تحدي الظروف الصعبة
النجاح هو قدرتك على تغيير ظروفك وتقرير مصيرك ، لا أحد يختار ظروفه تلك هي الشماعة التي دائما ما نعلق عليها تقصيرنا اتجاه انفسنا، حتى لا نقع في دائرة تأنيب النفس، وهذا ما حدث معي كنت الطفل الوحيد لعائلتي التي تعيش تحت خط الفقر، فولدي يعمل رجل أمن لأحد المصانع، وراتبه بالكاد يكفي ايجار غرفة التي تتواجد أعلى سطوح إحدى البيوت داخله منطقة عشوائية، وعندما ولدت قررت امي الخروج للعمل واخدت تعمل خادمة في البيوت، عام وراء الآخر وبيتنا قائم على عمودين هما ابي وامي، ابي يدفع الايجار وامي تجلب الطعام، حتى بلغت عامي الرابع، و قررت أمي أن تلحقني بإحدى المدارس رغم رفض والدي فمن اين سيتحمل اعباء تعلمي وهو بالكاد يوفر لي المسكن، ولكنها كانت تحلم بأن يكون هذا الطفل هو الخلاص لها من تلك الحياة البائسة، وقررت أن تقوم بتربيت الدواجن إلى جانب عملها في البيوت، ومرت السنوات وكنت دائما الاول على زملائي الذين ينظرون إلى نظرة طبقية، رغم اننا جميعا في مدرسة حكومية، ولكنهم كانوا افضل حالا مني وهذا واضح من ملابسي وحذائي الذي لم اغيره منذ عامين وحقيبتي التي أصبحت رفيقتي منذ الصف الأول الابتدائي ونجحت في الصف الخامس وكنت الأول على المدرسة، وحصلت على تكريم من مديرة المدرسة، وأتذكر فرحة امي بشهادة التقدير وقيامها بتعليقها على أحد جدران الغرفة، رغم انها لا تعرف تكتب ولا تقرأ، وفي مرحلة الثانوية كان لدي رغبة شديدة بان انجح واتفوق على نفسي لكي احصل على مجموع كلية الطب، وكانت امي لا تنادي سوى بالطبيب ولكن كانت الظروف اقوى مني فقد تعرض والده لحادث مأساوي، وفقد القدرة على المشي بعد أن هجم عليه اثنان ليلا اثناء خدمته بالمصنع، وقاموا بطعنه في قدميه، وكافئه مدير المصنع بمبلغ زهيد جنيه نظير تفاني في العمل!! واخبره بانه ليس بحاجه له لانه اصبح عاجز وأنه سيأتي بآخر واضطررت للخروج للعمل، لكي اساعد امي بعد أن أصبح والدي قعيد، وذهبت للمدرسة وطلبت أن احصل الثانوية من المنزل حتى استطيع العمل وكنت اعمل في الصباح وذاكر بليل، وتعبت من ذلك وكدت أخسر حلمي بأن اكون طبيب، بسبب اهمالي في المذاكرة، واخذت أحدث نفسي بأن ظروفي سيئة واني اسعى إلى سراب، وفي لحظة يأس اخذت امزق كتبي ولكنى تذكرت سريعا انحناء امي وتنظف السلالم والبيوت من أجلي؛ وعودت إلى صوابي وكنت اذكر ليل مع نهار حتى وانا اعمل فقد سجلت المنهج على "جهاز مسجل صغير" وكنت استمع اليه في ساعات النهار اثناء العمل ومرت الايام وتم الكشف عن اليوم ستعلن نتيجة الثانوية العامة، فكان القلق يسيطر علي ولم أخرج من الغرفة ذلك اليوم، وذهبت امي لكي تعرف النتيجة بدلا مني وعلمت بأنني حصلت على مجموع كلية الطب من صوت زغاريد امي الذي جاء من اول الشارع، وقدمت اوراقي والتحقت بكلية الطب وكنت متفوق في الكلية مثلما كنت في المدرسة وتخرجت وكنت الأول على دفعتي وتم تعيين معيد بالكلية وعرف احد اساتذتي بظروفي وسمح لي بان اعمل معه في عيادته الخاصة واستطعت أن انتقل انا وامي وابي الي شقة مكونة من ٣ غرف وحمام خاص وليس مشترك كما في السابق في احدى الاحياء الراقية ليس هذا فقط بل انني حصلت علي الماجستير وقدمت فكرة رسالة الدكتوراة، وفتحت عيادة خاصة بي، واحضرت لامي خادمة تساعدها في البيت، فهي الان تخدم ولا تخدم وكان ذلك أبسط الأشياء التي أقدمها لها، اما ابي فقد اشتريت له طرف صناعي واصبح قادر الآن على المشى وهذا يؤكد أن الانسان قادر على تحدي الظروف الصعبة وخلق لنفسه حياة كما يحلم بها
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
كيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
-
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
أضف إجابتك على السؤال هناكيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
احدث الوصفات
فيديوهات ذات صلة
مقالات ذات صلة
اختبارات ذات صلة
أسئلة ذات صلة
مقالات ذات صلة
احدث مقالات قصص النجاح
احدث الوصفات
احدث اسئلة قصص النجاح
اسئلة من بلدك
احجز استشارة اونلاين