الإختبار الذي ساعدنا الصبر على اجتيازه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. من خلال قرائتي وتصفحي لموقع حلوها قرأت العديد من القصص المؤثرة والمحزنة التي جعلتني شخصياً أستعيد المعاناة التي مررت بها وعايشتها لأعوام والتي أحمد الله عز وجل لأنها انتهت بشكل سعيد بعد كل الصبر الذي تحملته أنا وزوجي. الحقيقة أنني تزوجت من أحد أصدقاء أخي وقد كنت في الخامسة والعشرين من عمري. ورغم أن معرفتي به قبل الزواج كانت لفترة قصيرة إلا أننا تفاهمنا وانسجمنا بشدة بعد الزواج وكنا فرحين للغاية عندما أصبح عندنا منزل مستقل وجميل قمنا بتزيينه بأنفسنا والاعتناء بتفاصيله. ولكن وسبحان الله الذي لا اعتراض على حكمته شعرنا مباشرةً, بعد حوالي عام من زواجنا أن سعادتنا ناقصة لأننا لم نتوجها بعد بطفل يكون ثمرة حبنا. وشعرنا أن أمراً ما ليس على ما يرام كوننا لم نقم خلال هذه السنة باستخدام أي وسيلة حماية أو منع حمل. استمرينا بمحاولة الإنجاب المنتظمة والمستمرة لمدة عام كامل آخر أي كان قد مضى على زواجنا عامان ولم يحدث حمل. ولا يمكنني نسيان القلق والإحباط الذي كنا نشعر به شهراً بعد شهر ومع فشل كل محاولة. وبصراحة إن أكبر مسبب للضغوط لنا في تلك الفترة كان الإلحاح المتواصل والشديد من قبل أهلنا على الإنجاب وكان هذا الإلحاح المتواصل يجعلنا نشعر وكأننا نحن المسؤولون عن إخفاقنا في الإنجاب طوال سنتين. بعد مرور العام الثاني اتجهت أنا وزوجي كل منا لإجراء الفحوص المناسبة ليتبين معنا مباشرة أن زوجي عقيم ولن يتمكن من الإنجاب. لا انسى لحظات الإحباط المرعبة التي عشتها فقد كنت أعاني لأيام من هذا الإكتشاف الذي لم أكن قد حسبت له حساباً كما كنت أعاني من ناحية تانية من حزني الشديد على زوجي. آلمني أن أراه بعد مراجعتنا للطبيب يبكي للمرة الأولى منذ عرفته وبدأ بالاعتذار وأنه لم يكن يدري بحالته ولم يخطر على باله أن يكون عقيماً. أحزنني بشدة أن أراه يعتذر عن أمر لا ذنب له به فبدأت بمواساته وإقناعه ان ما يحدث معنا حكمة من رب العالمين واختبار منه واننا يجب أن نتكل عليه سبحانه دون أن نتواكل ونسعى للعلاج. وفي ذات الأسبوع عدنا إلى الطبيب وتعرفنا على كافة الطرق التي قد تساعدنا على الإنجاب. فالعلم في تطور مستمر والأساليب الحديثة لا بد أن تثمر. أخبرنا الطبيب أن الأنسب لحالة زوجي هو أن نقوم بزرع للنطاف وتناقشنا بتكاليف العملية وتفاصيلها. وقمنا مباشرة بإجرائها. للأسف لم تنجح العملية في المرة الأولى وواجهت حدوث إجهاض بعد أن كنت في الشهر الثالث. الطبيب أخبرنا أن الإجهاض في حالة الزرع أمر متوقع بنسبة كبيرة وأننا يجب أن نعيد إجراءها بعد مدة زمنية معينة ولكنني كنت مدركة أننا لن نتمكن من تأمين المبلغ المالي لإجراءها مرة أخرى فهي لم تكن رخيصة إطلاقاً خاصة مع كوننا في مقتبل عمرنا ولم ندخر الكثير من المال رغم أن وظيفة زوجي ممتازة وأنا أيضاً اعمل معلمة بدوام جزئي. وبعد مرور عام آخر استطعنا جمع نصف المبلغ وقام أهلي بإدانتنا نصف المبلغ الآخر. وأجرينا العملية للمرة الثانية. وحصل الحمل مرة ثانية. وفي ذكرى زواجنا الخامسة والحمدلله كنت أحمل على حضني رضيعة بعمر الشهرين وأكمل الله نعمته عليَّ وعلى زوجي. إن اختصار خمسة أعوام من المعاناة في بضعة أسطر أمر شديد الصعوبة. كان هناك الكثير من لحظات الخوف والترقب والإحباط. وبالتأكيد طوال هذه الأعوام كانت تمر في ذهني أفكار كثيرة عما يجب أن أفعله وكيف أهدىء زوجي وكيف أتعامل مع ضغوطات أهلي المستمرة وكل هذا القلق كان يمتد تأثيره على حياتي اليومية. كنت أمر بنوبات غضب شديدة وكنت أشعر في الكثير من الأوقات بالفراغ الشديد يتسرب لحياتنا الزوجية. ولكن شعوراً دفيناً بداخلي كان يحركني للإيمان أن الله لن يتخلى عنا وأن الصبر لا بد أن يثمر في النهاية. وهذه الفكرة البسيطة هي ما دفعني لكي أشارككم قصتي لأخبر كل إنسان متعب ومكسور أنه ليس وحيداً في هذا العالم وأن هناك الكثيرمن الأرواح التي تتضرع لله في كل ليلة أن يفرج عنها. ولكن ما بعد الصبر إلا الفرج