إذا قلت لها لا تبدأ بالبكاء

الطفل كثير البكاء و أيضا العنيد و العصبي أحيانا يكون لديه نقص الحاجة إلى تقدير الذات وهذا ما سمعته من الطبيب الذي أشار الي بأن طفلتي بكاؤها سببه هذا الأمر  ولذلك فإن الطفل يسعى إلى إثبات ذاته ويحب أن يظهر أن له شخصيته المستقلة وأن له طابعا مميزا يختلف عن الآخرين مما يدفعه ذلك إلى ممارسة سلوك العناد والتصرف بطريقة قد تنفر الآخرين منه في هذه الحالة عليكي أن تحاولي أن ترفعي من منظور الطفلة لنفسها بأن تمدحيها و تشعريها بأن لها قيمة في حياتكم و في قلبيكما كوالديها و لا تعنفيها اذا أردتي لسوكها أن يقوم بسهولة

عليكما كوالدين ان تتفقا على أن تستخدموا ذات الاسلوب في التعامل مع طفلتك فإن اختلاف المعاملة الوالدين للطفل وغياب ضوابط للسلوك المسموح به والسلوك غير المسموح ممارسته؛ حيث تجد أحد الوالدين يدلل الطفل والآخري يكون صارما وحازما معه وقد لا يكون هناك اتفاق بين الأفعال المسموح بها والأفعال غير المسموح ارتكابها وبالتالي يعيش الطفل في جو تربوي متناقض مما يدفعه إلى ممارسة سلوك العناد و ستعلم انها مهما رفضت أنت في النهاية فسوف تلبى مطالبها اذا كانت مدللة من ابيها لذا عليكم أن تثبتوا كلاكم على نفس الاسلوب حتى لا تعاند

لا تستغربي اذا أخبرتك أنك أنت من يعزز سلوك العناد في طفلتك  حيث إن تلبية مطالب الطفل ورغباته نتيجة ممارسته العناد تعزز عنده هذا السلوك وتدعمه فعندما يستجيب الوالدان لبكاء ابنهما يتعود هو بالتالي  على أن يبكي كلما أراد تلبية طلبه من قبل الأبوين وهذا  الإذعان سواء كان سببه خوفا عليه أو لإنهاء الموقف سيتعلم الطفل أنه عندما يصر على رأيه بالبكاء أو الصراخ فإن ذلك سيجلب له مزيدا من المكاسب ويحقق مطالبه فعليكي أن تبقي ثابته على رأيك مهما بكت و غضبت

كوني قريبة من طفلتك أكثر و عليكي أن تحاولي قدر الامكان أن تستوعبي طبعها و أن لا تحاولي أن تثيري غضبها اكثر اذا كانت غاضبة و شجعيها على ممارسةالنشاكات التي تقرب بينكما و الذي يتفق مع سنها دون ممارسة أي نوع من الضغط وعدم تركها وحدها لمشاهدة العروض التلفزيونية التي تتسم بالعنف والعدوان وإنما لا بد من مساعدتها لكي تميز بين العنف الواقعي والعنف الخيالي الذي تشاهده مع ضرورة العناية باختيار ما تتم مشاهدته قبل عرضه لأنه سيؤدي  مع كثرة المشاهدة إلى تقمص هذا السلوك.

أفضل حل مع الطفل كثير البكاء و العنيد هو عدم القسوة عليها أو تدليلها بشمل مبالغ حيث أن القسوة واللين الزائدتين تفسدانهم وتنميان عندهم العداوة الزائدة وأيضا سرعة الغضب واياكي و الاستجابة الفورية لتلبية حاجات ورغبات الطفلة تحت الصراخ أو البكاء وحاولي قدر الامكان أن لا تكثري من التدخل في أعمالها أو تحديد حركاتها  أو إرغامها على الطاعة العمياء  أو التعرض لأدوات لعبها أو حبسها فترة طويلة حتى لا تشعر بالظلم وتزيد عدوانيتها تجاهك 

اعلمي يا اختي ان السلوك الذي نتجاهله ونتصرف وكأنه لم يحصل يخف ويختفي مع الزمن، إلا أن معظم الآباء بدل من  أن يعززوا السلوك الإيجابي نجدهم يعززون السلوك السلبي كعناد الطفلة، لأن من طبع الإنسان الالتفات إلى السلوك السلبي، والنتيجة الطبيعية هي تكرر هذا السلوك وهذا العناد لأنه يأتي للطفلة بالكثير الكثير من الانتباه ولو حتى رافقه الضرب أحيانًا، بينما يتجاهلون، وبقصد حسن، السلوك الجيد، كأن لا يلاحظوا مثلا طفلتهم وهي تتعاون معهم ولا تكون عنيدة، ولذلك يقلّ عندها هذا السلوك مع مرور الأيام مع أنه هو السلوك الذي نريد أن نراه.

عليكي بالتحلي بالصبر والهدوء أثناء التعامل مع الأطفال، والابتعاد عن الشدة والتعنيف فهذا لا يزيد الطفل إلا عنادًا وصعوبة واكبر سبب للمشكلات السلوكية عند الأطفال هو الرغبة في جذب الانتباه لنفسها، عبر جذب انتباه الكبار من حولها وخاصة الوالدين، ولذلك فهي تعاندكم وتحاول أن تسير وفق رغباتها  لذا لا تطاوعيها و حاولي أن تلتفتي انتباهها لأي امر حولها حتى لا تغرق في صراخها و بكائها واذا هدئت حاوريها و اعطيها البديل الاكثر فائدة لها

علاج الطفل الذي يريد كل شيء و يبكي عليه أن تدعيها تصرخ ودعيها تبكي تجاهليها تماما أعرف أن ذلك قد يكون قاسيا على قلبك ولكن العلاج يكون بالتجاهل ومن ثم يعقبه التحفيز أما الضرب فيمنع منعا باتا لأنه يزيد من عناد الطفل ويضعف الطفل ويرعبه ويفقده الأمان ومعظم الأطفال الذين يعاندون هم في الأصل مفتقدون للأمان ثم انزلي إلى مستوى طفولي ولاعبي ابنتك واحضري لها دمية أو أي نوع من الألعاب ثم كوني أنت شريكة لها في هذه اللعبة حين تضعين نفسك في هذا الموضع الدرامي هذا يعود بفائدة كبيرة جدا على الطفلة وتعلم ان بكائها لا يفيد و لا يحقق لها نا تريد