كيف أتعامل مع ابني كثير الكذب رغم أنه يحفظ القرآن

ابنك الان مازال صغير رغم أنه يصلى ويقرا القران ويعرف عقوبة الكذب لكنه لا يعى بالكامل جزاء الكذب فليس معنى أنه يصلى أو يقرأ القرآن أنه لن يخطئ ولكن انت يجب أن تتعاملى مع هذا الخطأ بحكمه لا تستخدمى العقاب ابدا معه بل تحاولى أن تكتسبى ابنك وتجعليه صديقك وتشعريه بالأمان وتحاولى تشجيعه بدلا من معاقبته مثلا تخبريه عند قول الحقيقه بأنك ستكافئيه وافعلى ذلك وعندما يخطئ عالجى خطأه بتوجيهه للصواب لكن ليس معنى أنه كذب أن تفقدى الثقه ولا تصدقيه مهما فعل فأنت بذلك تزيدين الأمر سوءا ولا تعالجيه بذلك بل يجب أن تمنحيه الثقه والأمان وتشجعيه على قول الصدق ولا يخاف الا من الله ولا تستخدمى معه العقاب ابدا لانك اذا عاقبتيه سيستمر عندما يكبر بالكذب والخوف ولن يكون قويا واثقا فى نفسه.

إذا كنت تريدين ابنك أن يكون صادق فانت اولا يجب أن تكونى صادقه كقدوة فسيدنا يعقوب عليه السلام حينما رمى أولاده اخوهم يوسف فى الجب كان يعرف أنهم رموه وانت لم يأكله الذئب ام لا بل كان يعرف لكنه لم يقول لهم أنتم كذابين بل ترك لهم فرصة بالتوبة وتصحيح المسار وفعلا تابوا لكن إذا قال لهم أنتم كذابين كانت انقطعت العلاقه بين الاولاد والاب وانقطعت الثقه فأنت إذا كنت تريدين ابنك يكون صادق اولا يجب أن تكونى صادقه كقدوة وثانيا عززى الصدق عنده وثالثا إذا حاول أن يكذب حاولى أن تتفهمى هذا الموضوع وتفهمى هل هو خائف منك أم لا وإذا كان خائف منك أعطه الامان واخبريه بأنه إذا كان فعل هذا الخطأ فلن تفعلى له شئ وانك ستسامحيه لكن الأهم أن يخبرك بالحقيقه فإذا تعاملت معه بهذه الطريقة سوف يتجاوز الكذب باذن الله.

الطفل عندما يكذب إما أنه خائف أو أنه مر بتجربة سابقه كان صادقا ولم يكافئ اى أنه سابقا فى وقت من الأوقات تكلم بالصدق وتم عقابه فصار لديه تجربة سلبيه أن الصدق لا ياتى بنتيجه هو صدق وانتم عاقبتوه على صدقه ففضل للكذب ويصير لديك تجربة ثانية أنه كذب وانت ماعاقبتيه إذا هو فضل الكذب إذا سبب هذا الكذب هو سلوكك الخاطئ معه فيتعزز لديه سلوك الكذب وليس الصدق وهناك شئ آخر وهو أن هناك بعض الأطفال لديهم خيال واسع فعندما يتكلمون يبالغون فى القصه ونحن نراها كذب ولكنه لا يراها كذب هو مستمتع بالخيال ولذلك هو ليس قادر أن يفرق بين الواقع والخيال وفى هذا يكون دورك بان توجهيه فلا تقولى للطفل انت كذاب لانه ربما يستحلى الكذب فيصير ما يتشجع بالصدق ابدا .

انت تقولى  أن ابنك كثير الكذب مع أنه حافظ للقران ويعرف عواقب الكذب وايضا تقولى انك حاولتى كثيرا أن لا تعاقبيه إذا معنى ذلك انك تعاقبيه وهذا خطأ بل انت الان وجدت هذه الصفه فى ابنك فيجب أن تحاولى أن تاخذى الأمر بهدوء وحكمه وتحاولى أن لا تعاقبيه سواء عن الكذب أو عند قول الحقيقه إذا كانت تستدعى العقاب لانه ربما يخاف منك او ممن حوله لانه يعلم أنه إذا تحدث بالحقيقه ربما يعاقب لذلك حاولى أن تتحدثى دائما معه بهدوء وتخبريه الصح من الخطأ بهدوء وكثرة كذبه هذه دليل على عدم ثقته بنفسه فعززى ثقته بنفسه فهذا يساعده على قول الحقيقه .

مشكلة الكذب عند الاطفال لها الكثير من الأسباب وأولها الاهتمام ، ان عدم قربك من ابنك هو ما جعلك لا تعرفي صدقه من كذبه و لا تعرفي متى يصدق و متى يكذب، اهمال الابناء الى دجرجة أـنك لا تعرفيه أكثر من نفسك أكر سيئ للغاية لذا اجلسي مع ابنم و تحدثي معه و أحبريه أنك فخوره به و تحبيه و لكن عليه أن يتخلى عن صفة الكذب هذه لأنه رجل و الرجال تأخذ من كلامها و لا يصح أن يكون كاذب لأنه سيفقد مكانته عند الله و عند الناس و بينكم أيضا

ليس شرط أنه حافظ للقرأن أي أنه كامل الأخلاق، ابنك الآن يتعلم و يكتسب السلوك ، أرى أن أفضل طريقة للتعامل مع الابن كثير الكذب أن تمدحيه بالصدق ، دافعي عنه اذا كنتي تشعري أنه هو الفاعل حقاً وقولي عنه أمام الجميع أنه شاب صادق و حافظ لكلام الله لذا أنت لا تصدقي أنه سيكذب ، و من ثم وجهي له السؤال في عينيه وبينك و بينه اذا كان صادق أم كاذب و كرري هذا الأمر عليه الى أن يعتاد أن يسمع أنه شخص صادق وحتى يصبح هذا الأمر كطبع فيه و أنا جربت هذه الطريقة على أطفالي اذا أردت أن أكسبهك خلق حميد أتحدث عن هذا الخلق أنه فيهم حتى لو كانوا لا يمارسوه الى أن يكون طبع فيهم.