رماها أبيها في صغرها وعاد إليها بعد فوات الأون

الحب والكرة ليس بأيدينا يا ابنتي ، القلب لا نتحكم فيه ، بل هو يتصرف نتيجة افعال ومواقف ، فكيف تحبه هي بعد تلك المواقف ، هي تفعل ما تستطيع ، واعتقد انها اصابت في أن اختيارها ان تبره امام الله ، فهذا نعم الفعل  

يا ابنتي انها لاتزال صغيره وسيتغير تفكيرها عندما تكبر فلا تقلقي فمع مرور الوقت وتغير تفكيرها ونضوجها ستسامحه وتحبه لكن عليها ان تعامله ببر الان فقط وان تنفذ ما وعدت به فهو ان لم يكن يحبها ما كان عاد وبكى لها لتسامحه 

يا عزيزتي يجب عليكي ان تشجعيها على العوده لوالدها البيولوجي بالطبع هي لن تترك والدها الذي رباها لكنها يجب ان تسامح والدها الحقيقي على الاقل مجرد ان تسامحه سينتهي الصراع الذي بداخلها وتكون اكثر سعاده فعذابها لن ينتهي الا ان سامحته

يا اختي الكريمه فالتعلمي ان فطره الانسان هي حبه لوالديه فمهما حدث لا يمكن ان تعكس هذه الفطره لذلك يجب عليكي ان تعرفي انها تحب والدها لكنها لا تستطيع ان تسامحه لذلك هي ستعيش في عذاب ان استمرت في محاولتها لكرهه فيجب عليها ان تتوقف عن كرهه حتى وان لم تحبه

يا ابنتي يجب ان تفهم ان الحياه تجبرنا على فعل اشياء لا نريدها وان السن له احكامه ايضا فيكون تفكير الشباب طائش بالطبع هذا ليس مبرر لما فعله والدها لكنها يجب ان تنتهي من هذا الكره لمصلحتها هي على الاقل حتى لا تكتئب هي وليس من اجله

اريد ان اكون صريحا، ولذلك اقول ان هذا لعب اطفال ، من يأخذ من حسنات من، لنعقل الامور قبل أي شيء وقبل أن نقول شيء لم يقله الله، اولا الله يحاسب من يشاء ويهب من يشاء ويأخذ ممن يشاء ، فليس لها دخل في هذا ، ثانيا لا يوجد قول شرعي ان الابن يأخذ من حسنات ابيه اذا تركه ابيه في صغره ، هذا كلام اطفال ، ويجب ان تنضج صاحبتك قليلا 

بل العكس ، اعتقد ان الله سوف يحاسبها على تلك الكراهية العميقة التي تكنها في داخلها له ، مهما حدث لا يجب ان نكره انسان مثل هذا الكره الشديد ، خاصة اذا كان سبب وجودنا في تلك الحياة ، البشر يتعرضون جميعا لتشوش في تفكيرهم ويخطأون وعليها ان تتخلص من تلك الضغينة التي تملأ عروقها فهي سوف تضرها في النهاية 

لا اعتقد انها ستأخذ من حسناته شيئاً، الأمر ليس لعبة اطفال يا جماعة الخير ، هذا ليس كلام منطقي ، من الاساس الرجل تاب ، وسواء سامحته او لم تسامحه فهي لا تعلم ان كان الله سامحه ، الله امرنا ان نسامح فكيف لا يتوب على تائب!!

ان والدهل قد لخطا بكل تاكيد بما فعل هذا لا يمكن لاي احد ان ينكره لكن عليها ان تفهم ان ما تفعله هي الان هي انها تخطئ هي ايضا فيجب عليها ان تحاول ان تتعايش مع الامر وان تحاول مسامحته لانها لن تستطيع ان تعيش بكل هذا الكره داخلها

انها تشعر بغضب شديد تجاه والدها لكن لا تقلقي فمع الوقت ستخمد هذه النار التي بداخلها وتتحول الى رماد فلا تشغلي بالك بهذه النقطه ابدا المهم الان ان تقوم هي بالتعامل مع ابوها ببر فقط بالقول وبالفعل كما وعدت اما الباقي فامره بين يدي الله وحده

هناك مقوله شهيره تقول ان الظلام لا يخرج ابدا من الظلام وحده النور يمكنه ان يخرجنا من الظلام لذلك يجب عليها ان تترك عنها الكره لانه لن يجعلها سعيده وحده الحب من يمكنه ان يجعلها سعيده فما حدث قد حدث ويجب عليها ان تحاول نسيانه

يا اختي يجب عليها ان تترك عنها هذه الكراهيه في داخلها لان الكراهيه ستحرقها هي اولا قبل اي شخص اخر وستاكل داخلها فيجب عليها ان تترك عنها هذه الكراهيه العمياء اما امر الحب فهو مرهون بالوقت لا يمكن لاحد ان يحدده لكن الزمن كفيل به

يا اختي الكريمه ان هذا هو ابوها مهما حدث عليها ان تهتم به فلا يمكنها ابدا ان تغفل هذا الواقع وان تتعامل معه بجفاء فالكراهيه لن تجعلها تعيش سعيده ابدا يجب عليها ان تجد موازنه في مشاعره حتى تستطيع ان تتعامل مع الامر بذكاء

ولماذا سيعطيها الله حسناته يوم القيامه من اطلق هذا الحكم الديني الذي تقوليه انتي الان ومن اي مرجع ديني تستندي الى هذا الحكم ان حكمك خاطئ تماما يا عزيزتي ومن الاساس لا يجب ان يشغل امر المحاسبه في الاخره بالك فلا احد يعلم ماذا سيحدث الا الله 

يا ابنتي هي بكل تاكيد لن تنفتح له وتسامحه فور مجيئه فيجب عليكي ان لا تتحدثي معها باي شيئ بل اتركيها تتعامل معه بالبر قولا وفعلا وعندما تفعل سيكون للوقت تاثيره بان تعود له وتحبه ان للوقت تاثير كالسحر يا عزيزتي ولن تصدقي ان هذا يحدث فقط اجلسي وشاهدي

لا احد يستطيع ان يقول لك ان كان الله سوف يعيطيها من حسناته أو لا ، فهذا يعتبر تقول على الله وتألي ، وهذا ذنب كبير ، لا يستطيع انسان ان يحكم او يحدد ، ما يريده الله سوف يكون وهذا ما نستطيع ان نقوله وليس غير ذلك 

لا تسامحه الآن ،فالتتعاطى معه على الاقل ، وهو بأفعاله اما ان يقربها منه او يبعدها عنه، الماضي ليس سهلا ، الماضي يسبحبنا للخلف ويثقلنا بالاسى وليس من البسيط واليسير أن ننساه ، ولكن يجب ان يأخذ وقته ، فإتركيها والمهمة البقية عليه في أن يجعلها تحبه