تجربة شركتي كمدير مع أزمة كورونا

تجربة شركتي كمدير مع أزمة كورونا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشارككم تجربتنا في الشركة تجاه أزمة كورونا، أتمنى من القائمين عن الموقع إدراج هذه التجربة في قصص النجاح، وأنا أرسلها إليك لعل جميع المؤسسات ومدرائها يفعلون ذلك ربما نستطيع تجنب أنا مدير في شركة متعددة الجنسيات - سأتجنب ذكر اسمها حتى تعتبر دعاية - معروف عني الحزم ولا أتضايق من ذلك فطالما في مصلحة العمل وأحقق أفضل النتائج كل عام، في عهدتي لا أسمح بأي إجازات غير الإجازات الرسمية مهما كان السبب قهرياً، ولا أرى في ذلك غصة، فمهمتي هي سير العمل وتحقيق النتائج، والموظفين هم أدوات لتحقيق ذلك، فإذا تخاذلت أداة أو جعلت العمل أولوية تانية لها كيف سأحقق النتائج، المهم حتى لا أطيل عليكم،، حل علينا وباء الكورونا وسبب الذعر في الشركة كلها، فعلت كل ما في وسعي لتأمين الموظفين، بنشر الكمامات والقفازات لكل المكاتب، ومعدات التنظيف والمطهرات في كل مكان، ولكن بعد أسبوع من انتشار الفيروس في بلدي ولكن بنطاق ضيق، اتضح ان معدات التنظيف هذه ليست كافيةإطلاقاً، وبت أجد كل يوم موظف من الموظفين يطلب إجازة، وبالطبع أرفضها حتى علقت على الباب لوحة تخبر الموظفين ان طلب الإجازة يعني استقالة، (عملنا يسير بلا توقف ولا علاقة له بالمجالات المتوقفة)، لذلك قدم لي الموظفين انا بالعمل بالمنزل او حتى التبديل مع بعضهم بحيث يأخذ نصف الفريق اجازة ويعمل النصف الاخر والعكس، ولكن رفضتهم لان الاول سيؤثر في جودة للعمل والقدرة على التواصل والثاني سيؤثر في الانتاجية، حتى دخل لي موظف بطلب للاستقالة، تعجبت جدا خاصة انه من أكفأ الموظفين، وحينما تناقشت معه وجدته يبكي بشكل خفي وهو يخدثني عن خوفه على أهله كبار السن من أن يلتقط عدوى وينقلها لهم، وافقت على طلب الاستقالة ولكنني تأثرت جدا هذا اليوم لدرجة اني لم استطع النوم،، لم استطع أن أفكر الا في مشهد هذا الموظف، وظللت أقلب بين القنوات وعلى مواقع الإنترنت حتى قررت أن أتحدث إلى رؤسائي بشأن اقتراحات موظفيني، ولم أنتظر حتى الصباح بل أرسلت بريداً عاجلاً وطلبت محادثة جماعية وعقدناها فجرا، لم يوافقوا في البداية ولكنني تعهدت لهم ان جودة وسير العمل سيظل على وضعه، جميعا لم يصدقوا انني انا بشخصيتي الحازمة التي ترفض الإجازات، ظللت أصارع لساعتين من أجل سلامة الموظفين، وبالفعل قبل موعد العمل الرسمي بساعتين أرسلت لهم رسالة ودودة جدا باستكمال العمل من المنزل لمدة أسبوعين بشكل مبدئي وطلبت من الاقسم المتخصص تصميم آلية لمتابعة سير العمل، وطيلة اليوم استقبلت عشرات الرسائل والمكالمات من الموظفين التي تشكرني وتتعهد بسير العمل على أكمل وجه، لدرجة ان والدة موظفة لدي اتصلت بي في مكالمة مؤثرة، اشعر براحة كبيرة لاني لن احمل ذنب إصابة احدهم، بل وحتى القلق الذين يشعرون به منذ نزولهم من المنزل كل يوم، واتوجه لكل مدير وقائد ان يفعل ذلك خاصة ان كان العمل يحتمل انجازه ولو بشكل جزئي من المنزل،، فهي ازمة وضعنا فيها جميعا بلا استثناء وسنتجاوزها معاً،