بترت ذراعي وقدمي وتخلصت من قيود حياتي

بترت ذراعي وقدمي وتخلصت من قيود حياتي هلا بيكم زوار حلوها، بدي أحكي معكم عن تجربة مريت فيها ورغم انها كتير صعبة تعلمت منها دروس كتير أنا عمري 27 عام ، كنت دايما متفوقة في كل شي أبي وأمي يعتبروني أكبر انجازتهم ومصدر فخر دايم ، لهذا ديما اشعر بمسئولية كبيرة ع هالشي لدرجة اني التحقت بكلية الهندسة فقط لأن أبي طالما حلم بها لي والتحقت بها بل وتفوقت بها من أجله ، حتى الخيل تعلمته ومارسته وصرت متفوقة به وأدخل مسابقات وأربحها لأنه حلم والدي .. حياتي كلها كانت سبب لفخر اهلي لدرجة اني انظر خلفي الان واوقن انها ما حياتي أبدا فلم احلم ابدا أن اصير مهندسة ولا حلمت بممارسة ركوب الخيل وانما احلامي كانت مختلفة تماما فاحب الابداع والكتابة وان اخترت هواية فلن تكون الخيل ابدا ولكن ستكون الكتابة او الموسيقى..هذه ميولي التي رفضها ابي منذ طفولتي وعودني على ميوله منذ عامين كانت نقطة التحول في حياتي عندما مرضت وعجز الاطباء لشهور عن تشخيص حالتي ، حتى ساءت حالتي لحد تضخم الكبد والطحال ووصل الطبيب للتشخيص الصحيح في النهاية وهي التهاب الشريان العقدي والذي منع وصول الاكسجين إلى الأعضاء الحيوية ، وكانت الصدمة ان الطبيب ابلغني بضرورة بتر احد ذراعي بعدما تعرض للتلف طبعا لصدمة كانت كبيرة على الجميع لدرجة ا نابي ظل يومين فاقد للنطق ، فها انا ابنته المهندسة وبطلة الخيل وأجمل فتيات العائلة يصيبها هذه الفاجعة .. الطبيب لم يعطي فرصة لأي مشاورات أو نقاشات لأن كل يوم يمر على حالتي يصل التلف لاعضاء اخرى وهو ما حدث بالفعل فبعد نحو 5 ايام اخبرنا انه سيتم بتر قدمي اليسرى ،لن اطيل عليكم ما حدث لاسرتي ولي طبعا فقد اسودت كل الحياة أمامي و فعلا دخلت حجرة العمليات وخرجت منها بدون يد وقدم عملي كمهندسة ذهب مع الريح وطبعا أي تفكير في خيل أو غيره صار مستحيل فانا لست تلك البطلة من ذوي الاحتياجات التي ستظهر رغم اطرافها الصناعية وتحقق حلمها لتكون قدوة وعظة.. ولكن اقول لكم ان اصعب من كل هذا هو نظرة الشفقة والحسرة في عيون الكل ، فهذا يقول حسد فانا النموذج المشرف الذي تشير اليه الكل ويوعزون ابنائهم ليكونوا مثلي ، والبعض يقول اختبار لابي وامي ، وهذا يقول الدنيا لاتعطي كل شي. بعد 8 شهور من العلاج الفيزيائي والنفسي بدأت حياتي الحقيقية، الحياة التي اخترتها بكامل ارادتي ، اخذت تدربيات ودورات للكتابة والكل يشيد بمستوى كتابتي ويتنبء بمسقبل باهر في الكتابة ، صرت ادون واكتب بنهم وكاني اعوض 26 عام مضت ، حتى حبي للموسيقى استجبت له وحضرت دروس عزف بيانو .. نعم اعزف بيد واحدة صرت انظر ورائي وارى حياة انسانة كاملة الاطراف ولكن فاقدة الروح والرغبة والحلم والهدف وكأن فقداني ليدي وقدمي كانوا الطريق لحياتي الجديدة .. تأقلمت بالفعل على مظهري وعلى اطرافي الصناعية رغم وجود بعض الصعوبات ولكن بداخلي رضا كامل عن حياتي الان وحاليا استعد لنشر أول كتبي أو يمكن اسميها خواطر إنسانية افضل وإن شاء الله ينجح ويتبعه كتير الله لا يفعل شي ضار لاحد وكل ابتلاء هو حبل نجاه من الغرق ولكن انت لا تعلم