالب بالسعي حتى يجد ما يرغب ولكن في النهاية لا يجب الا ما هو مقدر له وهنا تظهر اقصى امكانيات العقل البشري وهي الاختيار من بين خيارات قدر لك تواجدها امامك ولكن ايا كان اختيارك لا يكون خارج ما قدره الخالق ان يكون في اختيارك مع كامل خضوعك فالاختيار ايضا للقدر

الفكرة تكمن يا اخي العزيز في ان الانسان يمكنه الاختيار بين عدة خيارات في حياته الشخصية من زواج وانفصال وعمل وغيره ولكن فكرة القدر في النهاية ان قدرك ان تكون لك هذه الخيارات وانت مخير في اختيار الانسب لك اي ان القدر اشمل واكبر من تحكم الانسان واراداته فايا كانت النهاية هي المقدرة وهذا لشمولية تحكم الخالق عز وجل

"وليس للانسان الا ما سعى " كمثال هناك سيدة تغلق على نفسها المنزل ولا احد يعرفها ولا تعرف احدا ولا علاقة لها باي شخص في هذه الحالة هل يكون عدم زوجها هو قدرها بالطبع لا ان تسعى اولا وتكون قائمة على مايتيح الفرصة للحصول على ما ترغبه وحينها تكون خاضعة للقدر في شكل الشخص او من ستتزوجه

الفارق هنا يا اخي العزيز معتمد على الرابط بين الاختيار والقدر وهو السعي اي انك بطبيعة الحال ان لم تذهب اليوم الى عملك لن تنال اجرة اليوم ولكن ان ذهبت ستاخذها وفي النهاية انت لست المتحكم في رزقك بشكل عام فمن الممكن ان تذهب ولا تعمل وهذا ما يبين لك انك مطالب بالسعي اولا تجاه الافضل لتصل لرزقك المقدر لك بالتاكيد

في هذا الموقف يجب عليك اولا ان تتفهم حرية الانسان في قرار الخطوة ولكن بكل تاكيد كل ما يمر به هو تقدير من الخالق ولكن ما يبتعد عنك تماما هو معرفة حكمة الخالق عز وجل في موقف كتاخر زواج شخص ما او عدم اتمام الطلاق او اتمامه فالانسان لديه حرية القرار في نفسه ولكن في النهاية مقدر لك كل ما تصاب به