الإيجابية مفتاح لحياة سعيدة
أنا فتاة عشت جزءاً كبيراً من حياتي في الحزن والنكد دون أي سبب معين. لا أدري إن كان موضوع الكآبة التي ترافق بعض البشر هي ناتجة عن عوامل وراثية مثلاً أم عن طبيعة معينة تولد معهم ولكن كنت أجد نفسي طوال الوقت أميل لتضخيم المواقف الصغيرة وآخذ على خاطري عند أي كلمة من زميلاتي ودوماً أزعل من الجميع وأنعزل. يعني دائماً كنت أرى نفسي عل ىانني ضحية في أي حدث أو موقف وكنت أحب هذا الشعور . واستمريت على هذا الحال تقريباً إلى ان أصبحت في التاسعة عشر وجرى معي موقف أنني كنت مع زملائي في الجامعة في أحد المرات ولا أدري حول ماذا بالضبط كنت أشتكي فجاء أحد الزملاء وقال "لي ما بالك؟ مكتئبة كالعادة؟ هل أنتي دوماُ هكذا نكدية؟" فشعرت فجأة بالإحراج الشديد وكانت أول مرة أنتبه ان هذه فكرة زملائي عني أو أن هذا الانطباع الوحيد الذي أخلفه لديهم بالرغم من أن علاقاتي الاجتماعية كثيرة وفي الصميم أنا أحب الاختلاط واحب الحياة ولكني كنت قادرة دوماً على نشر الطاقة السلبية في محيطي دون أي سبب. ومن بعد هذه الحادثة بقيت كثيراً أفكر ب مال الذي جعلني هكذا وما الذي يمكن فعله لكي أجعل صحبتي ممتعة وأجعل من حولي قادرين على الاستمتاع بوقتهم معي وأتوقف عن كل هذه السلبية وشعوري بالنقص في أي محاولة للفرح. بالطبع محاولة التغير لم تكن سهلة وأعتقد انها تطلبتني عامين كاملين حتى استطعت التعافي منها تماماً. ولكن الخطوة الأولى التي ساعدتني على تغيير كل شيء كانت التفكير بأصغر التفاصيل وتقديرها وحمد الله عليها. وحين أقول أصغر التفاصيل فأقصد بها فعلاً اشياء جداً صغيرة كنت أملكها وتحصل معي ودربت نفسي رويداً رودياً على تقديرها وحبها وهي ما استطاعت أن تكسبني القناعة في الأشياء الكثيرة. على سبيل المثال في احد الخروجات لي مع صديقاتي ذهبنا للتسوق ثم جلسنا لنتناول الغداء وبدأت المشاعر السلبية بمداهمتي فبدأت فجأة أتأمل بوجوه صديقاتي وضحكاتهم وباجتماعنا الجميل حول طاولة الطعام وشهية الجميع للأكل وترددهم في اخيار الطعام وبدأت أقدر جمال هذا الموقف وأفكر أنني بعد عشر سنوات سأذكر الفتيات وأضحك على هذه الأيام وسوف أذكر جمعاتنا وأحن لها ووجدت نفسي أبتسم تلقائياً. وفي مرة أخرى كنت قد انتهيت من ممارسة التمارين الرياضية في النادي وكنت متعبة جداً فبدات افكر بأنني انسانة قوية وأنني أنهيت للتو مجموعة من التمارين الصعبة وإنني إن حافظت على هذا الروتين فإن جسمي سيصبح أكثر صحة وسأكون أقوى بدنياً وبصحة جيدة دوما وهذا انعكس على تدريباتي طوال الشهر وبقيت أجد نفسي متحمسة للذهاب كل يوم وتكرار نفس العبارات في نهاية كل تمرين. وهكذا دواليك. كلما وضعت صحن طعام أمامي أفكر بهذه النعمة وبروعة مذاق الطعام ومدى استمتاعي به فأتلذذ بالأكل أكثر. كلما قابلت صديقاً جديداً أفكر بإيجابياته وأعذره على ما يصدر منه وأجد له المبررات فوجدت أن صداقاتي تزيد وتصبح أكثر عمقاً. في كل موقف في الحياة أأخذ وقتي للتأمل في النعم التي أملكها وافكر بإيجابياتها وآثارها الجيدة علي حتى المصائب وحتى الظروف الصعبة دوماً أذكر نفسي أنها مدة وستمر وسوف أخرج منها أكثر قوة وتجربة وأحمد الله على كل حال. إن هذا الأسلوب وهذا الحمد جعلني أنتقل من كوني إنسانة كئيبة جاحدة نكدية إلى إنسانة نشيطة ومحبوبة وتحب الحياة وساعدني على إنجاز الكثير من لاأشياء وأن أؤمن بقدراتي أكثر. ووجدت أن الإيجابية هي المفتاح الاساسي لسعادة الإنسان في حياته وتملك تأثيرها السحري على الناس من حولنا فيصبحون يتعاملون معنا بنفس سوية الطاقة والحب. نصيحتي أن تنظروا دوماً إلى الجانب المشرق للأشياء ومن يبحث عن السعادة يجدها.
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
كيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
-
- 0
- اعجبني
- .
- اضف رد
- .
- عرض الردود
- .
- 09-08-2017
- 0
- اعجبني
- .
- اضف رد
- .
- عرض الردود
- .
- 21-07-2017
- 0
- اعجبني
- .
- اضف رد
- .
- عرض الردود
- .
- 21-07-2017
- 0
- اعجبني
- .
- اضف رد
- .
- عرض الردود
- .
- 21-07-2017
- 0
- اعجبني
- .
- اضف رد
- .
- عرض الردود
- .
- 07-07-2017
- 0
- اعجبني
- .
- اضف رد
- .
- عرض الردود
- .
- 02-07-2017
- 0
- اعجبني
- .
- اضف رد
- .
- عرض الردود
- .
- 02-07-2017
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
أضف إجابتك على السؤال هناكيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟