كفى يا امي فقد آن الآوان لكي أحرر نفسي من قبضتك

السلام عليكم أعاني من حالة نفسية لاأعلم سببها أنا أكتب وهذا ما أكتب حياتي البائسة التي لم أجد فيها غير البؤس والعذاب .. تمنيت ولو نسيت بداية حياتي ولم أعد أعرفها كنهايتها لكن ذكرياتي تظل تزورني بين الفينة والأخرى ، آه يا حياتي لا أعرف من أين أبدأ ، أي الأحداث تستحق أن تروى ، لقد كبرت ، حقا لكن لازال صوت الطفولة في داخلي لازلت أحن إلى حضن أمي وأن أشعر بالأمان لازلت أتمنى أن تدخل يوما للبيت وتحمل في يدها هدية لي ولو كانت هدية حبة شوكولا ، آه كم تمنيت أن أشعر بالأمان ففي داخلي خوف يقلقني ، كم تمنيت أن تمسح يدها على رأسي ، أن تكلمني ما بك يا إبنتي ، لكن الأحلام لا تحقق دائما ، آه موت بطيء ، ترى لما ؟ وكأنها ماتت بالنسبة لي ولم يبقى منها إلا حروف القسوة وإطار صورتها أما صورتها قد حطمها الزمان ، فقد كانت الصورة رمزا للحنان والحب والأمان أما الآن فلم أعرف معانيها كل ما أعرفه أنها قاسية أزعجها أنا ، آه حياتي ، قلمي لقد بدأت حكايتي بما آلت إليه حالتي ، بدأت حكايتي بأغلى الناس إلي ، أمي التي أنساها الزمان أنها أم أنساها الزمان معاني هذه الكلمة، هل حقا هي من تغيرت؛ أم أني أنا من كبرت وصرت أفهم ، أم اني أنا من تغيرت ولم تعد تستحملني ، ترى من الصائب ومن الخاطئ ، آه حياتي ، أين أنت ، لما لا أعيش لما لازالت تلك الفتاة البريئة بداخلي تنادي ماما لما لازالت تنادني أخرجوني للحياة ، ربما لم يسمعوا صراخي، وربما سمعوه وتجاهلوه ، آه حياتي ، من أين لك الحياة ، أنت مماتي ، قلمي قد أوقدت نار الجرح الذي بداخلي ، علمت جرحي وعمدت أن تتحدث عنه ، قلمي هاأنت أسمعتهم صراخي هاأنت أظهرت جرحي لكن من منهم تحرك ، من منهم تكلم ، آه أمي أين أنت إلى أين ذهبت بك الدنيا ، واأسفي ، بداية حياتي أمي ونهايتها أمي ، قسوتها جعلتني أسقط في بحر الطغيان والويل لمن سقط فيه ، فلا يخرج منه إلا بمشقة وعناء ، وقد لوثته ذنوب أصغرها العصيان ، آه أمي لو تعلمين قسوتك بداية سلسلة بحث عن حضن دافئ ينسيني نار الحرمان ، وياليتها ما بدأت ، فالكلاب الضائعة الجائعة تستغل القلوب العطشانة ، آه قلمي ماذا كتبت ، لقد تحدثت بكل جرأة هذه المرة ...، أين بسمتك أمي لما لا أكون أنا جارتك ، يالتعاستي حرمت حتى من صديقة تواسيني ، أتعلمون يحسدونني ، يتمنون ضياعي يتمنون أن أنكسر ، لكن يالغبائهم لا يعلمون قسوة حياتي وسوء حظي، لا يعلمون أني ضعت في متاهات خرجت منها من غير نفسي ، وعدت إليها أبحث لعلي أجد نفسي ، لكن هذه المرة لم أخرج لأن الشمعة التي كان يحملها قلبي إنطفأت لأن قلبي تعب من حملها، شاخ فجأة ، فهاأنا أدور بين جدرانها مرة أظن أني اقتربت من الباب وتارة أجد أني عدت من حيث بدأت ، أنادي لعل نفسي تسمع صراخي وتعود حتى نعرف الخروج سويا ، لكن لا جدوى قد أفقدها الزمان سمعها ، أمي ترينني الآن ترين أين أنا ، أنا هنا بسببك تظلي تفكرين مالحل ، لكن أفكرت ماالسبب، تظلي تصرخي لكن لما لا تصرخين على نفسك فأنت السبب ، آه لازلت لا تدركين عمق الجرح الذي بداخلي بسببك لازلت لا تدركين قمة الفشل التي وصلت إليه بسببك ، واسفاه فصوتي لا يصلك تتعمدين التجاهل ، فكفى حقا من التفكير في حلول تخرب القطعة الأخيرة من حياتي ... كفى أمي ، فقد آن الآوان لكي أحرر نفسي من قبضتك ولعلها بداية حكايات أخرى