أنظر للجزء الفاضي من الكأس ولا أعرف كيف أرتب أولويات حياتي

ابنتي الكريمة كل إنسان في هذه الحياة وله ما يميزه ويجعل له شخصية فريدة مختلفة تجعله فخور بنفسه وبما يقوم به هذا أمر مؤكد انك لديك ما يميزك سواء كان في دراسة امر معين باهتمام فهذا يعد أيضا تميز اوموهبة تجيدينها بشكل فائق كل شئ من هذه ميزة ينفرد بها الشخص المالك لها. فابحثي في نفسك جيدا وستجدين انك مليئة بالمنيزلت فقط ينقصك معرفتها

اختي العزيزة في البداية عليكي ان تدركي ان تربية الأبناء وانشائهم نشأة صالحة و تربيهم تربية سوية قائمة على الأخلاق الحميدة و الصفات الكريمة هذا في حد ذاته انجاز فإذا نظرت حولك فستجدين ان مهمة التربية أصبحت مهمة شاقة وليس كل الناس يتمكنون منها.. ولهذا فانها في حد ذاتها تعد انجاز فلا يخطر بعقلك انك لا تقومين بإنجاز لان هذا من اعظم الأشياء التي قد يقوم بها المرء

سيدتي الفاضلة في البداية ان اهم ما يمكنني أن انصحك به ان تبدأين في انشاء حياة لك خارج محيط المنزل فالحياة تكون شاقة وصعبة اذا كانت روتينية باهتة لا يحدث بها أي تغيير او تجديد.. ولهذا يمكنك أن تفعلي شيئا بسيطا يضمك انت وابنائك فلن تتخلي عنهم حتى في هذا الأمر وهذا من خلال ان تقومي بالاشتراك في نادي رياضي وتخصصي يوما بنعايةة الاسبوع مثلا تذهبين به انتي وابنائك الي هذا النادي فهماك ستتمكنين من تكوين صداقات ومعرفة أناس مختلفين وبالتالي ستشعرين ان لديك حياة تخصك وفي نفس الوقت لم تقصري في حق أي أحد

ان نصيحتي إليكي يا ابنتي الغالية هي ان تقومي بالجلوس مع نفسك وان تقومي بتحديد ما تودين اولا عليكي ان تبحثي في نفسك عن الأمور التي تفضيلينها وتحددينها في رأسك او حتى قومي بكتابتها مثلا اذا كنت تحبين الحياكة والتطريز او تحبين الكروشيه او حتى اعداد الطعام بطرق مميزة ومن ثم يمكنك أن تستغلي اي موهبة تملمينها في عمل مشروعك الخاص بك وتتميزين به كما تودين.. وليوفقك الله ويكتب لك الخير يا عزيزتي

في رأيي انه من حقك ان تحلمي بإنشاء حياة مستقلة لك بجوار أبنائك أيضا بكل تأكيد ولكن لا يوجد عيب في ان تجعلي لك جزء خاص بك.. ولكن انصحك ان تؤجل الأمر قليلا فإن أبنائك الان في اعمار صغيرة ويحتاجون منك إلى الرعاية والاهتمام لفترة معينة وهذا افضل ما يمكنك أن تقومي به خاصة في تلك الفترة من أجواء الكورونا وغيرها.. ولكن عندما يصل أبنائك الي عمر معين ويكونون في المدرسة الابتدائية يمكنك حينها أن تبدأين في انشاء المشروع الذي تح ديه وفقا لرغباتك انت.

لا عيب في أن تحاولي أن تبجثي عن الكمال في حياتك و لمن الخطأ أن تحاولي أن تكوني أكثر تقبل للظروف و أن تحاولي أن تترجمي أحلالمك و طموحاتك على قدرها ,, ان من الجيد أن تفكري بكل من حولك و أن تحاولي أن تخففي عن أهلك و لكن عليك أن لا تلومي نفسك ان فشلت في جانب ما 

الهدف الأسمى هو ما يرقى بك من الداخل ما يجعلك تتحسني و تشعري بالقوة ,, ان من الأفضل أن تحاولي أن تجدي عملا الان و أن تحلولي أن تعتمدي على نفسك و أن تكوني أكثر خبرة مع الوقت اي أخطاء تحصل الان ستتفاديها يا عزيزيت في المستقبل ,, نحن نتعلم من الحياة و أنا أراك انسانة طموحة ومن الممكن أن تتطوري مع الوقت 

الحياة التي أنت فيها الان أغلب المسؤولية التي أنت فيها من الممكن أن تكون حمل جبل لوحدها و أنا معك أن لأولولات أحيانا تختلط عليك ان كانت ملقاه على عاتقك و حسب و لكن أنت تعلمي أنك أنت الان أم و أمس من هم بحاجتك هم أطفالك نعم هم الأولوية الأولى و من ثم يأتي من بعدها أنت و حياتك و الأهاف التي تتمني أن تتحققيها و من ثم أهلك لأنهم هم من سيستفيدوا أيضا من تحقيق هذه الأحلام

على العكس أنت قمت بالكثير من الانجازات في حياتك والأفضل أن تكوني فخورة بنفسك ,, انت أيضا كنت سنج بالفعل لأهلك و لم تكن الظروف لجانبك و حسب ,, ان عليك أن تحاولي أن تضعي أهداف بالفعل لحياتك و أنت مستندة لنظرتك لنفسك و ما هو الذي يرضيك و يحعلك مرتاحة و سعيدة و ليس شرطأن يتحقق في لحظته و ليس شرط أن يكون الهدف مرتبط بحياتك كلها المهم أن يتحقق في فترة و لا يعني اذا انتهى في فترة معينة أنه فشل لا بما أنه حقق غايته اا هو ناجح و الأولوية في حياتك هي أنت و من ثم الأولى فالأولى