صرت مدير بالواسطة ولم أضر إلا نفسي

صرت مدير بالواسطة ولم اضر إلا نفسي أنا كنت شاب متفوق الحمدلله طوال مراحل الدراسة حتى تخرجت من الجامعة بتقدير ممتاز،وأبي بفضل الله وكرمه رئيسا لشركة في نفس مجال تخصصي، ورغم من إني كنت أفضل البدء في شركة أخرى لأثبت نفسي، ولكن مع قلة الفرص النادرة وجدت انه لا بأس في العمل مع أبي واتخاذ السلم من بدايته ولكني لم اخذ السلم بصراحة من بدايته وإنما بدأت بمنصب كبير نسبياً – رغم إني كنت متفوق دراسياً لكن هذا لا يعني انه كان لدي الخبرة المناسبة لهذا المنصب والمناصب الأعلى التالية التي منحها لي والدي بدعوى الأمانة أكثر منها الكفاءة، المهم انا لست مستهتر ابدا وانما شخص عملي واحاول ان اتعلم بسرعة وبجد مما جعل ابي يجعلني مسئولاً عن القسم بأكمله وهنا بدات مشكلتي التي استمرت عامين ، الازمة ان مرؤسيني كانوا اكبر مني سنا وخبرة وكفاءة ايضا وللاسف بدلا من ان يعطيني هذا دافع لاكتساب الخبرة أسرع ، زادني اهتزازاً نفسياً وقلل من ثقتي في نفسي جدا وربما ذلك لصغر سني وعدم قدرتي على التحكم في مواقف كهذه ، وسرعان ما تحولت تماماً فأصبحت مديرا مكروها في غضون شهور ، انتقد كل شيء وتظهر قلة خبرتي أكثر وأكثر مما يزيدني قلة ثقة بنفسي وبالتالي محاولة ارجاعها بالتعنت واستغلال النفوذ برفض الافكار ووقف الترقيات وفرض الخصومات ووقفت حياتي العملية تماماً فلم أعد اهتم بتعلم شيئاً جديداً ولا تطوير مهاراتي رغم تعليقات وملاحظات أبي دائماً لم انتبه لكل ذلك قط إلا بعد استقالة 2 من أكفأ مدراء القسم لدي مما عطل كل شيء وظهرت فجوة كبيرة في الإدارة والإنتاجية فاستدعاني أبي واقر ان الأمر يقع على عاتقه لانه منحني مناصب أعلى من خبرتي لدرجة أن شكاوى تصل إلى مكتبه دائماً بنفس المعنى "كرسي المنصب واسع جداً عليّ"، لم أقتنع في البداية بسبب الكبر والغرور ولكن تحدثت معي إحدى زميلاتي من الكلية وهي تعمل معنا في الشركة وتجمع بيننا علاقة ودية وصداقة قريبة تحدثت معي ربما كان كلامها قاسياً ولكنه كان كالصفعة وكالمنبه في الوقت ذاته بدأت بدورات وتدريبات في الإدارة والمهارات الشخصية والقيادة قبل تلقي الخبرة في مجالي، وفعلاً بدأ ذلك يؤثر لى أسلوبي مع الموظفين وأثر على انتاجيتهم وعلى علاقتي بهم ، وكذلك اثر على حماسي وتحفيزي في اكتساب الخبرة ورغم أني ما زلت ذو خبرة قليلة بالنسبة لهم ولكن مع الوقت سأكتسب المزيد والمزيد لا تظلم نفسك بمنصب أكبر من مؤهلاتك سواء واسطة أو فرصة مستغلة أو غيره لأنك ستضر نفسك أكثر من أي شخص آخر.