شبح العودة للعيش في القرية أصبح يطاردني

السلام عليكم. أنا شابة أبلغ من العمر عشرين سنة. نشأت في أسرة فقيرة جدا بالقرية. والدي كان يعمل مرات قليلة، و معظم الوقت عاطل عن العمل. و في نفس الوقت كان عنيفا مع والدتي، دائما يشبعها ضربا. عشنا حياتنا بمساعدة عمتي و عمي. بعدما حصلت على الشهادة الإبتدائية، ذهبت إلى المدينة لأكمل دراستي في المدارس الداخلية، إلى أن حصلت على البكالوريا. كانت أسعد أيامي عندما أكون بالمدرسة. و أسوء أيامي أثناء العطل الدراسية. لأن ذلك كان يعني عودتي إلى القرية، و حياة الفقر و البؤس و العنف الذي يمارسه علينا والدنا. لم أستطع مواصلة الدراسة في الجامعة، و كذلك كان من المستحيل بالنسبة لي العودة للقرية. فقررت الإلتحاق بصديقاتي في إحدى المدن الصناعية للعمل ضمن أي شركة من الشركات براتب هزيل، المهم هو أن لا أعود لحياة القرية. و بالفعل التحقت بهن بمساعدة عمتي التي أقنعت والدي، وادعت أن الفتيات هن جيرانها. اكتريت غرفة صغيرة و بدأت العمل الذي كان مرهقا و لكنني صبرت. كان كل هدفي أن أوفر المال، و أن يتحسن وضعي في عملي حتى تتمكن أمي من الإلتحاق بي هي و أخي و أختي الصغيرين و تتخلص من عنف أبي. بعد انقضاء سنة تم تسريحي من العمل مع مجموعة من العاملات لأن عقدنا انتهى. بقيت من دون عمل مدة شهرين و أنا أبحث هنا و هناك. و تبخر حلمي في وضع مادي أفضل، بما أنني لا يمكن أن أحمل صفة رسمية في العمل. و هذا ما تلجأ إليه كل الشركات حتى لا تتورط مع العمال. بعد بحث طويل عثرت على عمل آخر، بأجر أقل من السابق، و بعقد مؤقت كذلك. أصبحت أشعر بأنني في دوامة. لا أعرف كيف أخرج منها. معظم زميلاتي غيرن مصادر رزقهن بأن لجأن للحرام. و لكنني لا أستطيع فعل ذلك، فقد قطعت نفسا على نفسي و أمام والدتي ألا أفرط في شرفي مهما حصل. ولكن شبح العودة للعيش في القرية يقلقني. كما أن حياتي في المدينة أصبحت مرة. تعبت نفسيا و جسديا. فما أعيشه يفوق طاقتي.