تحديها للمرض جعله يقع في غرامها
هي في الحقيقة ليست مشكلة هي صرخة في وجه الطاقة السلبية التي تكبلنا أو بالأحرى الطاقة المخربة التي سلمنا أنفسنا بأنفسنا لها و انقدنا كالعبيد لأوامرها. آلمني وضع الأسر العربية و ما تعيشه من ضنك العيش .... ينقلب بالويل و الثبور على أبناء أبرياء سيكررون نفس الوضع بعد أن يكبروا. الكل يعاني من شيء ما و الكل يبحث عن السعادة و ينسى أنه يستطيع أن يصنعها بيده هو و لا ينتظرها من أحد مهما كان. تجربة عايشت لحظاتها ثانية بثانية لم يخبرني أحد بل رأيت بعيني، قصة أبطالها أناس عاديون مثلنا لكنهم عرفوا أن الله تعالى خلق الخلق مختلفين كي يتعاونوا و يكمل بعضهم بعضا. بطل أبطال القصة الحقيقية التي ستقرؤونها رجل عادي ممرض في مستشفى طال به الزمن إلى أن بلغ سن الأربعين و لم يتزوج لعدة أسباب كانت في البداية مادية لكنه ربما تعود على حياة العزوبية و صار يخاف أن يرتبط بمن تشقي قلبه بدل أن تشفي روحه. دخلت عنده مريضة مصابة بالسرطان متزوجة و لها ولدان. لفتت انتباهه ليس بشكلها لكن بقوة إرادتها و عزيمتها على الشفاء و تحدي المرض. كان يسمعها تحكي عن زوج قاس جدا و ظالم لدرجة أنه و أمه و أخواته يحرمانها من حصص العلاج الكيماوي و يرفضون شراء الأدوية لكنها رغم كل شيء لم تخبر يوما والديها اللذان يسكنان بعيدا عنها، معاملة ذل و هوان و تجويع مقصود على الرغم من أنهم من صميم عائلتها ، هي الشابة الصغيرة الجميلة ذات 18 ربيعا قتلوا في نفسها كل جميل، وأدوا ابتسامتها و دفنوا سعادتها و أنوثتها. حتى قررت يوما أن تذهب إلى بيت جدتها التي تقطن بنفس المدينة و أخذت معها أبنائها لتطلب الطلاق و انفجرت في وجه كل من أراد لها العودة إلى الجحيم. علم الممرض الأعزب بطلاقها فتقدم للزواج منها و اشترط ألا يرى إبنيها و ألا يسمع بهما. حذره الجميع من هذه الخطوة أسماه البعض المنتحر و نعته البعض الآخر بالجنون. لم تعترض عائلته لأنهم كانوا ينتظرون أن يزفوه بأي ثمن لكن أخته حذرته:" اسمع يا أخي إن الزواج من مطلقة و لديها أبناء ليس عيبا بل رجولة لكن المريضة ستحرمك من الكثير من الأشياء و حالتها ستزداد سوءا و يومها سوف تندم و يا خوفي ترميها وحيدة عاجزة مسكينة. إن كنت ستفعل لاحقا فلا تتزوج بها الآن كي لا تجرحها أرجوك." رد عليها و العزيمة و الإصرار في عيونه سأحملها في قلبي و عقلي و أكون لها الحامي ما حييت. وافقت السيدة على الزواج منه، حتى شروطه قبلت بها و ما اعترضت لأنها فهمت أنه أحبها كثيرا و كره زوجها الذي كان السبب في مرضها و عذابها و بالتالي سيكره أبناءه. تفهمت شرطه جيدا و لذلك حاولت أن توفق بين إخلاصها لقلب زوجها و أبنائها. لقد كانت قلبا حنونا متدفقا و تحملت عصبيته لأنها تعلم أنه يحبها و لو لم يكن لما تزوجها ...مرت السنوات حتى وصلها خبر ندم زوجها الأول على طلاقها لأنها كانت نعمة الزوجة الصالحة الصبورة. لم يغير ذلك فيها من شيء فقد رمته مع ذكرياته في هوة سحيقة لا حياة فيها. حاولت بكل جهدها أن تخدم زوجها و عائلته، أعجبوا هم أيضا بقوة عزيمتها و إرادتها على التغلب على المرض ، كانت قوتها – و هذا ما أريدكن أن تفهمنه - مغلفة في أنوثة طاغية و سحر شخصية لينة مطاوعة لكل جديد غير متوقع. أحبوها كثيرا و ظهر من تعاملها معهم أنها فعلا كانت هي المظلومة في طلاقها. رغم مرضها كانت تعامل زوجها كطفل صغير تدلل و تتودد دون كلل و لا مجادلة. لم يكن هو يرى سواها فقد حققت له ما كان يصبوا إليه من السكن الروحي و العاطفي الذي يشكوا منه الكثير من الرجال الذين يغادرون بيوتهم إلى المقاهي و الحانات، حتى أن أشهر مومسات أمريكا في حوار لها ضحكت عاليا لما قالت لها المحاورة هل يخون الرجال زوجاتهم معك من أجل جمالك أم من أجل الجنس فقط؟ فردت عليها سأخبرك بشيء يؤلمني جدا و أعتبره طعنة قاتلة في أنوثتي :" إن أكثر من 80 بالمائة منهم لا يمارسون معي شيئا طيلة الليل بل يجلسون و يضعون رجلا على رجل و يطلبون مني أن أحضر لهم العشاء و أطعمهم بيدي و أقدم لهم الشراب يأمرون و ينهون و علي السمع و الطاعة، يعني بالصريح يريدون خدمة كما كانت الأم تخدم ابنها في حنان" تعجبت الكاتبة التي أجرت الحوار معها لأنها كانت تعتقد أنه ستكتشف سرا تربح به الملايين في عالم الكتب الأكثر مبيعا في الدنيا. لا علينا فرغم مرض السيدة و نظرة المجتمع للمطلقة و أنها لديها أبناء إلا أنها تفوقت على كثيرا من النساء في سرقة قلب زوجها الذي ركزت على محاسنه و تناست عمدا عيوبه التي قرأت الكثير منها هنا على هذا الموقع. لم تتذمر يوما ، أخبرتني بعيب واحد فقط و طلبت منها أن تصبر و أن تغيره بطريقة غير مباشرة لأن أي حديث مباشر سيعتبره طعنا فيه و لعله لن يسامحها. أفلس من أجلها ، فقد كل ماله و ضحى من أجلها بكل شيء و كان مستعد لأن يبيع بيته الذي يعلم الله وحده كم يحبه من أجل علاجها لكن عاجلتها المنية و توفيت رحمها الله فبكاها كما لم يفعل رجل من قبل. تعلمت من القصة أن المرء إذا ما ركز على شيء يكبر و يتضاعف، فلما لا نركز على الإيجابيات فقط و نترك السلبيات تختنق فتموت لوحدها؟ هي ركزت عل إيجابياته فكان لها خاتما في إصبعها ركزوا على إيجابيات أبنائكم، أزواجكم جربوها لأسبوع واحد و سوف ترون تحينوا الفرصة للمدح كما تتحيوننها الآن للذم و الاستهزاء. إذا كنت تعتقدين أن زوجك مجبر على الوفاء لك فأنت واهمة ما لم ينطلق ذلك عنده من أعمق أعماقه و كان خيارا يتبعه مهما كان شكلك و تعاملك معه. فالشارع مليئ بالفرص و النت مفتوح على كل شيء ما الذي يجره أن يعيش في نكد التحقيقات الفيديرالية التي تجيرنها معه قبل أن تكلفي نفسك أن تخبريه أن اشتقت له أو أنك قلقت عليه كثيرا؟
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
كيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
- المدرب ماهر سلامة انها قصة كقصص معابد الحب، بها من التضحية مايصنع السعادة الحقيقية. الحب فعل وعطاء وتضحية، وليس كلام ومفردات فارغة. كثير منا يربط الاْخذ بدل العطاء لتحقيق السعاد، فهذا الرجل الممرض لهو أسعد إنسان الآن، وقد عوض حرمانه من الزواج بعشق أبدي حقق له معاني عميقة لعيشه، ضمد به روحه وقلبه الذي كان خائفا من الحب. العطاء هو الذي يخرج كل طاقتنا الايجابية، فهذه صفة من صفات الاْنبياء. العطاء يجعلنا لا نري إلا الإيجابية في الآخر، أما الاْخذ فيجعلنا لا نرى إلا السلبي في الآخر. علاج كل مشكلاتنا هو تعلم العطاء لا الاْخذ.
- 0
- اعجبني
- .
- اضف رد
- .
- عرض الردود
- .
- 22-02-2017
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
أضف إجابتك على السؤال هناكيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
احدث الوصفات
فيديوهات ذات صلة
مقالات ذات صلة
اختبارات ذات صلة
أسئلة ذات صلة
مقالات ذات صلة
احدث مقالات قصص النجاح
احدث الوصفات
احدث اسئلة قصص النجاح
اسئلة من بلدك
احجز استشارة اونلاين