شهر عسل طويل جداً بفضل موقع حلوها
بدايةً وقبل كل شيء، أرجو ممن لديه الوقت ان يقرأ قصتي حتى نهايتها.. فهي بمثابة شكر لكل شخص كتب كلمة صادقة على هذا الموقع الرائع.. قصتي بدأت بعد زواجي بستة أشهر.. كنا قد بدأنا حياتنا أنا وزوجتي على نية أن يرزقنا الله السعادة والرغد والذرية الصالحة. في الشهر الأول بدت لي الحياة جميلة جداً . فهو كما يقال شهر العسل.. كنت أنا وزوجتي ما نزال غارقين في رومنسية الأيام الأولى. بالنسبة لي كان كل شيء يسير على ما يرام ولا شيء يعكر صفو سعادتي. ما الذي ينقصني أنا الذي أملك بيتاً جميلاً وامرأة بشوشة وحنونة تعشقني؟؟ بانقضاء الشهر الأول أخذت حياتنا طابعاً روتينياً، وعدت أنا للالتزام بعملي وملاحقة تفاصيل الحياة اليومية والانشغالبضغوطها، كما عدت للخروج اليومي مع أصدقائي في كل ليلة مثلما كان حالي قبل أن أتزوج.. كانت معاملة زوجتي لي في البداية مليئة بالحب والحنان، لكنها ما لبثت أن بدأت تتغير وتتخذ طابعاً حاداً وغريباً.. لم أفهم ما الذي أصابها وصرت أعزو تغيرها إلى الحجة التي يتداولها الرجال دائماً حول النساء أنهن "نكديات" ومتطلبات ولا أحد يفهم عليهن. صارت زوجتي دائمة الشكوى ولا تقابلني بوجه بشوش لدى عودتي إلى المنزل، ونظراً لذلك بدأت بدوري أتململ من العودة إلى المنزل، وكثرت الليالي التي أقضيها في سهراتي مع الأصدقاء.. كنت بالفعل قد بدأت أشعر أن الزواج أمر متعب وليس تجربة ممتعة كما توهمت في البداية، وصرت أحس أن المرأة اللطيفة الطيبة التي تزوجتها ليست هي نفسها زوجتي العصبية التي تلاحقني بهواتفها وتجسسها على جوالي وتشتكي ليلَ نهار من ظروف عملي ومن سهراتي مع الأصدقاء.. كنت بصراحة لا أفهم ما الخطأ الذي ارتكبته حتى تغيرت معاملتها معي.. ذات يوم كنا في أحد المقاهي أنا ورفاقي فقرر أحدهم أن يأخذنا إلى منزله الصيفي على شاطئ البحر كي نقضي الليلة عنده.. في البداية لم أشأ أن أترك زوجتي تنام وحدها في المنزل إذ لم يسبق لي أن تركتها قبل ذلك، لكن وبعد إلحاح الأصدقاء قلت لنفسي ألا مشكلة لو ذهبت لليلة واحدة وحظيت ببعض الوقت الممتع، وليس ثمة ما يدعو للخوف من تركها وحيدةً لليلة واحدة فقط.. أرسلت لها رسالة أني لن أعود إلى المنزل في تلك الليلة.. في اليوم التالي عدت إلى المنزل كأن شيئاً لم يكن، فتحت الباب ودخلت فلم أجدها.. كانت قد أخذت أغراضها وغادرت. استشطت غضباً واتصلت بها على جوالها فكان خارج نطاق التغطية.. اتصلت بمنزل اهلها لأسأل عنها فقالت لي أمها أنها في غرفتها وترفض الحديث مع أحد.. لم أعرف ما الذي علي فعله.. خطرت في بالي ألف فكرة، منها أن أحضرها من بيت أهلها رغماً عنها أو أن أطلقها أو أوأو .. الكثير من الافكار الطائشة.. لكني قررت أن أترك الأمر ليمضي عليه بعض الوقت كي أفكر ملياً.. وفيما انا جالس وجدت حاسوبها المحمول الذي كنت قد أهديتها إياه موضوعاً على الطاولة.. فتحته بدافع الفضول فوجدت موقع "حلوها" مفتوحاً.. كان آخر شيء تتصفحه زوجتي على الحاسوب قبل ان تغادر.. كان هنالك قصة مكتوبة باسم مجهول تقول: "أنا امرأة في الخامسة والعشرين من عمري متزوجة منذ ستة أشهر من الرجل الذي أحبه.. بعد مضي الشهر الاول بدأ يعاملني بإهمال وكأني غير موجودة، لم يعد يأبه بمشاعري.. يقضي معظم وقته خارج المنزل ولا يفكر بي.. وعندما أصارحه وأشكي له همومي يهملني ويتجاهل شكواي . بدأت أشعر بالشوق إلى بيت أهلي.. بدأت أشعر بأني قبيحة وغير مرغوب بي ومملة وأن زوجي معه حق أن يتركني ويغادر.. أنا لا أريد منه سوى أن يحبني كما كان في السابق.. ما الحل؟؟" صعقت عندما قرأت القصة.. إنها زوجتي.. زوجتي تحسب أني لم اعد أحبها لأنها قبيحة ومملة! هذا الكلام قاسٍ جداً في حقها.. إنها تظن أني أنا من تغيرت معها وأصبحت مهملاً.. أحزنني جداً ما قرأت وشعرت بالذنب لأني لم احاول ان أفهمها أو أن أستمع إلى شكواها، فسببت لها كل هذا الألم.. كانت هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها الأمر من وجهة نظرها هي.. كنت أعتقد أنها هي من تغيرت، وبدل أن أصلح الأمر كثفت هروبي من المنزل وحاولت تجنبها بأي طريقة.. تابعت التصفح في الموقع وإذ بي أقرا عشرات القصص عن نساء يعانين من سوء معاملة رجالهن.. شعرت فجأة أننا نحن معشر الرجال نسبب الكثير من الالم لزوجاتنا دون أن ننتبه ظناً منا أننا نعيش حياتنا بشكل طبيعي، وإن بدأت النساء بالشكوى نعزي ذلك حالاً إلى طبيعتهن المتطلبة حسب زعمنا.. يومها أغلقت الحاسوب وذهبت إلى بيت اهل زوجتي محملاً بالهدايا واعتذرت منها ومن والدها واصحبتها في رحلة إلى شاطئ البحر.. هناك تحدثنا طويلاً عن كل التفاصيل التي تؤرقنا.. شرحت لها أني لم أنتبه في خضم انشغالي إلى أنها شعرت بأني أهملها وأكدت لها بأني ما زلت احبها وأني سأغير نمط حياتي بما يتناسب مع كوني رب أسرة.. واعتذرت هي أيضاً لأنها لم تقدر ظروف عملي الطويل واتفقنا على ألا نفرط بهذا الحب الذي نشعر به وأن نهتم ببعضنا أكثر ونسمع وجهات نظر بعضنا حول كل ما يعترض حياتنا المشتركة. ما أردت أن قوله لكم أعزائي متابعي موقع "حلوها" والقائمين عليه، أن هذا الموقع يقدم نموذجاً متطوراً جداً بالتفكير، إذ إنه يحفز على السلوك الإيجابي في حل المشاكل التي تعترض حياتنا. عشرات الأشخاص من جميع أنحاء الوطن العربي يحاولون أن يغيروا واقعهم... يحاولون أن يجدوا حلولاً لما يواجهونه من مشكلات عن طريق الحوار البناء، وأخذ آراء الناس الآخرين، والاستفادة من تجاربهم.. هذا بحد ذاته إنجاز مهم، وطريقة تفكير حضارية ترفع لها القبعة.. إن هذه الطريقة في التفكير تثبت لنا أن لكل حقيقة في هذا العالم أوجه متعددة، فما أراه أنا من موقعي مختلف عما يراه الشخص آخر، ومختلف أيضاً عما يراه من هو خارج الموضوع.. لذلك فأكثر المواقف حكمةً، نتخذها عندما نحاول ان نرى الحقيقة من أكثر من جهة،لا أن نكتفي بوجهة نظرنا الشخصية ونتشبث بها. . أشكر كل من كان له يد في أن يجد الناس متنفساً لهم في هذا الموقع وأن يشاركوا همومهم مع أناس آخرين بكل صدق وشفافية
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
كيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
-
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
أضف إجابتك على السؤال هناكيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
احدث الوصفات
فيديوهات ذات صلة
مقالات ذات صلة
اختبارات ذات صلة
أسئلة ذات صلة
مقالات ذات صلة
احدث مقالات قصص النجاح
احدث الوصفات
احدث اسئلة قصص النجاح
اسئلة من بلدك
احجز استشارة اونلاين