هما سبب نجاحي فكيف سأقطع علاقتي بهم؟

أنا امرأة لبنانية, زوجي يعمل في السعودية وأعيش بين لبنان (أيام المدارس) والسعودية أثناء العطل. تعلمت في مدرسة أوروبية وأكملت تعليمي في الجامعة الأميركية بنجاح. كان لي زميل منذ أيام المدرسة, مهذب ومثقف ومميز اكاديميا. كنا نصعد الصفوف معا وكل عام نشعر بإنسجام أكثر. بدأ الأمر بانسجام بيننا, أيام الإعدادي, ثم إعجاب أيام الثانوي, وأصبح حبا وشغفا خلال الجامعة, حيث كانت أول مرة نفترق في الدراسة. هو في كلية الهندسة وأنا في كلية العلوم. في هذه الأثناء, كان كل واحد منا قد تعرف على عائلة الآخر, وأصبح تقريبا جزءا منها. أنا صرت واحدة من أخواته, وهو أصبح الصديق والموجه لأخي, الذي كان يستعين به في الدراسة بسبب تعثره. تخرجت واشتغلت, وكذلك هو. كأي فتاة ناجحة, بدأ العرسان يتقدمون لي, رغم حبي لرفيق الطفولة, كنت أشعر أن لديه وقت طويل ليكون نفسه ويصبح جاهزا للزواج. حين تقدم لخطبتي شاب من عائلة كبيرة وناجح بعمله, الذي أصبح زوجي الآن, قبلت به. كانت خيبة أمل لأم صديقي واخواته, لكنهن أظهرن تفهمهن, وكذلك فعل صديقي, الذي احترم قراري, لكنه ابتعد قليلا. بقينا على علاقة زمالة لا تتعدى اللقاءات الموسمية حين نجتمع مع أصدقاء المدرسة أو الجامعة. بعد بضعة سنين تزوج صديقي من إحدى زميلاتنا, التي كانت إحدى صديقاتي (صديقة ولكن غير مقربة), ومع الأيام صار بيننا زيارات عائلية في المناسبات. كنت قد انقطعت عن العمل بسبب الولادة وسفر زوجي, لكن حين كبر أولادي قليلا, أردت أن أجدد طموحي, فصرت أبحث عن عمل. حين لم أجد, قام صديقي القديم بمساعدتي من خلال علاقاته, وقد أصبح يشغل منصبا مرموقا, فوجد لي وظيفة. ثم واجهت بعض المشاكل, فكان وزوجته الى جانبي. كلما تعقدت اموري أو احتجت لأي مساعدة, أجده وزوجته الى جانبي, في حين أن زوجي كان دائما غائبا أو مشغولا عن مشاكلي. منذ فترة قصيرة, وجدت زوجي منزعجا جدا من عودة هذا الصديق الى حياتنا. كان قد سمع لسنين خلت من زملائنا عن الإعجاب المتبادل فيما سلف, لكنه يعلم جيدا أنني منذ خطبت له, لم افعل أي شيء ينقص من قدره أو ثقته, كما لم يكن لديه أي مانع سابقا من تبادل الزيارات, خاصة أن زوجة صديقي هي صديقة لي أيضا, ولا أراه أو أتحدث اليه إلا برفقتها. لكن زوجي غير موقفه فجأة وأصبح يريد قطع كل علاقة مع صديقي. سألته أكثر من مرة عن السبب, لم يعطيني أي سبب مقنع أو غير مقنع. لا أدري كيف سأقطع علاقتي به وبزوجته, وهما تقريبا سبب كل نجاحي وتقدمي, ولم أجد معينا لي غيرهما في أزماتي. هل من طريقة أقنع بها زوجي أن يعدل عن قراره؟