تخلى عني زوجي لكني لم أتخلى عن حلمي
المرض قدر لكن العلاج قرار، فنحن لا نختار إصابتنا بالسرطان بل هو بلاء وقضاء وقدر، فرحلة العلاج تستنزفنا ماديا ومعنويا، وكل ما نكون بحاجة إليه هو الاحتواء والدعم النفسي، وأريد أن أحكى قصتي هنا مع مرض سرطان الثدي، لعلها تكون السبب في تعزيه نساء أخريات مصابات بنفس المرض. بداية نشأت في أسرة ميسورة الحال، كانت أسرتي الصغيرة مصدر دعم لي، تخرجت من كلية الفنون الجميلة، وفي أحد اللقاءات تعرفت على زوجي كان حب من أول نظرة كما يقولون، تقدم لخطبتي وتزوجنا سريعا، وعشنا 5 سنوات في استقرار مادي وأسري خاصة أننا رزقنا بطفلين وكانت حياتنا سعيدة. وفي يوم طلبت مني صديقتي أن أذهب معها للطبيب، وانتهزت الفرصة لأسأله أنا أيضاً عن ألم بالثدي أعاني منه، وطلب مني إجراء أشعة، وحينها أصبت بالذعر خاصة أن سرطان الثدي كان منتشراً بين سيدات العائلة، وبالفعل أكدت الأشعة إصابتي بسرطان الثدي. لا يمكن أن أصف شعوري في ذلك الوقت، ففكرت في رحلة قصيرة بها العلاج بالكيماوي، وسقوط شعري، وتنتهي بالموت، تخيلت أن أطفالي أصبحوا أيتام بدون أمي، بكيت كثيرا ليس من أجل المرض ولكن من أجل زوجي فأنا كنت حياته أو هكذا اعتقدت، أخبرته بمرضي، وأنى يجب أن استئأصل الثدي الأيسر بالكامل، ووعدني بأنه سيكون داعم قوى لي، وأن المشاكل تمر بكل الأسر، وجاء يوم الجراحة وكان ينتظر بلهفة أمام باب العمليات وبقى بجانبي 3 أيام، حتى قامت الممرضة بنزع الضمادات عن الثدي المستأصل وكانت نظرته مرعوبة لكن اعتقدت أنه خوف على وليس أنه أصبح ينظر لي على أنى لست امرأة كاملة، ثم اعتذر وقال أنه مرتبط بعمل هام ويجب أن يسافر لإنهائه. على مدار شهر لم أسمع منه كلمة ولم يتحدث معي، حاول أفراد أسرتي إخباري أنه يتصل بهم يوميا وأنه ممنوع أن أتحدث بالهاتف بسبب حالتي والعلاج الإشعاعي، بعد شهر لم أستطع الانتظار فطلبت من الممرضة تهريب هاتف داخل الحجرة، وفعلاً هاتفته، وكانت صدمة حقيقة فكان رده أنه اتفق مع والدي على الطلاق وأنه مستعد لرعاية أطفاله خاصة وأن حالتي لن تسمح بتربية طفلين لأني مريضة أحتاج إلى رعاية. بقيت لأيام أبكى وشعرت بالانهيار وكدت أتوقف عن العلاج لكن حتى رفاهية الانهيار والموت لم تكن متاحة لي، فأنا أم قبل أي شيء آخر، انتهت جلسات العلاج بعد 6 أشهر، وأصبحت من الناجيات من السرطان، وبدأت حياتي المهنية من جديد فعدت مرة أخرى إلى تصميم الملابس التي أعشقها، وأصبحت أجلس بين المريضات الأخريات أخبرهم عن السرطان وكيف أنه ليس نهاية المطاف، وأن الأمل موجود مهما كان النفق حالك الظلام، وأن أطفالي وتفكيري بهم لم يكن عائقاً كما كنت أتصور وإنما كان الحافز الذي وهبني الله إياه كي أظل صامدة وأتعافى.
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
كيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
-
- 0
- اعجبني
- .
- اضف رد
- .
- عرض الردود
- .
- 19-11-2018
- 0
- اعجبني
- .
- اضف رد
- .
- عرض الردود
- .
- 18-11-2018
- 0
- اعجبني
- .
- اضف رد
- .
- عرض الردود
- .
- 18-11-2018
- 0
- اعجبني
- .
- اضف رد
- .
- عرض الردود
- .
- 17-11-2018
شارك في الاجابة على السؤال
يمكنك الآن ارسال إجابة علي سؤال
أضف إجابتك على السؤال هناكيف تود أن يظهر اسمك على الاجابة ؟
احدث الوصفات
فيديوهات ذات صلة
مقالات ذات صلة
اختبارات ذات صلة
أسئلة ذات صلة
مقالات ذات صلة
احدث مقالات قصص النجاح
احدث الوصفات
احدث اسئلة قصص النجاح
اسئلة من بلدك
احجز استشارة اونلاين
شارك في اخر الاختبارات