ألوم نفسي بعد وفاة أمي لأني لم أخدمها بطريقة أفضل

عزيزتي اريد ان اخبركي انكي فعلتي مابوسعك لأمك رحمها الله وماتت وهي راضيه عنكي ماذا اقول عن نفسي انا بالغربه عشرسنوات وامي اصبحت عاجزه  تمامان واخوتي كلهم بالغربه لم يأتي احد ليعتني بها اما انا الوم نفسي كل يوم لاني لم اذهب لأمي احترق قلبي بعد وفاتها لم اقم ببرها اتمنى من الله ان تكون سامحتني

لا ارى انه كان يجب ان تنال الوالدة اي جانب من فقدانك لاعصابك والسيطرة عليها في اوقات خدمتك لها فلا ذنب لها ابدا فيما واجهتيه من تخلي من اخوتك وغيره من الظروف الصعبة ولكن الان من يجب ان يؤنبهم ضميرهم هم من تخلوا عنك وعن خدمة الوالدة

اعلم بصعوبة موقفك يا سيدتي ولكن في هذه المشكلة يكون الافضل هو التحرك نحو تخطي الامور التي لم يعد هناك فرصة لتحسينها ولكن من الافضل لكي وللوالدة في الوضع الحالي ان تلتزمي بكل ما تحتاجه بعد وفاتها ان كان سداد دين او صدقات جارية وستتحسن حالتك بكل تاكيد

بلا شك تحتاجين لفترة لتتخلصي من هذا التفكير وتانيب الضمير ولكن هذه المسالة متعلقة على فكرة معينه وهي مدى سوء معاملتك للوالدة ولكن في كل الحالات الافضل لكي الان ان تقومي بكل واجباتك تجاه وفاة الوالدة وتنتبهي لصحتك بشكل كامل في الفترة المقبلة

لا تتحملي كامل المسؤولية فيما حدث مع الوالدة فانتي حينها تخلى عنك اخوتك بشكل كامل وكانت الامور لتصبح افضل ان تعاملتي معها برفق اكبر فهي لاذنب لها في هذه الضغوط حتى وان كانت هي احد هذه الضغوط فهذا هو واجبك نحوها بكل تاكيد

بلا شك ما قمتي به تجاه الوالدة لم يكن من الصواب ان يحدث ابدا وكان من رايي ان تحرصي وقتها في ان تعاملي الوالدة بشكل افضل مهما كانت ضغوطك ولكن لااسف لم يعد هناك فرصة لاصلاح الوضع ولذلك حاولي القيام بالامور التي تساعد المتوفي من صدقات يكون افضل

بكل تاكيد النفس البشرية لها طاقة تحمل معينة وما حدث لكي كان طبيعي جدا ان تفقدي اعصابك في التعامل معه فالمسالة ليست بالهينة ابدا وتاكدي من ان الامور وقتها لم تكن متعلقة بضغوط مرض الوالدة فقط فانتي ايضا كنتي مريضة بالاضافة الى ضغط الزوج عليكي

كان من الافضل ان تفصلي بين الضغوط الشخصية والشكل الذي تقابلين به الوالدة في هذه الحالة الصحية المتاخره ولكن من رايي ان الفرصة الان لم تعد متاحة للندم وفقط حاولي ان تقومي بالدعاء لها حتى تتاكدي من قيامك بكامل واجبك تجاهها الان وفيما سبق

بالرغم مما فعلتيه من تعصب على الوالدة فعلى الاقل لم يكن هناك من يساندك من اخوتك بالرغم من التضحية بسفرك وعمليتك الجراحية ولكنك الان في مرحلة صعبة فابعدي هذه الافكار السلبية حتى تتحسن صحتك وتمري من الازمة دون اضرار اكبر

من الصعب جدا ان تمر عليكي هذه الصدمة دون تاثر ولكن من رايي ان هناك جانب اخر يجب النظر له وهو ان الضغوط التي كانت تحيط بك هي ما جعلتك في هذه الحالة العصبية ومن رايي انك لا يجب ان تلومي نفسك ابدا فاي شخص في مكانك وتحت نفس الضغوط مؤكد انه سيفقد اعصابه

تراجعتي عن السفر لاجراء العمليه الجراحيه الخاصه بك ولم تتطرقي للابتعاد عن الوالده او التخلي عنها في ظروف مرضها في حاله تخلي اخواتك عنها ولم يكون لديهم نفس الظروف التي تمرين بها وهذا ما يجعلك في الموقف الافضل بينهم ولذلك لا يجب عليك التفكير في الامر بشكل سلبي

ما قمت به هو امر جيد جدا في رعايه الوالده ولا ارى ان هناك اي تقصير منك في هذه المساله وان اخوتك هم كسروا في رعايه الوالده فلا يجب ان يطاردك هذا الشعور مهما حدث لانك قمت بما يجب عليك فعله على اكمل وجه والتاثر الذي يصيبك الان ليس من حقك ابدا

لقد قمت بالتضحيه بالعلاج او الخضوع للعمليه الجراحيه التي ستقومين بها من اجل رعايه الام وارى ان هذا امر كافي ليجعلك ترضين عما قمت به تجاهها ومن راي انك لم تقصري ابدا ولا يجب عليك ان تتاثري بهذا الامر فان نظرتي لاخواتك ستجدي انك الوحيده التي قدمت الدعم للوالده

سيكون من الافضل لك يا سيدتي ان توصلي رساله التقصير الذي قام به اخواتك تجاه الوالده لهم لانك بالرغم من تحمل مسؤوليه الوالده بشكل كامل وغيابهم عنها فلا ارى انهم يشعرون بنفس الشعور الذي يطاردك الان ويجب عليك ان توضحي لهم هذه الفكره لانهم يجب ان يشعروا بتقصيرهم على الوالده

حاولي ان تقارني ما قمت به انت بمقام بي اخواتك تجاه الوالده ستجد انك الافضل من بينهم ولا ارى انه ظهر منك اي تقصير الا في عدم السيطره على اعصابك في التعامل مع الوالده وطالما ان هذا التصرف كان ناتج عن ظروف واقعيه وحقيقيه فلا مشكله فيه وحاولي انت تراجعي عنه وتستغفري عما صدر منك

من المميز جدا ان تتحلي  بالتمسك بالوالده بهذا الشكل فلم يعد هناك الكثيرين ممن يراعون الوالدين واقرب دليلهم اخواتك الذين لم يساعدون في رعايه الوالده بالرغم من انك الوحيده التي تعانين من مشكله صحيه والتي ابتعدت عن زوجك واولادك حتى ترعينها

الحياه تضعنا في اختبارات بشكل متكرر ولكن من الافضل ان نخرج من الاختبارات باكبر خبره واكبر درس يمكن ان نتعلمه منها ولكن من رايي انك لم تقصري في حق الوالده ابدا فقد فعلت كل ما يجب عليك فعله تجاهها حتى وان فقدت اعصابك في التعامل معها فهذا نتيجه الضغط الكثير الذي تتعرضين له

من الطبيعي جدا ان تفقدي اعصابك في مواقف مشابهه فلم تكوني تواجهي ضغط واحد او مشكله واحده وانما مشاكلك كانت كثيره ومتعدده واشكال الضغوط كانت مختلفه عليك  وهذا ما يجعل ما قمت به هو مجهود كبير بالرغم مما حدث في النهايه فلا تلوم نفسك على الامر

من المميز جدا ان تكوني وفيه للوالده بهذا الشكل الكبير ولكن من راي انه يجب عليك ان تمسكي بشكل اكبر بالايمان ولا تعترضي على قضاء الله فما حدث ليس بيدك ولن تمكني من التحكم منهم مهما فعلت وما يجب عليك فعله فقط هو ان توصلي لاخوتك التقصير الذين قاموا به تجاه الوالده