لقد أنهكتني الحروب وفقدت الأمل من بلادي

الحياة علمتني درس بالطريقة الصعبة وهو أنه من اراد أن ينجح سوف ينجح ، ايا ما كانت الظروف المحيطة به ، واين ما كان ، لا تضعي في رأسك هذه الافكار حتى لا تجدين الحجج التي تجعلك تتوقفين عن السعي والحركة والتقدم وتطوير نفسك 

لا داعي لفقدان الامل طالما تعودت على العمل فإعملي ، وادرسي ، اعتقد ان احباطك هو ما يجعل عقلك يخترع الحجج الخاصة بالخوف من الحرب ، ودرجة الحرارة ، هذه اعذار كما قلتي ولا تلتفتي لها لأنها سوف تقوم بتأخيرك كثيرا 

أنا عشت في مكان فيه حروب وفقد مصنعي وبيتي ، واضطررت ان اهرب بزوجتي وبناتي الاثنين الى غير دولة ، والحمد الله ربنا كرمني وسترني وآمني من بعد خوف ، اخرجي من بلادك ان كان بقائك بها مستحيل ، جدي من تخرجي معه ولا تبقي في وطن محطم ، عمرك ينفذ 

ولماذا لم تفكري في الخروج من بلادك والسفر الى الخارج ، بلاد الله واسعة وقد امرنا الله بالبحث عن الرزق في كل مكان ، فكلها ارض الله ، اخرجي من أرض الحرب تلك التي تعيشين فيها وابحثي عن مورد رزق في مكان اخر 

حتى البلاد التي ليس فيها حرب الجميع يعاني بسبب ازمة عالمية مالية ، لا تحبطي نفسسك وحاولي مع مشروعك من جديد مرة أخرى يا عزيزتي ، الاهم ان لا نستسلم للفشل ولكن نحاول ان نقوم بعد ان نسقط وان شاء الله ربي معك 

أحزنني كثيرا ما تقولينه يا عزيزتي ، لا تنتظري الحرب حتى تنتهي ، لأنه في حال انتظرتي الحرب فلن تتقدمي خطوة واحدة ، حاولي ان تبحثي عن المجال المناسب لك من أجل التقدم بأسرع وقت ولا تفكري في الحب ، اجتهدي وان شاء الله يعطيك على قدر نيتك

الأوضاع سائدة و تجري على الكل و أنت من بينهم فارضي بالحال الآن ,, أنت ذكية و ستجدين الحل أنا أرى أنك انسانة متعددة المواهب  و أنا متأكدة أن الحل قريب منك اجتهدي و لا تيأسي الكثير من الحروب تحصل حولنا و من لديه العزيمة لا تثنيه الظروف 

لما لا تطوري من مشروعك و تجعليه يلبي حاجة ناس أكثر ربما يلقى نجاحاً أكثر و بما أن الحرب لم تؤثر على نجاحه من البداية فهي لن تؤثر على نجاحى بالكلية ربما هي فترة فتور من الناس و ستعود الأمور لطبيعتها عند أول تحسن في الأوضاع ,, ما يجري على الناس يجري عليكي و أنت لم تقدري لنفسك أن تكوني في هذه البلاد .. ارضي بما قسم الله لك و لا تيأسي من السعي 

نعم إن السعي هو المطلوب لنيل الرزق ,, و أنت تفعلي ما بوسعك لكي تعملي ,, و أما ظروفك لا تجعليها كالسيف على رقبتك و لا تجعليها تؤثر عليكي بما أن مشروع تلقى نسبة نجاح غي بداية لما لا تستمري به و لا تيأسي إن الله يغلق باب و يفتح مئة باب

هذا نصيبك وعليكي ان تصبري حتى تفرج لا شيء يدوم والظلم سيأتي يوم وينتهي وتشرق شمس الحرية .. تفائلي بالله عز وجل .

لابد للظلم ان ينتهي ولن يستمر .. هذا حال الكثير من البلاد الظروف التي تحصل بها هدمت كل الأحلام .. حاولي ان تصبري وتقولي هذا كله خير عند الله عز وجل وسيعوضني الله عز وجل في الأيام القادمة وجعل الله كل هذا الصبر في ميزان حسناتك .