ما الذنب الذي اقترفته حتى أعيش حياة كهذه؟

اعتقد ان امر هذا الشاب هو ما جعل بداخلك هذا الشعور النفسي السلبي والسيء ولكن صدقيني هذه تجربة مثل اي تجربة أخرى مضت في حياتك ، فلا تقلقي لأنها سوف تمر وتمر على خير ان شاء الله ،انا عن زواجك فأحيانا يقوم الله بتأخير الخير لأنه يعلم اي وقت هو الافضل لك فلا تتعجلي 

لا تحزني عليه لأنك من الاساس لم تحبيه ، فلماذا في هذه الحالة تغضبين او تتضايقين ، بل على الاعكس من الاساس انت من رفضتي حبه ، وهو من كان متمسك به ، اعتبري ان لا شيء حدث من الاساس ، وانك لم تقبليه بل انك رفضته ، واريحي رأسك 

انت لم تقترفي اي ذنب يا اختي الكريمة ، وبالطبع ما مررتي به في حياتك له تأثير كبير عليك ولكني اطلب منك فقط ان تتتماسكي وان تحاولي بقدر الإمكان أن تكوني قوية ، وصلبة ، لأن معنى ان تستلمي لهذا الوضع ان تنتهي ، تعلمي من التجارب الماضية وكوني بجوار الله وهو سوف يساعدك

لا تعتبي على الوالدة كثيرا يا أختي الكريمة ، فهي نتاج بيئة وثقافة وتاريخ ثقيل من الموروثات البالية، فحاولي ان تجدي لها دائما العذر كي لا تحدث بينكما المشاكل ولا تشعي بالضيق من أمك وهي أهم شخص في حياتك

حبيبتي ان الحياة نعمة في ذاتها مهما كانت ظروفنا فيها وما نعانية وما نعيشه ، فلا تتشائمي وتضعي تلك العصابة السوداء حول عينيك ، لا تدعي غياب جانب معين يضغى على جمال الجوانب الاخرى ، نعم لم تتزوجي ولكن لديك الصحة ، نعم تعانين من مشاكل عائلية ولكن توفرت لك الفرصة لتكوني متعلمة بل ومثقفة كما تقولين ، الحياة ليست بهذا السوء وكل شيء ياتي في وقته فلا تفقدي الأمل 

نحن نسير في حياة مليئة بالحب والتفاؤل وكذلك الكراهية والتشاؤوم والحقد فهي حياة وتريد ان تستمر ونحن من نصع لنفسنا الشقاء ام السعادة فليكن اختيارك الخيار الثاني وهو السعادة من خلال التخلص من الماضي والتخلص من هذا الشاب ولا تتابعيه وابدئي حياتك من جديد وفكري بالمستقبل وكل شي سيكون علىم ا يرام ان نظرتي للحياة بحب وتفاؤل

يا اختي لا تحملي نفسك طاقة اكبر من طاقتك اعزمي الأمر وتوكلي على الله ودائماً قولي يارب نور لي طريقي ونور لي بصيرتي واهديي الى الطريق الصحيح خاصة نحن في الايام الفضيلة والدعاء مستجاب ولا تجعلي حياتك كئيبة ولا تربطي الاحداث كلها ببعضها البعض ، وفاة اخيكي رحمه الله قدر ومكتوب وانتهى عمره وهذا امر واقعي .

الزواج والنصيب كله قسمة ونصيب يا ابنتي ، وانت ما شاء الله عليك مثقفة ومتعلمة وراجحة العقل ومتزنة وجميلة  فليس ذنبك ان لم تتزوجي وليس بطولة لمن تزوج أنه تزوج ، هذا قدر الله يقود العباد له ويسوقهم سوقًا وما علينا في هذه الاوقات هو ان نهتم بحياتنا وما نستطيع ان نفعله لكي نحسنها وليس أكثر ، وعلى اهلك ان يفهموا هذا ويستوعبونه 

هذا لم يكن حب من البداية وانت تعرفين يا سيدتي ان الحب لا يتغير مع تغير الأهواء ، بل من يحب يظل يحب إلى الأبد ، ولكنه كان يملأ بك فراغه العاطفي ، وهذه هي المشكلة فبمجرد ان رأى امرأة اخرى ذهب يلهث خلفها ، والحل ان تنسيه ولا تفكري فيه من الاساس بل وتهتمي بحياتك وهو الخاسر الاخير صدقيني 

أختي الكريمة ، باديء ذي بدء فالجميع في الحياة يتعرض لآلام كثيرة ، من جهة الأهل والأصدقاء وايا ما كان ما حدث معك فلا تظني انك الوحيدة بل على العكس الجميع يمر بظروف صعبة ، ولكن الأهم أن نبقى اقوياء منتصبين كالأوتاد ولا نهتز لأن الحياة لا ترحم ، فإصبري وفرج الله قريب، واستغلي تلك الايام الروحانية في الدعاء، الأمر الثاني أن امر زواجك وان تأخر فهو قادم فلا تعطيه اكبر من حقه وكل شيء عند ربك بأجل وكتاب ، فلا تقلقي وكما قلت لك ، إدعيه بنية خالصة وسوف يستجيب