أواجه مشاكل كثيرة في المجتمع لأني لم أحصل على هوية عربية

لمذا لم تحصلي على هوية أمك أليس لديك الحق بيها بما أنها أمك؟

كان الله في عونك أنا أشعر بك و أعلم ماذا يعني أن  تشعري أنت لا تنتمي لأحد و لا لعائلة و تشعري أنه لابد من مكان يحتويك ,, و لكن أرى أن من الافضل أن تخبري أمك بهذه المشاعر و أن تفضفضي لها و أن تسأليها عن الحل لأنها هي أولا السبب فيما أنت فيه و ثانيا لأنها هي الأقرب لك ومن تستطيعي أن تجعليها وطنك ان كانت علاقتكم مع بعضكم البعض على ما يرام

أنا أعلم أنك تحتاجي من يوجهك و يشعرك بأنك خاصة له و أن عليك أن تعتبري نفسك من مجتمع أنت في الأصل لا تشعري أنك مرغوبة بينهم و هذا ما يؤرقك و لكن في النهاية أنت من تحددي هذا المسار ليس شرط أن تكوني تابعة لأمك أو أبيك 

الجنسية شيء و الانتماء شيء اخر يا عزيزيت ,, أنت على ما تربيت يعله لا تقلقي المهم أن تحاولي أن تكوني أثر قرب من أهلك أي الجهة التي على يدها تربتي ,, و أما الجنسية فأنت في الأصل تابعة لأبيك لا تسألي في الزواج و لا تسألي في تيسير الأمور اترطيها على الله و لكن اجعلي انتمائك موجه لمن رباك على الطريق الصحيح 

الوطن ليس اقاربك الذين معهم مشاكل عائلية، هل تعتقدي ان اصدقائك الذين اكتسبتهم في المدرسة او الجامعة ليسوا هم الوطن، او ان الشاب الذي اعجبت به ودق له قلبك ليس هو الوطن، ان القيم والاخلاق التي اكتسبتها ليست كلها الوطن؟ الوطن ليس فقط العائلة ولو كنا نعتبر اوطاننا عائلاتنا لكفرنا بالوطن من سنوات 

ولما لا تقدمين الاوراق للحصول على الجنسية من المملكة وتأخذينها ان امك عربية وهذا حقك يا حبيبتي ، تستطيعين التقديم على اوراق الهوية وإن شاء الله تخصلين عليها كما انه يمكنك الحصول عليها من الزواج ايضا، الامور لن تظل على هذه الحالة دائما وستتغير لا تقلقي، فقط حاولي ان تهدئي، فأنا اشعر بالغضب الشديد بداخلك وكلامك يجب ان تتخطيء هذا الامر وتصلي الى موائمة مرضية مع نفسك ومع المجتمع من حولك

لا يجب أن تنتمي لأحد، في العصر الحديث هناك ما يسمى المواطن العالمي، وهذا المواطن يشعر بانتماءه للعالم ويتحدث اكثر من لغة، تعلمي لغات وطوري من نفسك، وانتقلي من بلد الى بلد آخر، لا مشكلة في هذا، الاهم ان ينتمي الانسان للإنسانية لا ان ينتمي الى بلد ما او قبيلة ما او عائلة ما، صدقيني هذا كان في الماضي فقط، نحن في زمن العولمة 

لقد تربيتي على التقاليد العربية ولهذا أنت تكرهين تصرفات ابيك وتنتقدينها، واذا تعلمت لغة ابيك واهله وسافرت الى هناك ففي الغالب ستتزوجين رجلاً يشبه ابيك وتعيدين نفسك قصة امك مرة أخرى، وتلك هي المصيبة والطامة الكبرى والله اعلم الى اين يمكن ان تقذف بك الأمواج هذه المرة 

لو كنت مكانك كنت سافرت وارتحت، الفرص في الخارج افضل واكبر دائما يا عزيزتي من حيث التعليم والعمل وفارق العملة وغيرها من المميزات التي من الممكن أن تحصلي عليها، فكري بشكل عميق وستجدي انه طالما لا تشعرين بإنتماء لهنا أو هناك فالافضل ان تبحثي عن مصلحتك الخاصة

إذا تزوجت سوف تحصلين على الهوية والجنسية وسوف تنجبين أطفال من أبناء هذه الأرض، وسوف تشعرين بالانتماء لها ، لا تقلقي ، انت فقط تعيشين حالة من الألم النفسي لسنك، وربما انت مراهقة، فأنت لم تخبرينا عمرك تحديدا، والمراهقة يا عزيزتي تتسم بالتوتر والقلق الدائم ولكن صدقيني هذه الحالة لن تستمر للأبد

حتى وإن هاجرت من يضمن لك أن يفتح لك ابيك ذراعيه او حتى أهلك، الاجانب والاوروبين عاداتهم تختلف عن عاداتنا يا عزيزتي، وكما تقولين ابيك يعيش في الخمر والنساء ولا تستنكري عليه هذا لانه وببساطة يعيش كشخص طبيعي في مجتمعه، وليس انسانا فاسد، فكيف ستعيشين انت هناك؟ 

يقو الكاتب جابرييل جارسيا ماركيز: "نحن لا ننتمي لأرض لم ندفن فيها أموات لنا" وبإختصار أنت لا تنتمين الى ارض ابيك او بلده ولم تنشئي حتى في مجتمعة فكيف اذن اذا لم تجدي الراحة في بلد امك تعتقدين انك ستجدين الراحة في بلد ابيك التي لا تعرفين حتى لغتهم، اهلك هنا، فعيشي في مجتمعك وأخرجي من رأسك فكرة الهجرة

لا اعلم ان كنت تقصدين بتعلم اللغة في تلك الحالة هي لغة والدك او امك،  الواضح انك تتحدثين عن لغة ابيك لأنك تتحدثين العربية بشكل جيد، وهنا الاستفسار: هل ستكونين سعيدة بهذا؟ وهل سوف يساعدك السفر على ايجاد هويتك يا عزيزتي؟ انا لا اعتقد هذا.. حاولي ان تندمجي في مجتمعك ، وصدقيني الهوية احساس نشعر به وليس مجرد ورقة حكومية