حياتي تحولت إلى رسالة حب بعد إصابتي بهذا المرض
ان تكون الطبيب والمريض في نفس الوقت أن تكون طبيبا فانت تدرك تماما ما تشعر به ولست بحاجة للذهاب لطبيب أخر لتسمتد منه الطمائنينه، كما نفعل مع مرضانا، فكم تمنيت وقتها في هذه اللحظة بالذات ان لم اكن طبيبة، تلك اللحظة التي توقف بي الزمن وقتها. كنت عائدة مع اولادي بعدما تناولنا الطعام في الخارج، جلس في غرفتي ولاول مرة وبالصدفة البحتة لامست يدي صدري فأحسست بوجود كتلة في الثدي، في لحظات استيقظت كل الحواس الطبية واستجمعت كل معلوماتي في راسي عن امراض الثدي، وأخذت أتحسس الكتلة وأفحص الورم وأفحص العقد الليمفاوية تحت الذراع، وأدركت على الفور انني مصابة بسرطان الثدي! لم اكن في حاجة للكشف عند طبيب او اخذ عينه لكي اتاكد، لذلك يكون الجهل نعمة في لحظات كهذه! لحظة عصيبة عشتها، أخذت أدور وامشي في كل انحاء الغرفة وأدعو الله ان يلهمني الصبر والثبات، بعد ان بدأت دموعي تنسال مني بكثرة. بدأت أفكر في أولادي، الذين لم يكن لهم في هذه الدنيا سواي انا الام وانا الاب، بدأت امهد لهم كل منهم علي حسب سنة وفي النهاية استطعت اخبار الثلاثة بانني مريضة وسأدخل في دائرة من العلاج لا اعلم كيف ستنتهي. كنت أريدهم أن يعرفوا المعلومة مني، أن أشعرهم بالأمان والثقة، وأستثمر الأزمة في بناء شخصياتهم، وبذلك كسبت أول معركة في مرضي. كان دعمهم لي يعطيني قوة فوق القوة، يشجوعنني على الصبر، الحب في عيونهم يجعلك تتمني ان تمرض كل يوم ليكون جنبك من تحبه بهذا الشكل. جائت اللحظة الفعلية وهي طريق العلاج، كان خالي يقترح على السفر في البلد الموجود فيها فالنظام الطبي افضل، ولكنني قلت له: لن يعالجني غير زملائي وفي بلدي. كان وجود زملائي حولي ودعمهم لي وطمئنتهم ان كل شئ سيكون على مايرام، كنت اري فيهم نفسي ويزيدني قوة وعزيمة على المواجهة. كان الاحداث تتابع سريعا، لم استطيع ان ادرك او ان افكر فيها لسرعتها فيوميا هناك جديد، ففي اليوم التالي لاحساسي بالورم تم عمل "الماموجرام"، ثم فحوصات الدم والاشعه المقطعية والنووية للعظام، للتأكد من نسبة انتشار الوروم وهل وصل للعظام ام لا؟ والحمدلله كانت النتيجة ان العظام سليمة. ومن ضمن المصادفات الغريبة، هي انه يوم سحب العينة كان يصادف يوم احتفالي بعيد ميلادي!، فسبحان الله تاريخ ميلادي يصادف تاريخ تأكيد إصابتي! لا أعرف ما دلالة هذا ولا معناه، لكن لا أنكر أن بداخلي إحساساً أليماً لهذه المصادفة. كان كل ما يهمني في البداية ان حياة اولادي تسير بشكل طبيعي كما كانت، وهم وجدتهم متفهمين تماما يعرفون معني الصبر، يعرفون كيف يطمئونني ويدعون لي، تلك لحظات صعبة عشتها في معركتي، لحظات جعلتني أعيش الحب معهم بطعم جديد، كنت أقبلهم وأحتضنهم، ليس لأنني أخاف الرحيل وإنما لأنني أشعر بمتعة وجودهم معي. دخلت في المرحلة التالية وهي مرحلة العلاج الفعلي، فان تكون طبيبا وتكتب لمرضاك العلاج وانت تعلم مضاعفاته على النقيض تماما من شعورك وانت المريض نفسه، ولذا عندما بدأت علاجي الكيماوي شعرت وأحسست بما يحسه كل مريض من مضاعفات وآثار جانبية،ولعل أقسى مراحل العلاج الكيماوي فقدان الشَّعر، وبالرغم انني كنت اعلم ان هذا سيحدث الا انني اصبت بالما كما لو كنت فقدت جزءا من جسدي، كل شعرة كانت تقع مني تبكيني لرحيلها عني. أنهيت علاجي بحمد الله وبرعاية الآخرين ومساندتهم لي، وخصوصاً خالي الحبيب الذي كان لي نعم الأب والأم والقلب الحنون، وشُفيت تماماً وحالياً أعيش حياتي بشكل طبيعي لكن بروح أخرى قوية وأكثر قدرة على العطاء. خرجت من تجربتي وانا انوي اعادة حساباتي في عباداتي وكيف اخدم ديني من وظيفتي، كما انني ادركت معني الحب في عيون أهلي وأصداقائي ومن حولي، وهذه منحة لا نحصل عليها أحياناً بهذا الكم إلا وقت الأزمات. تعلمت إيجابية الصمود والمقاومة بعنف والمقاومة، فأنا لا أريد الموت الآن، وأدعو الله أن يعطيني العمر أولاً حتى يكبر أبنائي ويصبحوا أكثر قوة وقدرة على مواجهة الحياة، وثانياً حتى أكمل رسالتي في ترك شيء من العلم النافع كما ان حياتي تحولت إلى رسالة حب للتوعية بهذا المرض، وكيفية دعم المريض نفسياً والتصدي لهذه الأمراض من خلال الكشف المبكر. وأقول لمن انهارت أو أصابها الحزن من المرض ولكل مريض ومريضة: هذه الابتلاءات ألم عميق يفهمه كل من مر به بعيدا عن ما نقرأة ونسمعه، لكن تلمّس الإيجابية والاستثمار الأمثل لهذه المحن يجعل منا مؤمنين، والمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف،
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
كيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
-
عليك ان تعلمي جيدا يا ابنتي الغالية انك اعلمي انك من المقربين من الله لان اصحاب الابتلاء هم اقرب قوم الى الله ان الله كان يقتل ام الانبياء وهما قربوا البشر الى الله سبحانه وتعالى ولكن لا يؤكل الله بالخير في الدنيا والاخره ويوفقك الله في تربيه اولادك وقر عينك وقلبك بهم
شفاك الله وعافاك ورزقكك شفاء تام و يوفقك في حياتك واسعد قلبك و ادام الله زوجك واصلحه بينكما اعلمي انك شخصيه مقاتله ومحاربه وان الله سبحانه وتعالى لكي انه يعلم قوه شخصيتك وقوه تحمله لك ابتلاك بهذا المرض لان الله سبحانه وتعالى رحيم بعباده وقال لا يكلف الله نفسا الا وسعها لولا انه يعلم انه سوف يمنحك القدره على مواجهه هذا المرض لما ابتلاك به فانت في نعمه نحمد الله عليها
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
أضف إجابتك على السؤال هناكيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
احدث الوصفات
فيديوهات ذات صلة
مقالات ذات صلة
اختبارات ذات صلة
أسئلة ذات صلة
مقالات ذات صلة
احدث مقالات قصص النجاح
احدث الوصفات
احدث اسئلة قصص النجاح
اسئلة من بلدك
احجز استشارة اونلاين