هل بات ملزم علينا أن نتقبل كل عيوب الآخرين؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا في حيرة من أمري بسبب التعامل مع بعض الأشخاص، والسبب أنه كلما كان الشخص الذي أمامك به عيوب أو أخطاء أو أخطأ بحقك على سبيل المثال فلا يحق لك محاسبته أو نصحه بتغيير أسلوبه و بعض صفاته حتى وإن كانت أخطائه فادحة متكررة بشكل مضر جدا له وللآخر، حيث أصبح من الموضة في عالمنا العربي أن يقول الشخص "هذا أنا وهذا طبعي ولن أغيره، من يريدني فعليه أن يتقبلني كما أنا بكل عيوبي وإلا فلا..." دون أدنى محاولة منه أن يصبح أفضل. أنا أرى أن من يؤمن بهذا المفهوم هو شخص معاق فكريا إن لم نقل ذهنيا، فقد باتت هذه الفكرة التي أصبح يرددها جل المتخصصين في الميدان النفسي والتي مفادها تقبل الآخر بعيوبه مهما كانت درجة هذه العيوب باتت عذرا ممتازا وقويا لكل شخص يريد أن يتمادى في هذه الأخطاء، وهذا ما يجنني هو أن المتخصصين وأصحاب المجال باتوا لا يفرقون بين العيوب التي يمكن تقبلها وأخرى لا نستطيع التعايش معها. أعترف أنني أيضا أقول أن هناك عيوب يمكننا تقبلها بل يجب علينا تقبلها لأنه وبكل بساطة لا يوجد إنسان خال من العيوب، فمن لم يتقبل الشخص بعيوبه فلن يستطيع معاشرة أحد. ولكن ليس لدرجة أنه بات ملزم علينا أن نتقبل جميع العيوب، فهناك نوع آخر من العيوب تكون عبارة عن عيوب كارثية وبالجملة لا يمكن تقبلها، ويجب قطع العلاقة على إثرها فورا؛ ولهذا أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بالصحبة الصالحة، فلو كانت كل العيوب يجب أن نتقبلها لما أوصانا عليه الصلاة والسلام بترك صحبة السوء ولو كان علينا تقبل كل العيوب لتقبل موسى عليه السلام طغيان فرعون. فتجد شخصا يحمل صفات يشمئز منها الإنسان السوي، ولكنه لا يريد التغيير ويردد ان أتغير في سبيل أحد.. ظنا منه أنه يفرض قوة شخصيته بهذه الطريقة. حيث لا يعلم أن هذا التغير سيكون له فضل على نفسه قبل غيره. أنا أحاول قدر الإمكان أن أتقبل الجميع ولكن هذا يسبب لي ضررا كبير من جميع النواحي. فطالما أن الواحد لا يريد أن يتغير ويرى أن هذا هو الصح وعلينا أن نتقبله فلماذا أمرنا الله بتحسين سلوكياتنا وأخلاقنا ومعاملتنا كل منا مع الآخر؟ أليس هذا من واجباتنا تجاه بعضنا البعض؟ بل حتى الغربيون دائما ما نراهم يحاولون تطوير أساليبهم في التعامل مع المحيطين بهم لتدوم العشرة فيما بينهم؛ فلماذا نقرأ الكتب ونشاهد برامج التوعية ونستمع نصائح المرشدين مادمنا لا نريد التغير. بكل بساطة، من لا يطور من نفسه ويغير من سلوكياته نحو الأفضل هو إنسان ليس لديه أي استعداد للتعلم، وبالتالي من سابع المستحيلات أن تتطور شخصيته ويصبح شخصا ناجحا. أقولها وأكررها دائما، اشتغل على نفسك لإصلاحها وإصلاح ما فيها من خلل، رغم أن العيوب سترافقنا طيلة حياتنا ولن نستطيع التخلص من كل العيوب فإن تخلصنا من عيب ظهر آخر، ولكن في الوقت ذاته لن يكون الواحد منا شخصا سويا إلا إذا حاول التخلص من عيوبه لطالما هو على قيد الحياة. سأذكر لكم قصة لامرأة أعرفها شخصيا كانت مريضة بإفشاء أسرار بيتها للكل حتى أسرار الفراش ودائما ما كان ينصحها زوجها فتعود لنفس الفعل، فاشتكاها لأمها فردت الأم أن هذه زوجتك وهذا طبعها فعليك تحمله ثم ذهب لزوجته فبات يضربها ضربا مبرحا كل مرة تقوم بهذا الفعل فأتت أمها لتحاسبه على ما يفعل فرد عليها أن هذا طبعي (أي الضرب) ويجب على ابنتك أن تتحملني. فهل على كل زوج تحمل خيانة زوجته أو إفشاء أسرار بيته؟ وهل على كل زوجة تحمل أخطاء زوجها من ضرب وخيانة وتجريح.... المرجو منكم إفادتنا في هذا الموضوع الذي أصبح في غاية الأهمية. فهل أنا مخطئ؟ فهل علي تقبل جميع العيوب؟ أنا مصر على أقوالي وإن عارضتمنوتي، فلن أتقبل الأمر بهذه الطريقة المذكورة أعلاه، ولكن أتمنى من كل قلبي أن أجد من ينصفني.
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
كيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
- الدكتورة سناء مصطفى عبده اهلا بك يا سيدي وما شاء الله على افكارك وطرحك لهذه القضية غاية في الاهمية، واعلم ان الاصلاح والتطوير والتعديل هو الاساس وهو النمو وهو الخبرة فلا يجوز ان نبقى في اقتراف ذات الخطأ فهذا يعني عدم نقدمنا ولا تطورنا في الحياة. ولهذا لا يجوز ان نتقبل الاخرين على علاتهم ان كان لنا علاقة مباشرة بهم، ولهذا سابدأ بالنقطة الاولى هناك اشخاص لك علاقة مباشرة بهم وتتعامل معهم يوميا ويجب ان لا تتقبل اي خطأ منهم وخاصة ما يقع في باب الاساءة او الاهانة او اقتراف ذنب واضح فهم لهم عليك حق التوجيه والاصلاح والتربية وتعديل السلوك والقصاص والثواب والعقاب ، والانعزال وبالطبع ليس القبول والرضا بمذلة لاننا بهذا نعزز الخطأ ونشجع عليه وهنا تفقد التربية قيمتها. وهناك اشخاص لا سلطة لنا عليهم ولا يدخلوا في دائرتنا وتعاملنا اليومي مثل ان تشاهد شخص يعمل عمل سيء في الشارع او المنطقة وانت لا تعرفه فقد تكتفي بتوجيهه او اصلاح الأمر او الدعاء له بالخير والاصلاح وخاصة ان لم يمسك ضرر من فعله ولا يجوز ان نتغافل. وتذكر ان الحديث صريح في الأمر واضح، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم . وكذلك الاية الكريمة { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } ( آل عمران : 110 ) .مما يعني ان الاصلاح لبقاء المجتمع وتطويره قانون ملزم للجميع، ويا صيدقي اعجبني قول " من لم يلزمه القران الزمه السلطان/ وهو ما يتم تطبيقه في الغرب فالقانون يمنع ان تزعج جيرانك والشرطة هي الفيصل اي السلطان، ولهذا انا معك واتفق ان يتم تدريب وتعليم وردع كل من يخالف . اما ان كان عيبه عليه ولا يؤثر على غيره فهو حر في امره ولكن لا يلق وبال امره على الاخرين، والحديث يحتاج الى نقاش طويل لاصلاح المجتمع، وانا مع ان نرفض اي طبع يسيء لنا ولغيرنا ولو كان من اقرب الناس لنا لان هذا حق لنا لتربيتهم وربي يوفقك.
- 1
- اعجبني
- .
- اضف رد
- .
- عرض الردود
- .
- 21-08-2019
-
كما قلت يا اخي هذا نوع من أنواع العقم الفكري ، ولا يليق ، ولن يفكر انسان بهذه الطريقة إلا إنسان غير مثقف ، هذه لغة الشارع ، لا يوجد شيء اسمه اقبل الاخر على عيبه ، الانسان يجب ان يطور من نفسه من أجل أن يكون افضل ، وإلا ما الفرق بين الانسان والحيوان في هذه الحالة
الحرية الشخصية شيء و الضرر شيء آخر ,, المجاهرة بالذنوب لها التأثير الكبير على المجتمع فاصبح فعل الذنب مستهسهل و حجتهم الدائمة هي أنها حرية شخصية و أن لا أحد له علي سلطان ,, لكن نحن دورنا في النصحية و الكلام الطيب و التذكير بالله و بالخوف منه ,, فإنك لا تهدي من أحببت لكن الله يهدي من يشاء
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
أضف إجابتك على السؤال هناكيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
احدث الوصفات
فيديوهات ذات صلة
مقالات ذات صلة
اختبارات ذات صلة
أسئلة ذات صلة
مقالات ذات صلة
احدث مقالات قضايا اجتماعية
احدث الوصفات
احدث اسئلة قضايا اجتماعية
اسئلة من بلدك
احجز استشارة اونلاين
شارك في اخر الاختبارات