مُدرِستي سبب تغيري ومواجهتي للقيود بحياتي
كل الشكر للقائمين على هذا الموقع الذي اعتدت زيارته منذ أشهر وواظبت عليها, فقد وجدت أنني رغم حزني الشديد على بعض المشاكل التي قرأتها إلا أنني كنت في فضول دائم لقراءة المزيد ومعرفة مشكلات الناس ومتاعبهم والآراء المختلفة التي تطرح لهم ليحلوا هذه المشاكل فقد جعلني هذا أرى بعض الأشياء من جوانب مختلفة لا أفكر فيها عادة. وأعترف أن هذا كان بالنسبة لي نوعاً من الخبرة الاجتماعية إذ أنني فتاة لم تجرب كثيراً ولم يكن لدي خبرة كبيرة في الحياة الاجتماعية فمنذ أن توفي والدي وأنا صغيرة عادت بنا والدتي إلى أهلها حيث تربينا في بيت جدي اللذين أحسنوا لنا واحتضنونا ولكن أمي كانت تخاف علينا من الناس كثيراً كوننا أصبحنا يتامى ولم تكن تسمح لنا بالخروج أو تكوين الصداقات أو الانخراط بالحياة بل كنا ملتزمين طوال الوقت بدراستنا لا نعرف غيرها . والحق أنني مع تفاني أمي في جعلنا متفوقين كنت في كل مرحلة أحظى بأفضل الدرجات وبقيت متفوقة حتى دخلت إلى الجامعة لأدرس الهندسة ولكنني مع دخولي إلى الجامعة اكتشفت العزلة الاجتماعية التي كنت أعيش فيها. فقد كنت شديدة الخجل ولا أحسن الكلام مع من حولي وكنت اخاف جداً من الاختلاط وبقيت منزوية طوال أشهر من عامي الأول بالإضافة إلى أن والدتي استمرت بتصوير الناس من حولي على انهم وحوش استغلاليون فخرجت من عامي الأول لا أملك أصدقاء ولا فكرة لدي عن أي شيء خارج القاعة الدرسية , وبقيت أعنى بدراستي وأحظى بعلامات ممتازة إلا أنني كنت أشعر بالكثير من الوحدة والحزن طوال الوقت خاصة مع مراقبتي لزميلاتي في الفصل ومدى ثقتهن بأنفسهن وكيفية تعاملهن ولباسهن وغيار ذلك. مع بداية عامي الثاني بدأ خوفي من التعامل مع الناس يزداد وفي فترة معينة لاحظت أن بعد الفتيات كن يسخرن مني ومن سلوكي وقد لاحظت هذا الموضوع أحد المدرسات الثانويات في الفصل فجلست معي ذات مرة بعد الحصص لتسألني عن سبب انعزاليتي ولماذا أسمح لهؤلاء الفتيات بالتغامز حولي بهذا الشكل. وكانت المرة الأولى التي فتحت قلبي لأحد وتكلمت عن الصعوبات التي أعانيها في حياتي على بساطتها فكانت متعاونة جداً ولطيفة جداً وأخبرتني أني يجب أن أصبح أكثر خلطةً مع من حولي وأكتسب المزيد من الثقة وشجعتني على القيام بنشاط ما كأن أسجل بدورات محادثة في اللغة الانكليزية في معهد ما أو أن أشترك في نادي رياضي لكي أتخلى عن خجلي وأنخرط بأجواء مختلفة بعد الجامعة حتى شجعتني على زيارة جمعية خيرية تعمل هي بها تقوم بإعطاء دورات مهنية للنساء الغير متعلمات ودورات تعليمية للأطفال. ووجدت نفسي متحمسة على هذه الفكرة فأخبرت والدتي بها ولكنها لم تكن بنفس حماستي. فاقترحت عليها أن تنضم لي في زيارة لنرى أجواء الجمعية وبالفعل بعد أول زيارة وجدت أن والدتي أحبت الفكرة ولم تمانع ذهابي مرة أخرى. استمرت زياراتي إلى أن اقتنعت بعمل الجمعية وقمت بالتطوع للعمل معهم في تعليم الأطفال. ولان التعامل في البداية كان مع الأطفال فقد استطعت تجاوز خجلي وتعليمهم بأريحية ثم مع الوقت وجدت نفسي أكثر انطلاقا ص ووجدت أن القيود الأساسية التي كانت تحد تفكيري قد زالت وأصبحت أكثر استعداداً للانخراط بمن حولي وبالفعل كان أثر هذا في الجامعة واضحاً وأصبحت أكثر انطلاقاً عند التعرف على الناس خاصة وقد شعرت أني انسانة فاعلة في المجتمع إلى جانب دراستي. بالنهاية جميعنا ولا بد نتعرض لظروف صعبة خلال حياتنا ولكن كيفية تقييمنا لأنفسنا وتعاملنا مع هذه الظروف قادر على تغيير مسار حياتنا تماماً.
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
كيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
-
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
أضف إجابتك على السؤال هناكيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
احدث الوصفات
فيديوهات ذات صلة
مقالات ذات صلة
اختبارات ذات صلة
أسئلة ذات صلة
مقالات ذات صلة
احدث مقالات قصص النجاح
احدث الوصفات
احدث اسئلة قصص النجاح
اسئلة من بلدك
احجز استشارة اونلاين