لا أريد مسامحة أبنائي على بيعهم بيتي ورفضهم سكني عندهم

ايتها الأم العزيزة لا تفارقي بيت ابنتك الله يرضى عنك و عنها و انتظري عقوبة الله ان تنزل بأبنائك فالدنيا دوارة و لي من رأيتهم في هذا الوضع و ما خافوه من طلاق بمكوثك معهم سيروه لأسباب اخرى و ستتدمر حياتهم و سيذوقو ما اذاقوكي إن لم بتوبو و يتراجعو عن هذه القسوة و الجفاء تجاهك

سيدتى الفاضله انت فى كرب شديد و باذن الله سيفرج لك كربك و همك فقد ثقى فى قدرته على ان يبدل احوالك بين ليلة و ضحاها فالله قادر على كل شئ فلا تقلقى و تذكرى أن الله لن يضيع أجرك على رعايتك لأبنائك و إحسانك فى تربيتهم و اتركى حساب ابنائك عند الله فإن ربك لا يظلم احد

احمدى الله انك لديكى ابنه ترعاكى و تساعدك و انتزعى هذه الغيره من قلبك فهناك امهات فى نفس حالتك و لكن ليس لديهم من يهتم بأمرهم فحالك افضل من حال غيرك فلا داعى لهذا التفكير السلبى يا عزيزتى و لا داعى للغيره أيضاً فهذه المرأه قد انعم عليها الله بنعمة الابن البار فالله اعلم ما الذى أخد منها مقابل هذه النعمه

من الواضح أنك لم تقدمى لأبنائك فى صغرهم جميعهم ما يجعلهم يردونه اليكى عندما كبرتى فإنك إذا زرعتى شيئًا ستجنيه و انت لم تزرعى الا قسوه و ضرب و تعتقدى أن هذا طبيعى و جميع الامهات فعلت ذلك و لكن سبحان الله ابنتك كانت باره بك على الرغم من ما كنتى تفعلينه معها بارك الله فيها و اصلح لها احوالها

سبحان الله على الرغم من كل ما فعلته ابنتك لك و هى غير ملزمه بذلك لا تشعرين بالامتنان لما فعلته و تنتظرى مساعدة ابناؤك الذكور لتشعرى بالسعاده و بانك مرغوبه ! اعلمى أن ما تفعله معه ابنتك غير طبيعى فأى فتاه أخرى فى مكانها فكانت ستتذكر تمييزك لاخواتها الذكور عنها و قسوتك عليها و تتركك و تخلي مسؤوليتها عنك فاحمدى الله على ما فعلته ابنتك و تذكري هذه الجميله

ابقى عند ابنتك و لا تذهبى إلى من يرفض وجودك معه فمن الواضح أن ابنائك لا يشعرون بالراحه فى منزلهم فى وجودك و هذا لا يعنى أنهم لا يحبونك و لكن من حقهم أن يعيشون حياتهم الزوجيه بخصوصيه و حريه فلا تقيدى حريتهم فمن المفترض أن تكون سعادتهم عندك اهم و اولى من سعادتك

ليس من الطبيعى أن تذهب زوجة ابنك إلى منزل أسرتها و تطلب رحيلك بدون أن تفعلى ما يستحق ذلك فراجعي نفسك و حاولى أن تتوصلي الى خطأك و تذكرى أنها كانت غير ملزمه على تحملك مادام هذا خارج عن طاقتها خاصاً إذا كانت لا تشعر بالراحه فى وجودك فمن الممكن أنك تطلبين منها خدمتك أو تتدخلين فى حياتها و امور منزلها

يا عزيزتى كان من حقك أن تصممى على رايك و لا تقبلى ببيع المنزل فليس من حق اى طرف من الورثه أن يتصرف فى المنزل بدون موافقة جميع الورثه فأنت تنازلتي عن حقك و لن تستطيعى التمسك بحقك جيداً و بكل أسف ابناؤك قد استغلوا هذا فاستودعى الله فى المنزل و حاولي التأقلم على هذا الوضع فلا يوجد امامك حل اخر بكل أسف

من حق زوجات ابنائك الذكور أن يرفضون بقاءك معهم فابناؤك ملزمون بأن يوفروا لك حياة كريمه و لكن فى منزل مستقل و زوجاتهم ليسوا ملزمون بك و بخدمتك و عدم راحتهن فى منازلهن فلا تفرضى نفسك عليهم و ابقى مع ابنتك فهى بمفردها من فى استطاعتها تحملك

لا حول ولا قوه الا بالله ، أشعر بك يا سيدتي العزيزة و ادرك معاناتك فأنت بالفعل فى وضع صعب فكان الله فى عونك على تخطى هذه المحنة و لا تقلقى يا عزيزتى فسيحاسب الله ابنائك على عقوقهم لك و قسوتهم و سيجازيكى خير جزاء على صبرك و تحملك لهذه المحنه

اختى الغاليه لا انصحك بالعوده الى ابنائك فأنت لم يحتضنك رجل غريب فأنت احتضنتك ابنتك التى كنتى تقسي عليها و تعامليها بطريقة اسوء و احسن من اخواتها لأنها فتاه و لكن ها هى الفتاه هى التى انتشلتك من هذه الحياه البائسه التى كنت تعيشين فيها فما حدث من المفترض أن يعلمك و يعلم الجميع درساً

يمكن أن يكون هذا حدث لأنك تقولي كنت اضرب الفتاة اكثر من اخوتها وهذا جعلهم متعجرفين وانانيين لا يفكرون الا بأنفسهم ومصالحهم الشخصيه وايضا التربيه بالضرب في العموم هو تصرف خاطئ يجعل الإنسان عندما يكبر عدواني ولا يفكر الا ب نفسه ولكن لا تلومي نفسك انتي لم تفعلي شيء يجعلك تستحقين كل هذا الإنسان يستطيع أن يغير من نفسه ولكنهم لم يفعلوا هكذا واستمروا في ظلمهم وسوف يعاقبهم الله علي ما فعلوه بك

إن ما فعلوه اولادك سوف يحصل لهم من أبنائهم عندما يكبروا وسوف يعرفون كم هو سئ ما فعلوه بك وسيندومون علي كل افعالهم هذه عندما يمروا بنفس الشئ الذي مريتي به ونحمد الله انه عوضك ب وجود ابنتك وزوجها وان لديهم حب واحتواء لكي في كل وقت

سامحيهم وادعي لهم بالهدايه ولكن لا تعودي للعيش معهم ليس لهم امان بعد الأمر الذي فعلوه وبيعهم للبيت الذي عشتي فيه طيلة عمرك ادعي لهم ان يهديهم الله ويجعل منهم اشخاصا افضل لانه مهما كان هم أولادك لن تتمني لهم الشر ولكن لا تعودي للعيش معهم

بالطبع ما تمري به ليس هين أو سهل ، وتصرف أولادك غير جيد وسوف يحاسبهم الله سبحانه وتعالي في الدنيا و الآخرة ، ولكن انت لا يجب عليك رفض علاقتك بهم بل يجب عليك التواصل معهم فأنت الأم والواجب عليك اصلاح اولادك للنهاية ، وبالنسبة لمكان عيشك فلا يجب عليك إجبار  نفسك علي الرجوع لهم واستمري في العيش مع ابنتك. 

نهاية دلع الأولاد 

أتفهم الموقف الذي تمرين به وأتفهم مدي شعورك بالألم النفسي و الضغظ ، ولكن لا يجب عليك مقارنة حياتك بحياة أي شخص ، فلقد عوضك الله سبحانه و تعالي بأبنتك التي تحبك وتخاف عليك و بزوج ابنتك الذي لا يرغب سوي في إسعادك و رعايتك ، فلا يجب عليك النظر الي سلبيات حياتك فقط بل يجب النظر الي الايجابيات ايضاً . 

انت الأم وفي النهاية واجب عليك الصبر و التحمل و مسامحة أولادك ؛ لا يوجد أي شخص يجبرك علي العودة اليهم و العيش معهم ولكن علي الأقل يجب عليك التواصل معهم و السماح لهم بالتحدث معك و السؤال عنك علي الأقل ، و لكن بالنسبة لفكرة عيشك يجب عليك أختيار المكان الذي ترغبي فيه. 

يا عزيزتي حدث ما حدث و فات ما فات ، لا تتذكري ما حدث حتي لا تشعري بالسلبية تجاه أولادك أكثر من ذلك ، واتركي أمر المنزل جانباً ، و فكري في مسامحة أولاد ، فقد يكون أولادك لديهم رغبه في أعادة العلاقات بينك و بينهم بطريقة جيدة ، و ليس من أجل نظرة الناس لهم فقط .