قلبي يؤلمني على ما حدث مع أمي

السلام عليكم، ساطرح مشكلة امي واتمنى من الجميع مساعدتي او الدعاء لها بظهر الغيب، أمي الحبيبة تبلغ من العمر ثمانية وستون سنة ، قبل اثني عشر سنة تعرضت والدتي لحادث أليم، كانت يومها صائمة وبصحة جيدة جدا فإذا بصوت انفجار مدوي بحينا فخرجت مسرعة لتجد ان منزل جيراننا العلوي يحترق اثر انفجار موقد الغاز فهرعت لمساعدتهم واتصلت بالحماية وكانت أول من اخرج جارتنا من اغماء الفزع والحريق اللذين اصاباها، في ذلك اليوم أتمت امي الغالية صيامها وفي الغد وعلى الساعة الثالثة فجرا استيقظنا على صراخها ، وحينما ركضناا نحوها كانت تتمتم بكلام غير مفهوم وغريب ويدها تنحرف للوراء وكأن أحدا ما يسحبها وهي تقاوم وفمها لا ينطق الحروف ورجلها لا تساعدها على التحرك ولا تشعر بها البتة، فما كان منها سوى ان اخذناها الى المستشفى ولكن متاخرا لاننا كنا بنات فقط وليس هناك من يرافقنا ليلا..اتضح انها اصيبت بجلطة دماغية قوية افقدتها النطق واستذكار الاسماء والتحكم في الرجل واليد اليسرى..كان خبرا مشؤوما ومحزنا وبقيت تحت العلاج لمدة 6 اشهر استرجعت حينها التحكم قليلا في رجلها ويدها ولكن الطامة انها نسيت اسماء كل شيء وتتلعثم حينما تنوي التحدث، حينما بحثنا عن الامر اكتشفنا ان اسم المرض هو الأفازيا، وهو مايدعى بالسكتة اللغوية اي الاصابة بجلطة تؤدي الى احتباس الكلمات في المخ فقط دون القدرة على اخراجها صوتيا......وللاسف ليس هناك مختصون في مدينتي من يعالجون هذا المرض...خلاصة مشكلتي انني حزينة على امي التي كانت ابرع نساء الاقارب حضورا ومنطقا وتعاملا، ولكن ومنذ مرضها والممتد الى هذه اللحظة انزوت وابتعدت عن المناسبات الاجتماعية لانها لا تجيد الكلام مثلهن، واصبحنا نسمعها الان تحدث نفسها كثيرا وحينما ترانا تسكت، اشعر ان داخلها كلاما كثيرا وافكارا تريد مشاركتها لكن لسانها يخونها ...انا واخواتي نساعدها ونتفاعل مع احاديثها حتى لو لم تكن مفهومة لاننا اصبحنا نتم لها الجمل قبل ان تقولها، لكن الاخرين يرونها على انها مريضة او مخبولة وفاقدة للذاكرة ولكن ماما ليست كذلك انها مصابة بالافازيا اللعين والغير معروف او مسبوق لدى مجتمعنا هنا...عرضت مشكلتي هاته على امل ان اقرا ردودا كثيرة تخفف عني حزني على شمعة حياتي التي افتقد الى حكاياتها الشيقة وخفة ظلها الطاغي ولكن هذا اصبح مجرد ذكريات تدمع عيني واخفيها امام امي بابتسامة متألمة..تحياتي لكم ...دعواتكم.