توليت رعايته رغم ما فعله فبر الأب من أسباب رضاء الله

كنا نعيش حياة بسيطة يملئها الحب والتفاهم، احببته وهو كان يقدرني تماماً، كان لا يبخل عني بأي شئ في مقدوره ولكن كانت ظروفه المادية صعبة إلى حد ما، وكانت بداية مشاكلنا المادية عندما اغلقت الشركة التي يعمل بها زوجي ابوابها وقامت بتصفية العمالة. عشنا أيام صعبة لا نعلم من اين سندفع الايجار، ومصاريف الاولاد في المدرسة، استدان زوجي من كل الاصدقاء والمعارف، كان يبحث ليلا ونهارا على عمل، وعندما فشلنا ذهبت لامي لتجد لي حلا! لان صاحب البيت قد اعطانا إنذار اما بدفع كل الايجار المتراكم او ترك البيت. اقترحت امي ان نقوم باستجئار شقة صغيرة في مبنى والدي، على ان تساعدني في الايجار كل شهر، فوالدي لم ولن يقبل بان يساعدنا ، حاولت ان اطلب منه مساعده بعد فصل زوجي رفض فهو حريص جدا على كل بنس يمتلكه، فهو بالكاد يدفع مصاريف المنزل الذي يعيش فيه. ساعدتني امي على استئجار الشقة الصغيرة، وكانت تساعدنا في دفع ايجارها من مالها الخاص، ظل هذا الوضع حتي بعدما وجد زوجي عمل مؤقت، ليس هذا فحسب بل كانت تعطيني كل شهر بعض مستلزمات البيت وتساعدنا من اجل اولادنا، ومن اجل الا يشعرو بنقص في المستوي المادي الذي كانو يعيشو عليه. ولكن دائما لا تسير الامور على مايرام، فلقد توفيت والدتي رمز الامان والحنان ويد المساعده التي لا تنقطع دوماً، بعد وفاه والدتي بأقل من شهر كان اول صدام بين زوجي وبين أبي عندما طلب منه ابي إخلاء البيت! فهو لايريد ان يؤجر لنا الشقة. هددنا ابي بأن انهي الوضع، بدلا من اللجوء إلى تدخلات خارجية، فهو في حاجة إلي البيت، بالرغم من ان ورث امي بالكامل استولي عليه الوالد بعدما استغل التوكيل التي كان معه باسم والدتي وباع لنفسه العمارة فوالدتي كانت تمتلك جزءا فيها. وكانت المفاجآة ان والدي قام بطردتنا من المنزل من اجل أن يعطي الشقة لأولاد السيدة التي ينوي الزواج منها! كان صدمه لي ولزوجي ولكل من يعرفنا فهو ينوي ان يتزوج وامي لم يتعدي على وفاتها الشهر! كما ان السيدة الجديدة لا ترغب في وجودنا في البيت ولا ترغب في ان يشاركها احد في أبي. كان امامنا مهله شهر حتي نجد البديل، الامر سبب توترا كبيرا لزوجي الذي تشاجر مع والدي، فهو لم يرحمنا ولم يترك رحمه الله علينا، فحتى ورثي حرمني منه ولم اتحدث لانه ابي ولاننا نعيش في البيت فلا داع للمشاكل! انتقلنا للعيش فعلا في مكان اقل بكثير وبيئة مختلفة تماما عن مستوانا، وهنا بدأت اطالب بحقي من ميراث والدتي، وسطنا كل العائلة ليتحدثو مع ابي الذي رفض مناقشة الامر وتزوج، ولكن كانت هذه الزيجة هي التي قضت على كل ما يملكة والدي! فقد عاش حياته كلها يبخل علينا وعلى نفسة ولا يساعد احد، ولكن هذه المرة جائت هذه المرأة التي تصغره بحوالي 20 عاماً وقضت على كل ما يملك تقريبا ولم يبق له سوى العمارة التي يعيش فيها، وعندما مرض ابي تركته وطلبت الطلاق. وقتها فقط بدأ يتذكرني ويتذكر ان له ابن، في البداية لعب الشيطان في رأسي خاصة انني لم اعد في حاجة لابي او مساعدته خاصة بعدما خرجت للعمل، ووفق زوجي في عمل إضافي واصبح دخلنا يكفي احتياجات المنزل. ولكن بعد وقت من محاسبة نفسي وايضا كان لزوجي دورا كبيرا في اقناعي بان الله انتقم لنا ولقنه درسا، وفي الوقت نفسه لم يتخل عنا الله في محنتنا وفي النهاية في الاب وصلة الرحم من اهم اسباب رضاء الله. ذهبت له وتوليت ورعايته طوال فترة مرضة وبعدها، والان هو اصبح أفضل وربما المحنه التي مر بها كانت قاسية عليه، اصبحنا نتبادل الزيارات لاول مرة في حياتنا ويحرص على تجميعنا كل اسبوع.