ما الطريقة الصحيحة للإجابة على أسئلة أطفالي المحرجة

الانسان يستطيع العيش بعين لكن العينان أجمل من منظر العين الواحدة وتجعل الرؤية أكبر

قولي لأبنائك أن ليس معنى أن والدة صديقهم تتعامل بهذه الطريقة أن تكون هى الصحيحة وعلى حق قولي لهم أن من الممكن أن يكون صديقهم سعيد الآن بأن والدته تجعله وحده المفضل لديها لكن بعد ذلك سيكره هذه الميزة عندما يجد أن اخوانه يكرهونه ويدبرون له المكائد ويقومون بأذيته بسبب شعورهم بالغيرة تجاهه والحقد عليه لأنه هو الذي استحوذ على قلب والدته وحده ، وقولي لهم ما افعله هو الشيء الصحيح أن احبكم جميعاً بنفس الدرجة هذا هو الشيء الصحيح الذي يحافظ على استقرار الحالة النفسية لجميع الأبناء وقولي لهم لا تنتظروا مني أن أفرق بينك وافعل شيء يضركم .

يجب أن تُعلمي وتُفهمي أبنائك أن ليس كل شيء يرونه عند غيرهم يكون شيء صحيح ويجب أن يكونوا مثله ، وقولي لهم هم الآن يريدون أن يكونوا مثل صديقهم وولد واحد فقط منهم هو المفضل لديكي لكن إذا حدث ذلك سينشأ بينهم الشعور بالغيرة والحقد والكراهية وستكون علاقتهم ببعضهم سيئة جداً لأن من الأساس هذا التصرف خاطئ جداً وما يقوله صديقهم شيء خاطئ وليس من العدل وشيء لا يرضي الله ورسوله اجعلي ابنائك لا يقلدون كل شيء يرونه ويفكرون قليلاً قبل الإعجاب بهذا الشيء .

معروف أن التفرقة بين الأبناء ظلم كبير وشيء سيء جداً لذلك لا تشجعي ابنائك على حدوث هذا الفعل بينهم وقولي لهم قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا الله واعدلوا في أولادكم ، وقد قال سيدنا محمد أيضاً أن عدم التفرقة بين الأبناء سبب من اسباب دخول الآباء والأمهات الجنة وقولي لهم لذلك أنا لن أفعل مثل والدة صديقكم لانني أريد أن اكون ام عادلة بين ابنائها لكي يرزقني الله الجنة جزاء على حسن تربيتكم ومحبتكم ورعايتكم جميعاً بنفس القدر والدرجة .

تفكيرك غريب جداً ويدل على عدم نضجك تريدين ان تقومي بتقليد سيدة تصرفاتها خاطئة لكي ترضي أطفالك وتفعلي ما يطلبون من أجل أن يكونوا مثل صديقهم !!! ومن قال لك أنك بعد أن تقولي لهم أنك تحبينهم بناء على ترتيبهم سيكونوا سعداء بذلك ؟! ألم تعلمي أن الأطفال تنجرح من هذا الفعل ويغيرون من بعضهم ؟! وإذا كان أطفالك يريدون ذلك الآن فهم لا يفهمون حقيقة الأمر ومن الممكن بعد أن تقولي لهم أن أحب وأفضل ولد عندك هو الكبير باقي أخوانه يحزنوا عندما يجلسوا مع انفسهم ويجدوا أنك لا تحبينهم كثيراً وتقدرينهم مثله .

أنا عندما قرأت عنوان رسالتك ما الطريقة الصحيحة للإجابة على أسئلة أطفالي المحرجة ؟ توقعت أن اطفالك يسألونك اسئلة عن كيف أتوا إلى هذه الدنيا كيف انتي ووالدهم انجبتوهم وكيف تمت ولادتهم ؟ لكن بعد أن قرأت الرسالة صدمت من سهولة السؤال واتعجب الحقيقة كيف لا تستطيعين الرد على سؤال بسيط مثل هذا ؟!!! قولي لهم أن والدة صديقهم مخطئة وظالمة وأن من المفروض أن الأم لا تفرق بين ابنائها وتحبهم بنفس الدرجة لأن هذا ما أمرها به الله ورسوله وقولي لهم أن محرم شرعاً التفرقة بين الأبناء وأن من يفعل ذلك يكون ظالم وسيحاسب حساب عسير يوم القيامة .

إن الأطفال بطبيعتهم بأمس الحاجة الى سد الفضول تجاه الكثير من الأسئة التي تلح عليهم ، لكن عندما تكون أسئلة مثل هذه فأنت عليكي أن تكوني حذرة من أن تجيبي بطريقة تشعرهم أن هناك من هو أفضل من غيره بالنسبة لك ان كانوا جميعهم يتعاملون معك بسلوك واحد ، فأجيبي ان كانوا فعلاً مصرين على أن يعرفوا من هم المقرب اليكي فمن الأفضل أن تخبريهم بطبيعة قلب الأم وكيف تشعر بأطفالها و أنهم جميعاً جاؤوا بنفس الطريقة  وأن لهم نفس الشفقة و الشعور بقلبك لكن من يريد أن يكون الأفضل عليه أن يصحح من أخطائه وأن يكون طفل مطيع وخلوق

من المفروض أن تكون شخصية الأم قوية و على خلاف ما أنت تظهرين عليه أمام أطفالك، الأحرى أن تكوني أنت المؤثرة لا المتأثرة واضح أن أطفالك فقط يريدون أن يستخدموا هذه المفاضلة فيما بينهم فيما بعد خلال خلافاتهم و هذا من الممكن أن يعزز من الغيرة بينهم فإيايكي أن تكوني منحازة لأحد فقط لأن له مكانة  خاصة في قلبك ، أنت كوني محايدة و مع الحق لا أكثر و لا أقل ، عليكي أن تحرصي على أن تكوني بالنسبة للجميع مرجع موثوق لأنهم ان خسروا هذا الأمر سيستبدلونك و يكونوا محط استغلال

أسئلة الأطفال المحرجة في هذا السن تحتاج الى الاجابة بطريقة تدرسي فيها الأبعاد المستقبلية التي من الممكن أن تؤثر فيهم، عليكي أن تعلمي أن الأمر من الممكن أن يكون بمثابة بناء أساس من الثقة تجاه نفسه ، فأنت اذا أجبتي بأن هناك شخص أنت تحبيه أكثر من غيره منهم فهذا سيدمرهم حتى لو أصروا على أن تعطي اسم واحد منهم ، لا بل عليكي أن تتجنبي هذه الاجابة قدر الامكان ، من الممكن أن تجبيب بطريقة دبلوماسية تظهر عدلك و انصافك فأنت أمهم مصدر الحنان و الأمان أيضاً فمن الصعب عليهم أن يستوعبوا أن هذا المصدر خاص بواحد منهم دوناً عن غيره

طبعاً للإجابة على أسئلة الطفل المحرجة التي تشبه هذه الأسئلة عليكي أن تجيبي بطريقة لا تجرح أحد و حتى لو كان في قلبك أحد قريب أكثر من الآخر اياك و أن تجيبي بأنه فعلاً أقرب من غيره ، لا بل على العكس أصري على أن تكون الاجابة فيها تأثير ايجابي على الجميع ، أخبريهم أن سلوكاتهم هي التي تقربهم منك فالطفل الذي يطيعك و الذي يلبي ما تطلبي و لا يتسبب في المشاكل هو الأقرب اليكي بهذه الطريقة تعززي المنافسة بينهم من أجل أن يكونوا صالحين و عندما يكبرون ويكونوا مكلفين أخبريهم أن الأقرب اليك من يصلي و يتصف بالصلاح و البر وهذا الأسلوب له أثر ايجابي على سلوكهم

الطريقة الصحيحة للإجابة على أسئلة الأطفال المحرجة هو أن تكوني حريصة على أن تتعاملي مع الأمر بجدية و أن لا تكوني متقلبة و متناقضة ، أخبريهم أن قلب الأم الله تعالى خلقه ليتسع لكل أطفالها و كما يعامل الله تعالى عباده بالطريقة بالمساواة و أنهم جميعهم سواسية كأسنان المشط الأم تتعامل مع أطفالها بنفس الطريقة و أما عن إجابة الأم أنها ترى أن ابنها الأول هو المدلل بالنسبة لها فهي تتصور ذلك لكن لكل طفل له نفس المقدار من الحب و الشفقة في قلب الأم لكن كما قال صلى الله عليه وسلم :"الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يشفى، والغائب حتى يعود".