أكره عائلتي لأنهم السبب في تحملي للمسؤولية وأنا بعمر 10 سنوات

كنت في الخامسة عندما توفي والدي بحادث سير، وكتب علي الشقاء وتحمل مسؤولية عائلة مكونة من والدة مسنة و٣ بنات، وبالرغم من كوني أصغر أخوتي إلا أنني صرت معيل ورجل البيت...تركت الدراسة وبدأت أعمل في الفرن المقابل للبيت... كنت في العاشرة من عمري عندما كنت أحمل الخبز وأوصله إلى بيوت أصدقائي ليتناولوا الفطور قبل أن يذهبوا إلى المدرسة، كنت اسلم الخبز واعود مسرعا إلى الفرن، فإن تأخرت أو تلهيت على الطريق، فإن المعلم أبو محمود صاحب الفرن سيعاقبني.. لم أكن أخبر أمي بأن يدي الصغيرتان كانتا تحترقان وأنا أحمل الأرغفة الساخنة، ولم أخبرها يوما أن أبو محمود كان يعاقبني ويضربني إن تأخرت...تعودت منذ الصغر على كتم الأسرار..وكبرت وكبرت أسراري معي... كنت في الخامسة عشر، عندما طلب أحدهم يد أختي مني، شعرت يومها أنني والدها، لم أشعر يوما أنني طفلا، كلما كبرت كلما زادت مسؤولياتي، خاصة بعد طلاق اثنتين من أخواتي، ومرض أمي...حتى أنني كنت في الثامنة عشر من عمري عندما بدأت آعمل في دوامين، الصباح أعمل كدهان، وفي المساء أعمل عند بائع سمك...لا اذكر آنني اشتريت يوما لنفسي شيئا ..كلما اذكره جيدا هو الملابس القديمة التي كانت جاراتنا تتصدق علي بها..والمضحك أنني كنت أفرح بها.. أنا اليوم عمري ثلاثين، ولا أعرف لماذا بدأت اشعر بالحقد على حظي، صار خلقي ضيق جدا، لم اعد احتمل آي كلمة من أخوتي ولا من أمي.. اشعر آنهم سرقوا حياتي..اعرف أنو مالون ذنب..وأن الحياة ظلمتهم مثل ما ظلمتني، ولكني عندما ارى اصدقائي وقد تزوجوا وصار عندهم ولاد، احزن على نفسي كثيرا... ماذا آفعل؟ بدأت اكره عائلتي..ألوم نفسي كلما ارتفع صوتي على أمي..وآحلف أني لن أفعل ذلك مجددا ولكني افعل...