أصبحت أب عازب في العشرينات بعد وفاة أختي

اصبحت أب عازب في العشرينات لم تكن لأختي في الحياة أحد غيري وانا كذلك، فنحن نعيش انا وامي وهي في بيت واحد، هي كانت امي الثانية تهتم بي، كانت صديقتي واختي وامي وبنتي، كانت تكبرني بعامين، تعلم عني ما لا اعلمه عن نفسي، تفهمني من نظرتي دون ان اتحدث كل اسراي معها. كبرنا معا ما يؤلمني يؤلمها والعكس، لم نكن ابدا الصورة النمطية لأخ واخته، تعلقت بها جدا حتي عندما حان موعد زواجها تأثرت بشدة كالطفل الذي يودع امه، حتي اعتدت على الأمر، وتمنيت لها حياة سعيدة وبالرغم من ذلك كان علاقتنا تقوي يوم ورا الاخر، وبعد حوالي سنة من زواجها انفصلت اختي عن زواجها وكانت حامل في طفلتها، مررنا بفترة صعبة استطعنا ان نتجاوزها او حسبتني قد تجاوزتها واننا سنبدا انا وهي وامي حياتنا من جديد. ولكن بعد ولادة اختي ب3 شهور، تعبت تعب مفاجئ، كل شئ انهار امامي فجأة، كنت اتمني ان اكون مكانها، تدهورت حالة اختي سريعا بالرغم اننا ادخلناها اغلي المستفيات الخاصة وكنا ننوي ان تسافر للعلاج في الخارج ولكن بالرغم من ذلك كان قدر الله سريعا وتوفيت اختي. توفيت وتركتني وانا لا اعلم ماذا افعل بدونها! ليس هذا فحسب بل توفت وتركت لي ابنتها التي لم تكمل الـ3 شهور!، كما ان امي حالتها الصحية تدهورت بسبب وفاه ابنتها ولم تعد قادرة على خدمة نفسها حتى. كنت قد فقدت كل رغبة لي في الحياة، ولكني فجآة اصبحت مسؤل عن بيت وحياة طفلة وامي بالكامل، لم يعد امامي خيار حتي او وقت للزعل والحزن. كان اهم شئ في البداية هو اصراري ان ابنه اختي لابد ان تتم رضاعتها رضاعه طبيعية، وبدأت البحث بكل ما أوتيت، سواء بسؤال الاهل والاقارب او الاصدقاء، او حتي على جروبات الفيسبوك وخلافة، سواء هناك ام تتبرع بذلك او حتي لو كان بمقابل مادي وبالفعل وفقني الله في ذلك، عاميين متتالين وانا اذهب بالطفلة يوميا مرتين وايام 3 مرات حتي تأخذ لبن طبيعي. نظام حياتي اختلف، اصبحت اقوم بمسئولياتي كأب وأم في أن واحد، وانا ليس لي خبرة اطلاقا في هذا الشأن، خاصة في عياء الاطفال او متطلباتهم، اصبحت مشترك في كل جروبات الأمهات وجروبات الأطفال، كنت بذاكر فيديوهات عن الأطفال في هذه المرحلة، وجدت نفسي مكرث حياتي كلها لها، حتي شغلي أصبحت انظمه على حسب ظروف الطفلة وليس العكس، لم يعد لي حياة اجتماعية بخلاف الشغل إلا بها، اصبحت هي حياتي بأكملها كنت اري فيها اختي واعتبرها قطعة منها واصبحت كذلك قطعة مني فلابد ان احافظ عليها. تعلمت كل فنون الطبخ، لكي اوفر لها أكل بيتي نظيف وكذلك من اجل امي، الست المريضة، التي كانت دوما تنصحني بان احضر مربية للبنت، ولكني رفضت بشدة فأنا مازلت علي قيد الحياة، اعتبرتها ابنتي التي انجبتها قبل زواجي. كان هذا الامر غير مقبول من كثير من الفتيات، التي تتبرع امي بخطبتهم لي، لانها كانت دائما تقول انني نسيت نفسي وكبرت ولم اكون بيت، ولكنها لا تعلم ان البيت قد كونته بالفعل في هذه البنت، وانني افضل ان اجلس هكذ معها طوال العمر ولم ولن اسمح لواحدة ان تراها عائقا في حياتنا. كبرت طفلتي واصبحت 3 أعوام، كنت دائما احكي لها عن امها التي لا انساها مطلقا، بل اني يوما احكي لها كما كنا نفعل في السابق وانا على يقين انها تشعر بي. لم اتواني يوماً ان احاول ان اوطد علاقة بنتي بأبوها الحقيقي لأن مسيرها ستكبر، وحتما سيأتي يوما وتسألني عنه، كان يزورها باستمرار ولكنه كان قد تزوج وكان اتفاقي معه ان علاقته به ستكون في هذا النطاق فقط، فأنا لم ولن اخسر ابنتي، كما انني اعتبره السبب الرئيسي الذي جعلني افقد اختي. الأن، هذه اول سنة لأبنتي في المدرسة، لا استطيع ان اوصف فرحتي الحقيقة بانني كملت رسالتي واهتميت بالأمانة التي تركتها لي أختي ورحلت. وربما كان وجودها في حياتي هو فاتحه خير كبيرة لي، فلقد استطعت ان اتحول من العمل في القطاع الخاص والالتزام بمواعيد محددة الذي لم يكن مناسبا لتربية ابنتي إنني الان اصبحت صاحب شركة خاصة بي مجالها يتسع يوما يلو الاخر. كما انني اخيرا قابلت البنت التي شاركتني حلمي وتفهمت ان ظروفي خاصة جدا، بل اعتبرته ابنتها كذلك ونحن الان نستعد لاتمام الزواج وابنتي تحبها جدا ومتعلقة بها.