ابنتي تعاني من شلل دماغي وزوجي يرفض علاجها

اكتب رسالتي هذه وانا اشعر بشيئ من الكبرياء في داخلي يدغدغ انكساري وخيباتي المتتالية من تجاربي مع البشر,فبمجرد البدئ بالكتابة لحضرتكم بدأت مشاعر الثقة واﻹرتياح تنساب إلى جوارحي لثقتي اني اكتب إلى أناس تعرف قيمة اﻹنسان.أود أن أسأل الجميع ,هل تصبح اﻷم متسولة مستغلة لطفلتها التي تعاني من شلل دماغي,هل من الطبيعي ان تتوسل زوجها الذي هو والد الطفلة ومحيطها لمساعدتها وانقاذها من وضعها الذي يتراجع يوما بعد يوم,هل فعلا وجودها في حياتهم يؤثر على مظهرهم اﻹجتماعي؟هل هم فعلا من البشر ام انه اصبح من الطبيعي انعدام اﻹنسانية؟اعلم جيدا انني ام ويجب علي تحمل المشقة في تربيتها ورعايتها وانه لن يوجد على وجه اﻷرض قلب يستطيع احتوائها مثل قلبي,ولن يوجد احد يستطيع ان يحل مكان اطرافها المشلولة ومكان دماغها المتآكلة خلاياه بسبب نقص اﻷكسيجن وقت الولادة مثلي انا امها ,ولكن سؤالي هل سأستطيع اﻹستمرار وحدي,هل ستجد طفلتي نتيجة إهتمامي بها بدون قدرتي على تأمين علاجها الطبيعي,هل ستستفيد وهي تقبع في المنزل حبيسة الجدران بسبب عدم قدرتي على تأمين كرسي متحرك لها,فاصبحت انا وهي كما المحكوم بالمؤبد تحت اﻹقامة الجبرية.؟؟اذا كان والدها قادر على تامين علاجها ولكنه لا يعترف بضرورة ذلك ﻹنه حسب اعتقاده واعتقاد اهله(المرموقين اجتماعيا) ان علاجها بدون فائدة وانه علينا ان نخفيها عن اﻷنظار ولا يجب اﻹقتراب منها او اﻹعتراف بوجودها,حتى ولو لم يعترفو بمشاعرهم الخبيثة واللعينة ناحيتها,ولكن تعاملهم معها منذ ولادتها اي منذ ثمان سنوات يفسر تصرفاتهم.هل يجب علي ان اسكت ام اصبح متسولة استجدي عطف اﻷب والعم والمجتمع بدون فائدة,هل اصبحت متسولة وضيعة ﻹني اسعى ان اساعد طفلتي باي شكل من اﻷشكال ولكن من دون ان اجد اذن صاغية او قلب رحيم او عقل يصدق . هل يجب الا ايأس واستمر في طرق اﻷبواب علي اجد من يرأف بحالها ام اني اصبحت مجرد متسولة تستجدي اﻹستعطاف من قلوب تآكلت من الكبر وصدأت من القسوة واصبح طريق الرحمة لا يمر من خلالها. اعذروا إطالتي في الكلام ولكن تلك كانت مجرد سطور قليلة من كتاب عذابات طفلتي التي عانت ولا تزال تعاني,كتبتها علني اجد من يبعث اﻷمل في قلبي بأن طفلتي لها كل الحق بالعيش والعلاج واللبس واللعب,لها الحق بان تعيش كإنسانة وانه هناك من يقدر قيمتها وانها نعمة من رب العالمين وانها مختلفة ﻹنها مميزة عن الجميع بطهر قلبها ونقائها من الزيف والمكر والكره.