من أحلام اليقظة إلى كلية الهندسة.. هكذا تفوقت على الشرود
مرحباً. أنا شاركتكم في اليومين الماضيين الكثير من الإجابات على أسئلة متعلقة بعدم القدرة على التركيز بالدراسة ولذلك أحببت ان أرسل لكم قصتي او مجموعة الأشياء التي قمت بفعلها وشعرت انها ساعدتني في مراحل دراستي المختلفة . الصراحة أنني كنت متفوقة منذ صغري وكنت أتلقى الكثير من المديح من أساتذتي اللذين كانوا يعتبرون أنني ذكية وسريعة البديهة وحافظت على هذا المستوى حتى الصف العاشر في المرحلة الثانوية . لا أدري ما الذي حصل بعد ذلك ولكنني كنت أشعر أنني أواجه صعوبة شديدة في التركيز. وكأنني في هذا السن الذي يعتبر ذروة سنوات المراهقة, أصبحت افكاري تنجرف تجاه جميع الأشياء الأخرى عدا الدراسة أو ربما بسبب تزايد الضغوطات المترافقة مع نيل الشهادة الثانوية أصبحت لا أطيق الجلوس المتواصل لساعات طويلة. عموماً وبغض النظر عن الأسباب إلا أن هذا ما جرى معي: ساعات طويلة من أحلام اليقظة التي لا مغزى لها في الواقع., تراجع كبير في الحافز على الدراسة وكأن نيل الشهادة كلها لم يعد يعنيني, وإحباط واكتئاب متواصل نتيجة كمية التراكم الدراسي لدي. وفي نهاية الفصل الدراسي الأول من السنة الأخيرة في الثانوية العامة حصلت على تقيمي الأولي عن منهج العام الأول _وفي بلدي هو مجرد تقييم ولا علاقة له بالنتيجة النهائية_ حصلت على علامة لا تتجاوز ال 40 % في الرياضيات وعلامة 35% في الفيزياء. ورغم أنني كنت قد حصلت معدلات عالية في اللغات العربية والأجنبية إلا أن أمي فقدت صوابها لأنها كانت تعلم أنني كنت ارغب بدراسة الهندسة يعني الفيزياء والرياضيات هي التي ستحدد مستقبلي وطموحي. أذكر غضب أمي الشديد وكيف بدأت بالصراخ وحينها شعرت أنني خذلتها وخذلت نفسي رغم أنني لم أعلم ما الذي ارتكبته فعلياً سوى نوبات الشرود هذه. في النهاية وبعد يومين هدأت أمي وأخبرتني أنها ستمد لي يد المساعدة وتعطيني فرصة أخيرة وستجلب لي أستاذ خصوصي في مادة الفيزياء والرياضات بجلسات مكثفة ولكن هذا يتطلب أن ألتزم بالدراسة طوال النهار والليل فبالنهاية لم يتبقى سوى ثلاث شهور على الفحص النهائي. شعرت بالذنب تجاه والدتي لأن والدي بسبب غضبه أخبرها أنه قطع الأمل مني ولن يدفع لأستاذ خصوصي ولكنها أخبرته أنها تؤمن بي وستقوم هي بالدفع من راتبها. شعرت بالتأثر الشديد والامتنان وبأنني يجب أن أسعى لحصول معجزة في الأشهر القليلة الباقية لكي أعوض أمي عن كل الجهد الذي ستتكبده. ومع هذا العزم بدأت أفكر بأساليب تجعلني أتوقف عن الشرود. قمت بكتابة ملاحظات على أوراق صغيرة فيها عبارات تحفزني أو تذكرني بهدفي ووضعتها أمامي على الحائط بحيث كنت أذكر في كل لحظة تقاعس أن عندي هدف يجب تحقيقه. وبعد ذلك لاحظت أنني أشرد بسهولة بسبب الصمت في الغرفة لذا قررت أنه يجب علي أن أكسر هذا الصمت لكي لا أغرق في التفكير ولذلك بدأت بالدراسة وترداد المعلومات بصوت جهوري الأمر الذي ساعدني بشدة على التركيز. وضعت جدولاً يومياً وقسمت فيه عدد ساعات الدراسة وأوقات الاستراحة وكنت اشطب في نهاية اليوم الواجبات التي انتهيت منها الأمر الذي كان يشعرني بحجم ما أنجزه وفي الوقت ذاته أدرك ما الذي تبقى امامي بحيث لا أفاجىء به لاحقاً. واحياناً كنت أطلب من اختي الكبرى وهي موظفة , أن تقوم بعملها أو حتى أن تجلس لتتسلى على حاسبها بالقرب مني بحيث تنتبه هي إن سهوت أو غرقت بالأفكار وتستحثني على المتابعة. هذه السلوكيات كلها على بساطتها أثرت بشكل كبير في تقدمي وفي تحسن تركيزي في فترة زمنية سريعة وقبل قدوم الامتحان كنت شبه واثقة من أنني قطعت شوطاً كبيراً وأن النتائج ستكون جيدة. وبالفعل عند صدور النتيجة كانت علامتي في مادة الرياضيات قد ارتفعت إلى 86% أما الفيزياء فوصلت إلى 94% الأمر الذي فاجىء حتى أستاذي الخصوصي وقال لأمي التي تشكرته بعد صدور النتائج بالحرف : "أنا لست ساحراً , وإنما الاجتهاد يثمر دوماً". الحمدلله أنا اليوم وصلت للسنة الجامعية الثالثة في كلية الهندسة المدنية وما زال معدلي جيداً جداً وفي الصيف هذا سوف أبدأ بالتدريب مع والدي في مكتبه الهندسي. أنا مؤمنة اليوم أن بوسعنا تحقيق المعجزات بالقليل من الإصرار والكثير من الجهد.
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
كيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
-
- 0
- اعجبني
- .
- اضف رد
- .
- عرض الردود
- .
- 22-06-2017
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
أضف إجابتك على السؤال هناكيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
احدث الوصفات
فيديوهات ذات صلة
مقالات ذات صلة
اختبارات ذات صلة
أسئلة ذات صلة
مقالات ذات صلة
احدث مقالات قصص النجاح
احدث الوصفات
احدث اسئلة قصص النجاح
اسئلة من بلدك
احجز استشارة اونلاين