لا استطيع مسامحة عمي المتوفي لأنه أخذ حقوقنا

التعصيب و توريث العم مع البنات هو اجتهاد فقهي لا يصلح لهذا الزمن. "ولد" في آيات المواريث يقصد بها ذكر و أنثى. التعصيب هو من مخلفات زمن قديم جدا كانت أواصر الدم و العمومة قوية جدا حيث كان فعليا العم و أبناءه  يتكفلون و يحمون بيت الأخ/عم المتوفى بأموالهم و دمائهم، لهذا شرعه الفقهاء، و النص القرآني كما أشارت حين فرق بين الابن و البنت في الإرث كان واضحا: ذكر و أنثى. و عندما لم يفرق بين الجنسين، استعمل لفظ :ولد.  اليوم، لا يسعني سوى قول لا حول و لا قوة الا بالله. و الله مرات أتمنى أن يقتص الله من فقهاء الغبرة الذين نشيبوا في مشاكل لا حصر لها بسبب اجتهاداتهم الذكورية و انحيازهم المقزز و تحقيرهم الأنثى في فتاواهم الغريبة.

أشعر بك كان لدي عم توفاه الله منذ سنين , بحكم أننا 4 بنات فقط و ليس لنا أخ صبي فقد قرر عمي أن يرث أخوه الاصغر ( أبي رحمه الله ) و أن البنات مصيرهم للزواج فلماذا يترك ورث اخيه للغرباء ( أزواج البنات )  , لكن أمي كانت بمئة رجل و استطاعت أن تأخذ لنا حقنا و تعطيه حقه , لم يصرف علينا ليرة سورية واحدة لذلك انا لا اسامحه بل ادعو عليه كلما ذكر إسمه 

كان من المفروض أن يتم حسم هذا الموضوع قبل وفاته كان يجب أن تتحدثوا معه وتطالبوه بميراثكم بما أنك تقولي أنه فى سنواته الأخيرة كان طيب معكم وترك الأراضي وسافر كان يجب أن تعودوا وتفتحوا معه هذا الموضوع مرة أخرى وكنتوا تحاولوا تحريك وتأنيب ضميره وكان من الممكن أنه يتأثر بكلامكم ويعيد ما أخذه بما أنك تقولي أنه اصبح قريب من الله ، لكن الآن ليس عندكم اي دليل على أن لكم الحق فى هذه الأرض لأنها مسجلة بإسمه ولن تستطيعوا مشاركه أبناؤه فيها .

حاولوا انتي وأبناء عمك الثاني الذين يعرفوا بحقيقة الموضوع أن تتحدثوا مع أبناء عمكم الذي أخذ الأراضي حاولوا أن تتحدثوا معهم من الممكن يكون عندهم ضمير ويريدون إصلاح الأمر واعادة هذه الأراضي حتى لكي والدهم لا يتعذب فى قبره ويوم القيامة ، تحدثوا معهم وإذا تجاوبوا معكم وقالوا إنهم سيصلحون الأمر ويعيدوا الأراضي فخير أما إذا لم يصدقوا كلامكم اتركوا الأمر لله وهو قادر على أن يعوضكم خير ويرد لكم حقكم يوم القيامة 

اختي العزيزه لا تسمعي لمن يقولوا لك أن قلبك حجر واذكروا محاسن موتاكم هؤلاء لا يعرفون الدين بشكل صحيح ، جملة اذكروا محاسن موتاكم هذه تقال لمن يتعمد ذكر الميت بالسوء وليس لمن يشتكي أن تم حرمانه من الميراث وانتي تتحدثي عن حقكم الذي ضاع وعن مال اليتيم الذي تم أكله وتسألي عن مشكلة تريدي لها حل ، لا تجعلي كلام هؤلاء يشكك فى نفسك ويجعلك تشعري بالذنب انتي معك حق تشتكي ومعك حق تسألي ومعك حق أيضاً لا تسامحي عمك على ما فعله وعلى أخذ ميراثكم .

اجابتي على سؤالك هل تاب الله عليه ؟ وهل هكذا أبعد الله عنه المال الحرام ؟ أقول لك الله تاب عليه من شرب الخمر والمعاصي والتجاوزات والتقصير الذي كان يرتكبه فى حق الله لكن الله لم يتوب عليه فى موضوع أكل الميراث ولم يبعده عن المال الحرام ولو كانت تاب فعلاً كان رد الميراث لاصحبه واعاد تقسيم الميراث مرة أخرى بالعدل وكما يقول شرع الله لكنه ظل محتفظ بهذه الأراضي ومازلت بإسمه وابناؤه ورثوها من بعده فإذاً هو لم يتوب عن هذا الذنب واطمئني الله لن يغفر له هذا الذنب أبداً لأن الله يغفر الذنوب التي بين العبد وربه لكن الذنوب الخاصة بحقوق العباد لا يغفرها الله وتظل موجودة إلى أن يتم الحكم بينهم يوم القيامة .

بالنسبة لسؤالك هل أنا آثمة ؟ اقول لك لا لستِ آثمة ولستِ مجبرة أو ملزمة على أن تسامحي عمك الذي سرق حقكم ، العفو يكون عند المقدرة وإذا لم تستطيعي المسامحة فهذا حقك ولا يستطيع أحد انتقادك ، هو ظلمكم وأكل حقكم وانتي لا تستطيعي نسيان هذا ولا تريدي التفريط فى حقك وتريدي أن تأخذي حقك منه يوم القيامة وأمام الله ، انتي حرة فى قرارك وفى اختيارك تسامحي او لا وإذا لم تسامحي فليس عليكي اثم اطمئني ولا تحزني على حقكم الذي ضاع سيعود لكم اضعاف يوم القيامة بإذن الله .

اذكروا حسنى موتاكم لاحول ولا قوة الا بالله لايجوز التحدث عن الميت هكذا الله يرحمه ويغفرله

أنت تحتاجي أن تعرضي مشكلتك على مفتي موثوق به ، لابد و أن يكون معك ابن عمك الذي يحمل الألة "القانونية " التي تشير الى أن هذه الأراضي التسع كانت لجدك و تم ايداعها باسم عمك بالتنازل أو البيع والشراء و لكن بالتحايل على القانون، المهم أن لا تفتي من نفسك و لا تحقدي على عمك من غير أي دليل ان كان فعلا سبب عدم قدرتك على مسامحته هذه الأراضي التي تعتبر بالنسبة لكم مصدر رزق أو أنها ربما تفك ضيقاً

لابد وأن تكون الأدلة قاطعة و صريحة وواضجة يا عزيزتي ، نهاية عمك لا تدل على أنه أخذ مال حرام و لو كان كذلك لم جعله الله تعالى يتقرب منه في آخر أيامه ، لكن ان كان كما قلتي لابد و أن يكون هناك أدلة واضحة و صريحة من ابن عمك هذا ، لا عليكي أنت ان كان أبناءه يتصرفون في هذا المال فهم ورثوه من أبيهم و لا ذنب عليهم و الذنب كله على الأب اذا كان فعلاً قد أخذ من أراضي جدك من غير أي حق

انتي قلبك حجر . هذا عمك اخو والدك وليس عدوك حتى تحقدي عليه وهو ميت من أجل شكوك واوهام. 

أفضل حل لمشاكل الورثة هو الرجوع الى الشرع لا يمكن أن يكون هناك قانون أكثر انصاف من حكم الله في مثل هذه الأمور ، أرى أن من الجيد أيضا لو يكون بينك و بين ابن عمك الأصغر اتفاق على أن تجمعوا هذه الأدلة التي توصل اليها وأن تجلسوا مع وجود كبار من العائلة ومفتي ثقة ويتم الاتفاق على أن تعود الحقوق الى أهلها ليكون عمك مرتاح في قبره و تكونوا أنتم راضيين بما يفتي به الشرع حتى لو كانت هذه الأراضي لا استفادة منها لكن يكفي أنها خرجت من ذمة عمك

القدرة على العفو والمسامحة لا يستطيعها المعي خصوصا ان كانت هذه الحقوق التي أخذها عمك تؤثر على حياتكم ، أرى أن من الأفضل أن تحاولي أن تنصحي أبناءه أن يحللوا رقبة أبيهم من هذا الحساب و العذاب الكبير ، لا أعتقد أن من الممكن أن تكون التوبة التي تابها عمك ستزيل عنه المحاسبة لأنه لم يعد الحقوق الى أهلها اذا هي ليست توبة صادقة ، لكن أنت لن تعتبري آثمة اذا قررتي أن لا تسامحيه بما أخذ، المهم أن تنصحي ابناءه وتفعلي ما عليكي من أجله

نعم ان من مشاكل الورث بين الأخوة أن يكون أحدهم قادر على أن يأخذ ما لا حق له فيه بالحيلة والنصب، وبما أن ابن عمك الأصغر لديه الأدلة على أن عمك المتوفي له أراضي أخذها من غير حق من ورث جدكم و لم ينازعه أحد عليها، فعليه أن يواجه أبناءه من جديد لأن المال الحرام لا يزول حسابه حتى لو تاب عمك لكنه لم يعترف لكم و لم يعيد هذه الأراضي الى أصحابها ، من حقك أن لا تسامحيه  وعند الله تجتمع الخصوم ، عليكي أن تكوني على يقين أنك لن تأثمي ولن تكوني سيئة اذا قررتي أن تحتفظي بمطالبة هذا الحق الى الآخرة اذا لم يعيده اليكم ابناءه