ليست كل نهاية صعبة فهناك حياة جميلة بعد كل سقوط
رغم إني كنت أبحث عن شخص عاقل يسمعني من 8 سنوات، وينصحني لنفسي، وليس نصائح بسبب المجتمع والخوف من أحكام الناس ولم أجد، لكن أريد أن احكي قصتي هنا، وربما تكون إشارة لنساء كتير عاشوا نفس ظروفي. تعليمي كان متوسط، ومستوى العائلة المادي والتعليمي لم يسمحوا بأكثر من هذا، حلم والدي ووالدتي هو زواجي أنا وشقيقاتي، وكانت هذا الحلم رسالتهم السامية في الحياة ولا يعرفوا غيره للفتيات. لم اعترض على حلمهم، بل على العكس، ورثت أنا هذا التفكير أيضا، وأن الزواج كان الطموح الأعلى، كنت سعيدة بالزوج الذي اختاروه لي، شاب يكبرني ب7 سنوات وينتمي لنفس البيئة والتفكير. اعتبرت أن حياتي مع أهلي كانت الجزء الأًصعب في حياتي، واني سأبدأ حياة جديدة في مملكتي مثلنا أفهموني، بدون شجارات مستمرة مع شقيقاتي، ولا مشاكل مع أهلي، ولا ضرب من والدي، إلى أن مر أول شهر من زواجي، وعرفت أن حياة أهلي كانت الجنة بالنسبة لحياتي مع زوجي. عامان رأيت بهم الضرب والإهانة وعدم المسئولية، ولم يكن من أهلي سوى عبارات تحملي، وهكذا الحال في جميع المنازل، ولن نقبل أن تحمل ابنتنا لقب مطلقة، ولن يرحمك أحد، وزاد الطين بلة حينما أنجبت ابني، لتصبح تحملي لأجل الطفل، ولا تجعليه يحمل نتيجة أخطائك، وكأنها لم تمن أخطائهم الذين اختاروا لي زوجا كزوجي، ووصل الأمر للاتهامات بالأنانية والبجاحة. تحملت عامين، ولم أتحمل الثالثة، خاصة وان ابني يرى شجاراتنا ويرى ضرب والده لي، كما أن حالتنا المادية كان أسوأ ما يكن، ولم يكن يزعجه الأمر بل ولم يكن يفكر في أي تطوير في حياتنا، خاصة وأن مسئولياتنا ستزيد مع دخول ابني للمدرسة، وحينها اتخذت القرار.. قرار النجاة.. قرار الحياة الجديدة.. قرار الحرية. وافق على الانفصال بعدما تنازلت عن كل حقوقي المادية، ليثبت لي أن قراري كان أكتر شيء صحيح فعلته. وبدأت أهم جزء في حياتي، عملت في مهنة تليق بمؤهلي الدراسي المتوسط لمدة 7 شهور، ورغم أنها لم تكن ضمن طموحي، لكن لم استطع الاعتماد على أهلي في مصاريف إضافية خصوصا أن قرار الانفصال كان ضد رغبتهم. ومع الوقت التحقت بدورة لتعلم لغة أجنبية، ومن هناك نصحتني زميلة بالالتحاق بالجامعة، وقد كان، وعملت أثناء الدراسة، فلم تكن نظامية، من وقتها تغيّر كل شيء، طريقة تفكيري, نظرتي لمستقبلي، حتى شكلي ومظهري، وطريقة تربيتي لابني. بعد 6 سنوات من الانفصال، وجدت نفسي في مجتمع مختلف، أجلس على مكتب ضخم، أدير قسم به موظفين ممكن لم أحلم بأن أكون ضمنهم، ابني التحق بمدرسة جيدة ونفسيته جيدة، ويمارس السباحة، حتى أهلي ينظرون لي نظرة مختلفة، وبدأت أساعد شقيقاتي الصغريات حتى لا تقعن فيما وقعت فيها. الحياة بعد الانفصال صعبة جدا، فانتي بمفردك في مواجهة مجتمع ينظر لكي بأنك درجة ثانية لكونك مطلقة، وستعاني كثيرا، ولكن النتيجة بالنسبة لي تستحق المعاناة، يكفي شعور الحرية، فعلى الأقل أنتي تعانين لأجل نفسك وطفلك، وليس لمجرد ان زوجك مريض نفسيا أو خرج من بيئة غير مناسبة، وأرادك ان تعاني فقط. ونصيحتي هنا هي أن هناك حياة أخرى جميلة بعد كل سقوط، وبعد كل نهاية صعبة تظهر بداية جميلة.
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
كيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
-
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
أضف إجابتك على السؤال هناكيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
احدث الوصفات
فيديوهات ذات صلة
مقالات ذات صلة
اختبارات ذات صلة
أسئلة ذات صلة
مقالات ذات صلة
احدث مقالات قصص النجاح
احدث الوصفات
احدث اسئلة قصص النجاح
اسئلة من بلدك
احجز استشارة اونلاين
شارك في اخر الاختبارات