هل يؤثر سفر الأب على الأبناء

أخي الكريم نشكرك على ثقتك التي وضعتها بموقع حلوها، المس فيك روح المسؤولية اتجاه طفلك لدرجة أنك تمتنع عن السفر تفكيرا في مستقبل الابن متناسي أن أكبر مشكل قد يعاني منه الطفل هو "طلاق الوالدين" وعم وجود أسرة مكتملة الأفراد فهذه النقطة هي السبب الرئيسي في المعاناة النفسية لدى الطفل ، ففي حالتك لن تستطيع التواصل بشكل مستمر مع الطفل وما أقصده هو التواصل اليومي يعني أنه من المسموح لك أن تراه يوما واحدا في الأسبوع فقط ، فهل ترى أن هذا اليوم كافي لضمان نمو سليم ومتوازن لطفلك؟؟ طبعا لا ، لأن توفر الجو الأسري المفعم بالحب والحنان والاحتواء جد ضروري لضمان نمو طفل سليم من الناحية النفسية ومحققا للتوازن الداخلي، ومن خلال الإجابة على سؤالك نقدم لك مجموعة من النصائح التي يمكن لك الاعتماد عليها مع دلائل نفسية تساعدك على اختيار الحل الأمثل: - التواصل المستمر مع الطفل إذا قررت السفر وأقصد بذلك التواصل عن طريق برامج التواصل السمعية المرئية وفي حال الإجازة تستغل كل وقتك من أجل اللعب مع الطفل وأخذه في فسح، وهذا أقرب من الوضع الذي تكون حاضرا فيه في البلد ولكن غائبا في البيت لأنه لا يمكن لك أن تأخذ الطفل يوميا - لا يوجد مانع من الزواج والتفكير في مستقبلك ولكن الرابط بينك وبين طفلك لا يجب أن يتأثر بالعلاقة بينك وبين الزوجة بمعنى لا يجب أن يكون هناك تعامل سلبي بينه وبين الزوجة، فإذا تحقق ذلك لا يوجد تأثير نفسي سلبي في هذه الحالة ، الطفل حاليا لا يدرك المعنى الحقيقي لتلك العلاقة ولكن مع تقدمه في السن سيبدأ في إدراك ذلك ، ولكن يجب أن تثق أن التأثير السلبي الكبير للطفل هو الطلاق بالدرجة الأولى وغير مرتبط بالسفر أو الزواج ففكرة بعدك عنه ستبقى قائمة سواءا بعدم سفرك أو عدم زواجك فلن تغير هذه الأمور من الآثار النفسية السلبية . - عليك العمل على تقوية العلاقة بينك وبين ابنك ومصاحبته دائما وفي حال سؤالك عن سبب عدم عيشك معه مثل زملائه مثلا عندما يصبح في سن التمدرس عليك التبرير بعدم التفاهم بينك وبين الأم وعندما يكبر سوف تقوم بتقديم فهما للموضوع، لذلك كن الأب والصديق في نفس الوقت من أجل تحقيق قدر من التوازن النفسي الداخلي للطفل ، ويمكن لك التعرف على طرق تربية الأطفال بعد الطلاق عن طريق الاطلاع على المقال التالي :  كيف تربي أطفالاً سعداءَ بعد الطلاق؟... كيفية التعامل مع الطفل بعد انفصال الأبوين

بكل تأكيد يا أخي الكريم إن سفر الأب يصنع هوة سحيقة بين الأب والابن ، حيث ان غياب دور الاب في هذه السن المبكرة سوف يجعله لا يتعلق به عند الكبر ، يجب ان تصنع أكبر قدر من الذكريات معه حتى لا يستطيع أن يشق طريقه من دونك ووقتها سوف يكون قادراً على تخطي أي مشكلة كانت دون الحاجة لك ، وسوف تشعر انك لا تستطيع ان تمارس دور الاب بعد ذلك

غياب الأب له أكبر تأثير سلبي على الطفل ، وهو طعنة تشق علاقتهما وتقطع حبل الوصل المهتريء بالفعل بسبب الطلاق، واظن انه لا يجب ان تسافر، وايضا لا تتزوج الآن، على الاقل عندما تتزوج فتزوج بعد أن يتعلق بك ويحبك ، ولا يرى في زواجك مشكلة 

لو كنت مكانك لسافرت ، بأي طريقة من الطرق انت لا تراه يومياً، ومن الممكن أن يكون أمامك فرص من اجل ان تسافر وتحسن من حياتك الاجتماعية وفي هذه الحالة سوف تحسن حياته هو الآخر ، ولكن نصيحتي ان تتواصل معه دائما عن طريق الهاتف والمحادثات بالفيديو وفي كل إجازة يجب ان تقضيها معه

اخي الغالي خذها نصيحة مني ان السفر سوف يبعد العلاقة بينك وبين الطفل، وسوف يغيب دورك ، خاصة اذا أكدت هذا الأم ، انا لااعلم علاقتك بها بعد الطلاق ، ولكن اريد فقط  أن انبه انه حتى لو كنت ماتزال متزوج لها فإن سفرك سوف يكون له تأثير سيء على اطفالك

بالطبع الطفل سيشعر بالنقص و أنت بعيد عنه و عليك على الاقل أن تعطيه أكثر من ىالاهتمام وهو في هذا العمر لأن عمر الطفل في الثلاث سنوات هو العمر الذي تتكون فيه شخصيته و يشعر بقربك و بتأثيرك عليه ,, لكن تستطيع أن تسافر اذا ضمنت أن كطفلك سيمون على تواصل معك و في النهاية ان اختيار المستقبل لا يلغي العلاقة مع الابناء أنت في ظروف خارجة عن ارادتك و الأمر ليس بيدك

إن سفر الأب للدراسة أو العمل، في هذه الحالة فإن غياب الأب يضعف التواصل والمشاعر بين الطرفين، وقد يؤدي على المدى الطويل إلى إضعاف العلاقة بين الأب والأبناء، بحيث لا يتقبلونه بعد عودته الطويلة؛ فيتم النظر له ككيان طارئ على البيت وغير أصيل، وما يتبع ذلك من ضعف للتواصل والمشاعر وعدم تقبل توجيهاته أو الضوابط التي يضعها للبيت، أو يتم البحث عن قدوة بديلة عنه في المحيط الأسري أو المجتمعي ,, لا تخسر ابنك و عليك أن تكون قر يب منه اكثر 

أنا مع أن تبقى الى جانب طفلك و أيضا عليك أن تحرص على أن تكون في حياته حتى ينضج و يعرف عن وضعك ويعذرك ,, لمن لا تغيب عنه وهو في مرحلة تكوين شخصيته ان سفر الأب له تأثير على حياة الابناء بالفعل ويحتاج لكي ينمو ويتطور بشكل صحي إلى الشراكة بين الوالدين في رعايته والعناية به، وبالرغم من أن دور الحمل والإرضاع منوط بالأم من ناحية طبيعية بيولوجية، فإن بقية أدوار العناية والتنشئة تقع على عاتق الأب والأم معاً، وهذه أدوار يجب أن يساهم فيها الأب من أجل تطور فكري وعاطفي واجتماعي وسلوكي شامل ومتزن للطفل".

عليك أن تعلم أن الطفل إذا تعرّض الطفل لغياب الأب بشكل دائم، فقد يحدث له إعاقة في النمو الفكري والعقلي والجسمي. لذا من المهم ان يوزاي الأب بين الحضن الآمن وبين رب المنزل، بين المستمع والصديق وبين القدوة والمثال الأعلى لطفله. صحيح انها ليست بالمهمة السهلة لكنها ليست بالمستحيلة، فالطفل بحاجة الى أبيه كما أمه على حدّ سواء وإلا فإن غياب احد الطرفين سيؤثر على شخصية الطفل ونموه النفسي والعاطفي,, فلا تختار ما يفسد طفلك و لا تنسى أن قرار انجاب هذا الطفل كنت أنت أحد أطرافه 

ان غياب الأب عن المشاركة في التربية من شأنه أن ينتج عنه ردود فعل متنوعة عند أبنائه . فإمّا أن يصبح الطفل كثير الاعتماد على الآخرين او يخضع لهم، وإمّا يتصف الطفل بالسلطوية ويكون هو القائد في مجموعته الصغيرة. أضف إلى أن حنان الأب يجنّب الطفل الشعور بالقلق والخوف، ويزيد من إحساسه بالثقة بالنفس وتقدير الذات، ويحدّ من شعوره بالعدائية. فمن خلال التوجيه الأبوي القائم على النصح والإرشاد وتقويم الأخطاء، يتكوّن الضمير والمثال الأعلى للطفل فأنت لك دور كبير في حياة ابنك و الافضل أن تكون قريب منه ,, ولا تنسى أن ما تبنيه من مستقبل مع ابنك افضل من أن تبيه لأجلك فقط