رسالتي لكل شخص اكتشف البطل الذي في داخلك

اكتشف البطل الذي بداخلك كنت فتاة لا يتعدي عمرها الـ20عاماً في السنة الثانية في كلية الهندسة حينما ممرت بهذه التجربة التي زادتني أعواماً مضاعفة على عمري ففي يوم وليلة تبدل الحال وبعد إن كنت فتاة مدللة لا اتحمل مسئولية نفسي أصبحت أم لأبناء ليسو ابناء وزوجة ومطلوب مني أن أوفر لهم حياة كريمة... كان الأمر بالنسبة لي صعب للغاية ولكني إكتشفت أن بداخلي قوه تفوق القوه.. لذا وودت أن أشارككم قصتي بعد هذه السنوات لعلها تكون باب أمل ومصدر طاقة وقوه لكل من يمر بمشكلة يتصور إنها قد تهزمه. انا الان 23 سنة وحينما وقعت مشكلتي كان عندي 20 سنة وأعيش مع أسرة من 7 أفراد الأب والأم و3 أولاد وبنتين كنت أنا الأكبر وقتها والأخ الأكبر كان لديه 12 عاماً وأصغر الإخوة رضيع لا يتعدى عمره شهر ونصف كان البيت دافئ ملئ بالحب والود والتفاهم لا تغيب عنه الضحكة. ولكن دوام الحال من المحال ففي يوم شاء قدر الله أن أفقد الأب والأم وأكبر إخواتي من الصبيان إثر حادث سيارة نجوت منه أنا و3 من أشقائي ولكن إصابتي في هذا الحادث لم تكن بسيطة فلقد أصبت بكسر في الترقوة ومشاكل مزمنة في العمود الفقري. كل أحلامي وأحلام أسرتي تبددت.. وتغيرت ملامح الحياة الوردية لأسرتنا البيت الذي يجمعنا اللمة والدفئ الأسري ضاع حلم والدي في أن أتخرج من كلية الهندسة وأن أصبح مهندسة وأتولى معه مسئولية الشركة التي كان يمتلكها وأمي التي كانت تحلم برؤيتي بفستاني الأبيض بعد التخرج فقد كنت مخطوبة وتم تأجيل إتمام الزواج حتى التخرج. إسودت الدنيا في وجهي بعدما رأيت مصيري ومصير إخواتي والمشاكل التي لا حصر لها تواجهنا فكان الحل هو أن يتم توزيعنا نحن الأربعة كل واحد منا في بيت من بيوت العائلة! ليس هذا كل شئ لقد وجدت الجد والعم اللذان من المفترض يكونو أقرب لنا في الحياة يستغلون الفرصة ويحاولون السيطرة على أملاك والدي الذي توفي وتركنا أمانه لهم! خرجت في البداية لأعرف ما تركه لي والدي من أموال يعيننا على مواصلة الحياه وحينما وصلت الشركة كانت هناك مشكلة أخرى في انتظاري وهي إن أبي رحمه الله متزوج! نعم لديه زوجه ثانيه على أمي وحسب ما سمعت إنه كان ينوي تطليقها ولكن شاء قدر الله قبل ذلك. كنت على وشك الإنهيار وأنا لا أعرف كيف أتصرف بمفردي! ولكن استطعت تجميع قواي وقبلت بالأمر الواقع في البداية حتى أستيعد صحتي ولكني حرصت على زيارة أخي الرضيع خصيصاً يوماً يلو الأخر حتى يتعرف علينا ولا نصبح كالغرباء إذا تلاقينا. وكذلك المداومة على زيارة إخواتي الآخرين. كانت الفترة التي قضيتها في التعافي كفيلة أن افكر من جديد وأعيد حساباتي ووجدت وقتها خطيبي يساندني ولم يتخلى عني بل كان هو السند والعون في هذه المرحلة. فليس السند دائماً يأتي من الأقربين. بعدما استردت صحتي كانت الخطوة الأولي هو إعادة ترتيب الخطط من جديد فالحياة لا تسير كما نشاء قمنا بتعجيل خطة الزواج وانتقلت للعيش حياة جديدة مع زوجي الذي حرص أن يعيش معي كل إخواتي ولا يتم تفريقنا أبدا.. لعبنا سويا دور الأب والأم لهؤلاء الأطفال. فأصبح لدي مسئوليات جديدة فأنا زوجه ومسئولة عن منزل وعن إخوة صغار فقررت أن لا أعيش دور الضحية .. ما لم استسلم للضغوط العائلية ورفضت أن يسيطر أعمامي وجدي على ميراثنا ويحرممونا منه وفشلت كل المحاولات الودية العائلية في أن يعطونا حقوقنا بعد سن الوصاية المقرر لذا إضطررت أن أقاضيهم واستمر النزاع في المحكمة لفترة طويلة ولكن في نهاية المطاف حافظت على حقوقي وحقوق إخوتي ورفعت الظلم الذي وقع علينا من أقرب الناس الحمد لله كنت على قدر المسئولية والاختبار الذي وقعت فيه كما إنني استطتعت تحقيق حلم أخي الصغير بإدخالة مدرسة لكرة القدم والتي يحقق فيها نجاحات وأتوقع أن يكون له مستقبل باهر فيها والأن بعد مرور حوالي 3 سنوات على الحادث جنيت ثمار تعبي مع أبنائي أو كما أعتبرتهم منذ ذلك الحين فأختي الأن في الثانوية العامة والاخ الرضيع في رياض الأطفال وأخي الثاني في أولى ابتدائي. بالتوازي مع كل هذه المسئولياتفلقداستطعت بحمد الله تحقيق حلم والدي وأنا على وشك التخرج من الجامعة فأنا في المرحلة النهائية من كلية الهندسة قسم إتصالات وأم لطفل "أدم" 7 شهور الأن. نصيحتي لكل علمتنا دروس الحياة وسنن الكون أن الأزمات تلد الهمة وأن الأمر لا يتسع إلا إذا ضاق.. اهم شيء هو عدم التعامل كضحية ابدا مهما كانت الظروف والنظر للجزء المليء من الكوب فبالتأكيد يهبك الله مهمات خسرت.