ما فقدته من حب أسري عوضني الله عنه أضعافاً
علاقة غريبة بيني وبين مديرتي فاقد الشيء هو اكثر شخصا يعطيه، فليس صحيحا المقولة التي تربينا عليها بان فاقد الشيء لا يعطيه من افتقد حنان الأب او الأم ستجده احن شخص علي أولاده من لا يتعلم ستجده يحرص علي إتاحة الفرصة لغيره للتعلم. أنا شاب حياتي في الظاهر تبدو بانها مثاليه جدا، الكثير من الشباب يتمني ان يكون في نفس مستواي المادي. فانا انتمي لأسرة الوالد فيها علي درجه كبيره من الثراء الفاحش، والأم هي أستاذة في واحده من الكليات العريقة، وأنا الابن الوحيد. تعلمت في أفضل المدارس الدولية ودخلت افضل الكليات الخاصة. هذا الشكل الظاهري لحياتي؛ ولكن أنا طفل نشأ في بيئة الأم والأب منفصلين، الأم تكره الأب جدا وتكره كل ماله صله به، بالرغم من أنها امرآه متعلمة وربة أجيال ولكن يتوقف كل هذا عند حياتها الشخصية فلا شيء يهمها في الحياه سوي التفكير في حياتها الخاصة. بعد الانفصال جاءت جدتي وخالتي للإقامة معنا وهذه كانت بداية أنني لا اشعر انه منزلي كأي طفل. ولا أشعر بوجود أمي ولا حنانها فأنا لا أراها في المنزل إلا اوقات قليلة جدا، أغلب الوقت صباحاً فهي في عملها بالجامعة ومساءا مع أصدقائها في النادي، والإجازات تقضيها بالايام خارج المنزل. كل من يتولى شئوني هي جدتي التي كانت دائما تقسو علي بسبب وبدون سبب، فمن وجه نظرها كان التقويم بالنسبة لي هو حرماني من الأكل! كنت انتظر في حجرتي وهم يقومون بوضع الطعام أن تنادي علي ولكن لم يحدث، وفي مرة قالت لوالدتي إذا ناديتيه لتناول الطعام سأقوم برمية في القمامة! هذه الجملة لم تفارق سمعي حتي الأن، وفي مرة في رمضان حرمتني من الطعام والسحور معهم وانا في مرحلة الجامعة، اتذكر انني كنت صايم 48 ساعة متواصلة عن الطعام فأنا لا اصدق ان امي مطيعة لأوامر والدتها بهذا الشكل، وكان العقاب قاسي بالضرب والإهانة من قبل جدتي التي قلبت حياتي جحيم. أما والدي الذي طالما كلمته واستنجدت به فهو غير موجود! ويقول لي حاول تتعايش مع الأمر لأن زوجة أبي ترفض وجودي في المنزل! حاولت ان ازوره كثيرا ولكن وجودي غير مرغوب به حتى وصل الأمر ان زوجة ابي طردتني في اخر مرة زرت والدي. وبعدها اكتفى والدي بإعطائي ما يكفيني من اموال وبهذا أرضى ضميره تجاهي. انا إذا تغيبت عن البيت بالأيام لا احد يسأل عني ولا يفتقدني، ففي مرة خرجت من المنزل على اعتبار انني سأذهب إلى حفلة عيد ميلاد احد أصدقائي وقررت انا واصدقائي السفر وتغيبت عن المنزل لمدة تصل 8 أيام لا أحد يسأل عني، تخيل! أمي لم ترفع سماعه التليفون لتطمئن هل انا عايش ام لا؟!.. هذا العام انا قد تخرجت واتيحت لي الفرصة للعمل في إحدى شركات الدعاية والإعلان، وجدت فيه ملاذا لأحاول ان ابحث عن بيئة واسرة تحبني، وفي رمضان الماضي، تركتني امي وسافرت لأداء العمرة طول شهر رمضان لم أفطر يوماً وسط عائلتي ولم اشاهد امي او ابي، فحتى ان اتصلت بابي لم يرد علي وبعدها يرسل لي رسالة بانه مشغول وسيعاود الاتصال بي ولكن لا يحدث. في شغلي الجديد رزقني الله بمديرة هي أم في المقام الأول، وبعد اول شهر وجدتني احكي لها كل صغيرة وكبيرة عن حياتي ووجدت حنان لم اره من قبل فلقد حاوطتني وساعدتني كثيرا على تفهم طبيعه العمل لانني بحكم تربيتي اعاني من اضطرابات نفسية وعدم القدرة على التركيز والاهتمام. وجدتها دعما لي تقف وتساندني، وبدأت تطلب مني ان نتقابل في النادي لتعرفني على اولادها. وبالفعل مرة ومرة وجدتهم اخوة لي يساعدونني ونشأت بيننا صداقة في وقت قليل كنت اذهب في البيت عندهم ولاول مرة اشعر بالدفئ الاسري ومعني بيت العائلة. ساعدتني أمي الجديدة كما كنت احب ان اناديها بأمي أن اتقدم لإحدى زميلاتي في العمل وكانت السند لي ووجدتني بالفعل اتمنى ان أنشء اسرتي الصغيرة وأغوص كل شيء لم اشعر به في بيت اهلي. انا الان متزوج وعندي طفل أعطي له كل وقتي، لا ابخل عنه بأي مشاعر او اهتمام واتمنى ان يصبح طفل سوي ولا يعيش تجربتي مرة اخرى.
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
كيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
-
- 0
- اعجبني
- .
- اضف رد
- .
- عرض الردود
- .
- 15-11-2019
- 0
- اعجبني
- .
- اضف رد
- .
- عرض الردود
- .
- 15-11-2019
أتمنى أن يديم الله تعالى عليك الاستقرار و يعوضك عن كل الحرمان الذي فقدته من أهلك و أنا أعلم أنك ستكون أجود من يعطي هذا الحب لأبنائك لأنك تعرف طعم الحرمان ,, و الآن وبعد هذه الرحلة الطويلة من الحرمان ما عليك الا أن تحعل من أبنائك سكنا لك و تربيهم على الصلاح حتى لا ينسوك في كبرك
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
أضف إجابتك على السؤال هناكيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
احدث الوصفات
فيديوهات ذات صلة
مقالات ذات صلة
اختبارات ذات صلة
أسئلة ذات صلة
مقالات ذات صلة
احدث مقالات قصص النجاح
احدث الوصفات
احدث اسئلة قصص النجاح
اسئلة من بلدك
احجز استشارة اونلاين