عدت إلى الجامعة لأن الزواج ليس كل شيء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا امرأة في السادسة والعشرين من عمري تزوجت منذ ثماني سنوات من ابن عمي الذي للأسف ورغم قرابته مني وحبي الشديد لأهله إلا أنه كان إنساناً كاذباً وسيئاً معي. في نهاية العام الثالث لزواجنا كان قد قام بخيانتي بكل الطرق والاساليب الممكنة سواء جسدياً أو بمحادثات أو بنظرات أو بسلوك مما جلعني أقرر الانفصال عنه تماماً فحكيت لأهلي وعدت إليهم مع طفلتي وتطلقت ولكن بالطبع المشاكل لم تنتهي عند هذا الحد. سرعان ما بدأت المشاكل مع أهلي اللذين رغم وقوفهم بجانبي فترة الطلاق جعلوني أشعر بعدها بأنني عبء عليهم أنا وطفلتي وبأنني يجب أن أتزوج بأقصى سرعة من أي شخص يتقدم لي لكي أنستر بعيداً عنهم وذلك بالطبع كان له علاقة بالوضع المادي قبل كل شيء ولكنني بعد طول تفكير قررت أنني لن أوافق مباشرة على اي انسان يتقدم لي لمجرد الزواج فأنا بعد تجربتي المريرة لم أعد أود المرور بالمزيد من الآلام وإلى حين أن ألتقي بالشخص المناسب الذي أقتنع به قررت اني لن أبقى في المنزل أعيش بالفراغ وأتحسر على حالي خاصة أن ابنتي كانت قد بدأت بالذهاب إلى روضة الأطفال مما جعلني أمام المزيد من وقت الفراغ لذا قررت أن أقوم بأمر ما ينفعني في المستقبل القريب والبعيد وسواء تزوجت أم لا. استجمعت نفسي وقمت بتقديم طلب للعودة إلى الجامعة فأنا كنت قد انسحبت من الجامعة في عامي الدراسي الاول لكي أتفرغ للزواج أما الآن فكان أمامي كل الوقت لكي أعيد السيطرة على شتات حياتي. في البداية لم يرحب أهلي كثيراً بالفكرة ولكنني استعنت بأخي الأكبر سناً لكي يقنعهم وبالفعل فقد قام حتى بعرض مساعدته المادية وفي بداية ذلك الام الدراسي كنت قد استعدت مقعدي في الجامعة وعدت إلى الدراسة. بالطبع في الفصل الأول أو بالأحرى في السنة الأولى بأكملها لم يكن الأمر سهلاً أبداً لأنني كنت قد انقطعت عن الدراسة لمدة طويلة جداً فحملت الكثير من المواد ولكن مع العام الثاني اعتدت على تنظيم نفسي وأصبحت أكثر التزاماً ورغم كل العقبات غلا أنني كنت وما زلت أشعر بمتعة عارمة بدراستي الجامعية وأشعر أنني فتحت لنفسي مساراً جديداً في الحياة أحفره ببطء رويداً رويداً ولكن بالتأ:يد سيوصلني إلى درب نهائي أسهل وأقصر. أنا الآن في عامي الدراسي الثالث وآمل أن أتخرج لأبحث بعدها عن عمل واصبح أكثر استقراراً مادياً وأتمنى مع الأيام أن ترث ابنتي عني الطموح والمثابرة.