إستأجرت أباً ليقابل حبيبي بسبب شكل أبي

والدي يعمل في حرفة بسيطة جدا وهي مهنة ورثها عن والده وأجداده وبالتالي مستوانا المادي ضعيف، بالكاد الحياة تسير معنا فانا الابنة الأصغر ولي شقيق وشقيقة اصغر، رغم ذلك كان أبي وأمي حريصين أن نتلقى تعليم جيد بدافع ان ذلك سيحسن حياتنا وفعلا التحق شقيقي وشقيقتي بكليات عليا وتزوجوا وصاروا يساعدوننا. المشكلة كانت معي انا، عشت طفولة حزينة جدا لان جميع أصدقائي مستواهم افضل ومعهم مصروف اكبر ويفتخرون بآبائهم الذين يأتون إلى المدرسة بكامل أناقتهم ولكن أبي يأتي بملابسه الرثة القديمة وحينها أتمنى الارض تنشق وتبتلعني لذلك عندنا تطلب المعلمة زيارة ابي لاي سبب لا اخبره مهما كانت النتيجة. نشأت بيني وبينه علاقة سيئة طبعا من طرف واحد وهو أنا، اشعر انه سبب كل مشكلاتي بسبب هيئته وشكله المختلف عن اباء اصدقائي ومهنته التي لا افخر ان أقولها لاحد لدرجة اني اخاف اتعرف على زميلة جديده بسبب سؤال ماذا يعمل ابوكي. التحقت بالجامعة وكانت ازمتي اكبر فكل اصدقائي هناك مستواهم اعلى وابائهن يشرفون هذا صاحب شركة وهذا طبيب وهذا لديه مكتب هندسي وانا ابي في ورشته منذ عرفته بالملابس ذاتها بالملامح الضعيفة والعجز المبكر. تعرفت على شاب وصارحني بإعجابه وانا ايضا انجرفت معه بمشاعري دون النظر للفوارق بيننا ، فهو ثري ومعه سيارة وينتمي للطبقة الراقية ، تعرفت على والده ووالدته، ناس مثل الممثلين والنجوم في طريقتهم ومظهرهم وحتى ملامحهم ، وبسبب ذلك فعلت اكبر خطأ في عمري كله. طبعا انا أوضحت له أن أبي مدير في شركة كبيرة وكلما يطلب مني مقابلته أبرر انه مسافر لأن سفرياته كثيرة بسبب عمله ، لا أعرف كيف كذبت هذه الكذبة ولم أحسب حسابا لتلك اللحظة ، ربما لأنني أحببته فعلا أو لأني خشيت أن أبدو صغيرة في عينه ولأن الفارق أكبر من تصوري. وبدت في ذهني فكرة أن استعين بزوج اختي ، ليمثل أنه ابي ، هو ليس كبيرا ولكنه أيضا ليس صغيرا فالفارق بينه وبين اختي 12 عام ، وبينه وبيني 19 عام ،وأنيق ولديه سيارة ، وسيشرفني ، وهو أصلا قريب مني ويجلب لي الهدايا دائما ، واستعين برأيه طول الوقت ، اتصلت به وطلبت منه أن يمر علي في الجامعة لأن لدي أمر مهم أريد ان استشيره به ونعود للمنزل سويا ، وفعلا جاء ورآه زملائي ووكذلك زميلي الذي احبه أتى إلينا وسلم عليه ولكني سحبته سريعا قبل أن يقول أي شيء ، وتناولنا مشروب في الكافيتيريا وفاتحته فيما انوي فعله وطلبت منه ان يساعدني وانني في ورطة ثم صمت فترة وبعدها لم اشعر به الا ويده تصفعني على وجهي بشدة ، وكان زميلي وبقة الزملاء يقفون على بعد وطبعا رأوا المشهد فأغمى علي من الصدمة او من قوة الصفعة . وفي المنزل عرفت ان ابي عرف من اختي ، وفوجئت به يدخل لطمئن علي ودعا لي بالشفاء وطمأنني أن الطبيب فقط يقول انه ضغط الدم لدي منخفض وهو ما سبب لي الاغماءة ، طبعا انا متفاجأة من رد فعله وفي نفس الوقت خائفة منها ثم أتذكر موقف زملائي في الجامعة فاشعر بالحرج وبأنه السبب الاساسي في كل ما حدث. دخل ابي غرفتي بعد يومين مما حدث واطمان على صحتي وعلى غير المتوقع منه سالني على الشاب وحبي له وحبه لي وكيف عرفته وتحول الحديث الى حديث ودي جدا وليس شجار أو ضرب مثل ما توقعت وبعدها سالني الى متى كانت ستستمر كذبتي ولماذا خفت فشرحت له انه مستوى اعلى منا ووالده مستواه عالي وخشيت يتركني لانه لن يجرؤ حتى ان يقابلك وفتحت له قلبي وقلت كل ما به ملابسه وطريقته كيف بيحرجوني ولاول مرة اى ابي يبكي بحرقة ويقول كلام صعب علي اسمعه عن تضحياته واحلامه اللي تخلى عنها ليحقق احلامنا نحن ويرى فينا وفي نجاحنا نجاحه وختمها بان لا احد يختار اهله ولكن كل واحد مسئول عن حياته ومستقبله وطباعه وتعامله وكل واحد يجبر الاخرين لاحترامه ليس بسبب ملابسه ومهنته ولكن باسلوبه وان كان زميلي لم يرضى بمستوايا فهو ما كان يحبني خرج ابي من الغرفة واعطاني درس بمئة درس تمنيت لو اني ادركته في وقت مبكر وفعلا تحولت لشخص ثاني بدي لو ابوس التراب اللي يصير عليه والدي بل واضع صوري معه في كل مكان في حساباتي وعلى هاتفي .. وبعدت عن زميلي دون سبب رغم انه لم يعرف شي .. ولكن الفرق المادي والاجتماعي لم يكن سيريحني وسيشعرني بذاتي القديمة. متيقنة ان لو 100 أب كانوا مكان ابي كانوا تصرفوا معي بشكل مختلف يمكن يخليني اتمادي.. ولكن ابي البسيط تصرف بحكمة واعطاني أبلغ درس في الحياة .. الانسان يجبر الكل على احترامه بسبب قيمه وعلمه ومن ليس له خير في اهله لن يرتاح ابدا